المخدرة لا تفتح الباب:
ويقول البعض:
إذا كانت الزهراء(ع) مخدرة، فكيف تبادر هي لفتح الباب، فإن التي لا ترى الرجال ولا تقابل أحدا لا تفعل ذلك..
________
والجواب:
أولا:هل المخدرة لا يحق لها أن تدافع عن نفسها، لو هوجمت، أو عن ولدها وزوجها، أو عن شرفها، أو دينها، ورسالتها؟!
ثانيا:ألم تكن زينب أيضا مخدرة؟ فلماذا أخرجها الإمام الحسين(ع) معه إلى كربلاء لتواجه السبي، والمصائب، وتواجه الرجال، وتخطب في الكوفة، وفي الشام أمام طواغيت وجبابرة الأرض في زمانها؟!
ثالثا:هل خدرها يمنعها من الإجابة من خلف الباب، أو أن إجابتها هذه سوف تكشفها للناس، ليروا ما لا يجوز لهم رؤيته منها؟!
رابعا:إذا كانت قد أجابتهم من خلف الباب، فلا يعني ذلك أنها قد قابلتهم وجها لوجه، فإذا كسروا الباب، ولاذت خلفه رعاية للستر والحجاب، وعصروها بين الباب والحائط، فهل تكون هي المسؤولة عن ذلك؟!..
ويؤيد ذلك أنه قد جاء في بعض النصوص: أنها عليها السلام قد مدت يديها من خلف الباب، فضربوا كفيها بالسوط(1).
خامسا:أليست هذه المخدرة نفسها قد خطبت الناس بالمسجد،
وسمع صوتها القاصي والداني؟!
وهل الخدر للمرأة يمنعها من أن تدافع عن القضية العادلة، وعن الحق لو انحصر بها الدفاع عنه واستلزم ذلك الجهر بالمظلومية؟
ألم يستثن الفقهاء صورة الدفاع عن الحق، من ممنوعية سماع صوت المرأة، لو قيل بتحريمه؟!
وكيف يجوز لها أن تخطب الناس في المسجد، ولا يجوز لها أن تجيب من خلف الباب؟!
وهل يمنعها خدرها من الدفاع عن الإمامة وكشف الحقيقة للأجيال حين انحصر إنجاز هذا الأمر الخطير بها عليها السلام؟.
هل خدرها يحجزها عن الوقوف في وجه الظالمين والغاصبين، لتكشف للناس حقيقتهم، وتظهر واقع نواياهم، وجرأتهم على الله ورسوله، وأنهم على استعداد للتعرض حتى للنساء، بل حتى لأقدس امرأة، وهي سيدة نساء العالمين، والبنت الوحيدة لأعظم رسول، حتى فور وفاته صلوات الله وسلامه عليه؟
هل هناك بيان أفصح من هذا البيان؟
وهل يمكن لولا ذلك معرفة الظالم من المظلوم، والمهاجم من المدافع؟
ومن الذي يضمن لنا أن لا يبادر من يجترئ على إهانة الزهراء(ع)، والرسول (ص)، حتى قيل له: إن النبي ليهجر، من أن يقدم على تحريف الحقائق وتزويرها؟!
____________
1-البحار: ج 30 ص 293 ـ 295.
#فاطِمَة_صِدّيقة_شهيدة
#قدوتي_فاطمة