كان في احدى المرات ابو لخمسة اولاد وزوجه صالحة وكان من اكبر تجار تلك المدينة وأغنياءها الا إنه كان بخيلا جدا وقد اسكن اسرته في بيت قديم تعيش فيه الجرذان والصراصر وكان مقصرا في تلبية احتياجاتهم في المأكل والملبس وغيرها نتيجة البخل وذات يوم ذهبت الزوجة مع اولادها الى والي المدينة لتشتكي له ضيق المعيشة والحال السيء التي يعانونها مع هذا الابالبخيل فقال لها الوالي لا عليكِ سأُخبرك بخطة تجعل هذا الاب يندم على كل ايام الضيق والتقصير التي عيشكم فيها وما عليكِ الا ان تطلبي ان يأخذكم معه في رحلته القادمة التي سيقوم بها لغرض التجارة فقالت : ياجناب الوالي فان رفض ذلك قال الوالي : الحو عليه بشده وان تطلب الامر ان تذرفوا الدموع وفعلا اخبرت هذه العائلة الاب البخيل بطلبها فرفض كما هو متوقع ولكنهم فعلو كما طلب الوالي منهم فبدأو بالبكاء والصراخ حتى استجاب لطلبهم وفي صبيحة اليوم التالي انطلق الاب مع عائلته في سفرهم وما ان ابتعدوا عن اسوار المدينة فأذا بمجموعة من قطاع الطرق واللصوص يهاجمون قافلة التاجر البخيل فيخبرونه اما ان تعطينا الاموال او نأخذ زوجتك واطفالك ولان هذا الرجل يحب المال كثيراً فقد ضحى بعائلته بدل الاموال فتعجب اللصوص بذلك فخاطبه احدهم ياقاسي القلب يا عديم العاطفة هل يوجد اب في الدنيا يضحي بزوجته واطفاله من اجل المال فلذلك قررنا ان نأخذ العائلة والاموال ونتركك تموت من الجوع والعطش عقابا لك فبقي في الصحراء بعد ان ذهب عنه الجميع وبعد فترة طويلة من الزمن عاد اللى المدينة وهو في حالة يرثى لها فتعجب اهل المدينة لحاله فذهب الى الوالي يشكو حالته من فقد امواله وعائلته من قبل قطاع الطرق فقال له الوالي : كلا ايها البخيل انهم لم يكونوا قطاع طرق بل هم بعض من رجالي ارسلتهم ليختبروك ايهما اهم لديل الممال ام زوجتك واطفالك الذين عانوا الفقر والجوع مع وجودك وها هم يعيشون في ذلك البيت الجميل الذي اشتروه من اموالك الذي اخذها منك قطاع الطرق وهم رجالي
فهذا درس لاتنساه ايها البخيل