بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
علي ابن ابي طالب (عليه السلام )أخفى أحباؤه فضائله خوفا وأخفى أعداؤه فضائله حسدا ..وظهر منها ما ملأ الخافقين ...فكيف هو الحال لو لم يخفي كل منهما هذه الفضائل ..حتما لصار الامر الى الحد الذي لاتصدقه العقول .. وكيف يكون الحال لو قال الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله )تلك المقالة التي أخفاها عن الناس في فضلك ياأميرالمؤمنين..حينما قال الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله )لولا أن تقول فيك الناس ماقالته اليهود في عزير ...وماقالته النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك مقالة جعلت الناس تأخذ التراب من تحت قدميك....فأية مقالة هذه ياامير المؤمنين ومااعظمها من مقالة ....واي أقدام هي أقدامك يامولاي وماأعظمهما من أقدام ....وأي رجل أنت يامولاي ....وماأعظمك من رجل .....فها هي ذي كتب القوم تنادي بإسمك ياأمير المؤمنين وتشير الى فضائلك رغم حسد الحاسدين ورغم بغض المبغضين ورغم خوف الخائفين ...فهذا كتاب مناقب الخوارزمي ينقل لنا إحتجاج أمير المؤمنين على القوم عندما أرادو تنصيب الثالث خليفة على الناس وجعله اميرا على الامير ..وجعله خليفة على الخليفة ..وعجبا هل يقاس الثرى بالثريا ...لكنه حال الدنيا التي طلقها اعظم أنسان عرفته الدنيا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكيف لا يكون كذلك وهو ربيب الرسالة وهو صنيعة الرسول الاكرم ....وهذا الإحتجاج
من كتب القوم ومحدثيهم وليس من كتبنا ولدينا في كتبنا مثله وأمثاله...فقد جاء في كتاب المناقب للخوارزمي(أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبو على الحسن بن أحمد بن الحسين فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة 473، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني وقال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو نجيب سعد بن عبد الله الهمداني. وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إلى من إصبهان سنة 488 عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مروديه، حدثني سليمان بن محمد بن أحمد، حدثني يعلى بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان بن الحرث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال:
كنت على الباب يوم الشورى مع علي وسمعته يقول: لأحتجن بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ثم قال: أنشدكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: لا. قال فأنشدكم الله هل منكم أحد له مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة؟ قالوا: اللهم لا. قال انشدكم الله هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداءغيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول " ص " مرات قدم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟
قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول " ص " من كنت مولاه فعلي مولاة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ليبلغ الشاهد النائب غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي وأشدهم لك حبا ولي حبا يأكل معي من هذا الطير فأتاه وأكل معه غيري؟ قالوا. اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يده إذ رجع غيري منهزما غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله " ص " لو فد بني ربيعة لتؤمنن أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يقتلكم بالسيف غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال رسول الله " ص " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف ملك من الملائكة منهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله من القليب غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة فقال له رسول الله " ص " إنه مني وأنا منه وقال جبرئيل وأنا منكما غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد نودي من السماء لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي غيري؟ قالوا: اللهم لا قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي " ص " غيري؟ قالوا:
اللهم لا. قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص " قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل على تأويل القرآن غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله أن يأخذ براءة من أبي بكر فقال أبو بكر: يا رسول الله " ص " نزل في شئ فقال: إنه لا يؤدي عني إلا علي غيري؟ قالوا اللهم لا.
قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول الله " ص ": ما سددت أبوابكم ولا فتحت بابه بل الله سد أبوابكم وفتح بابه غيري؟ قالوا: اللهم نعم.
قال فأنشدكم بالله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك فقلتم ناجاه دوننا فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه غيري؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله " ص " قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يدور الحق مع علي كيف ما دار؟ قالوا: اللهم نعم. قال فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله " ص " قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض قالوا: اللهم نعم قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد وقى رسول الله من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود العامري حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدا أنزل الله فيه آية التطهير حيث قال: " إنما يريد. الخ " غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص " أنت سيد العرب غيري؟ قالوا:
اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله " ص ": ما سألت الله شيئا إلا سألت لك غيري؟ قالوا: اللهم لا.
وارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا عليه السلام يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف. ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أحق بالأمر منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا. ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان ............. (لله درك ياأمير المؤمنين كل هذه الفضائل لك وحدك لم يشاركك فيها احد(وماخفي علينا منها كان أعظم) ولو كان للقوم منها واحدة لأقاموا الدنيا وماأقعدوها ولكنك انت انت وهم هم واين الثريا من الثرى..........
--------------------------
المصدر :المناقب للخوارزمي
المصدرالنقول عنه :كتاب الاحتجاج للطبرسي
تعليق