بسم الله الرحمن الرحيم
يمكننا تقسيم العبادة إلى نوعين: عبادة مستكنه تبعث الفرد المسلم إلى الانزواء والاستكانة، والانشغال بالنفس والابتعاد عن المحيط الاجتماعي وتبعاته. وهناك عبادة فاعلة تبعث المسلم نحو الجهاد ومقاومة الظلم في المجتمع، وتدفع الفرد نحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الشكل من العبادة ينطبق تماما على عبادة الإمام الحسين (عليه السلام)، فليس خافياً بأنّ الحسين (عليه السلام) كان « يملك القدرة على الانزواء للعبادة ومكانه من الجنة مضمون، ولكنه لم يكن من طينة أولئك الذين اختاروا العبادة طريقا إلى الجنّة بدلاً عن الجهاد والتضحيات، لأنه يدرك أن الطريق الأكمل إلى الله هو طريق الحقّ وطريق الحقّ، هــــو الجـــهاد والنــــضال والالتــــزام بمبادئ الثورة الاسلامية وتعاليمها، وإذا جاز على غيره من صلحاء المسلمين أن ينزوي في المساجد للعبادة ويتخلّى عن النضال والجهاد فلا يجوز ذلك على الحسين (عليه السلام) وارث الرسول وعلي (عليهما السلام) بأن يتخلّى عن وعيه النضالي ويلجأ الى زوايا المعابد تاركاً للجاهلية الجديدة المتمثلة في حكم يزيد أن تستفحل في بطشها بقيم الحق والعدل وكرامة الانسان، فلم يبق أمامه إلاّ الثورة، وبدونها لا يكون سبطاً للرسول (صلّى الله عليه وآله) وابناً لعلي (عليه السلام) ووارثاً لهما، وقدره أن يكون شهيداً، وابنا لأكرم الشهداء، وأباً لآلاف الشهداء، وأن يكون المثل الأعلى لجميع الأحرار الذين يناضلون من أجل الحق والعدل ».
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
العبادة الفاعلة
تقليص