بسم الله الرحمن الرحيم
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
فاتحة الكتاب (السبع المثاني )
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسورة الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية.
عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في تفسيره لفاتحة الكتاب انه سئل عن تفسيرها فقال الحمد لله هو ان الله عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا اذ لايقدرون على معرفته جميعا بالتفصيل لأنها اكثر من ان تحصى او تعرف فقال قولوا الحمد لله على ما انعم به علينا رب العالمين قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ما انعم الله على عبد بنعمه صغرت او كبرت فقال الحمد لله الا ادى شكرها .
وفي تفسير امير المؤمنين عليه السلام الرحمن الرحيم مالك يوم الدين مالك الجماعات من كل مخلوق وخالقهم وسايق ارزاقهم اليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون يقلب الحيوانات في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحة ويمسك الجمادات بقدرته يمسك ما اتصل منها من التهافت عن التلاصق والسماء ان تقع على الارض الا باذنه والارض ان ينخسف الا بامره الرحمن الرحيم قيل لعل تكريرهما للتنبيه بهما في جملة الصفات المذكورة على استحقاقه للحمد مالك يوم الدين القادر على اقامته والقاضي فيه بالحق والدين الحساب عن النبي صلى الله عليه واله قال اكيس الأكياس من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وان احمق الحمقاء من اتبع نفسه هواه وتمنى على الله تعالى الأماني وقال صلى الله عليه واله حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا
اياك نعبد عن امير المؤمنين عليه السلام قال الله تعالى قولوا ياايها الخلق المنعم عليهم اياك نعبد ايها المنعم علينا نطيعك مخلصين موحدين مع التذلل والخضوع بلا رياء ولاسمعة .
واياك نستعين عن امير المؤمنين عليه السلام قال اياك نستعين على طاعتك وعبادتك وعلى دفع شرور اعدائك ورد مكايدهم والمقام على ما امرت.
اهدنا الصراط المستقيم عن امير المؤمنين عليه السلام قال يعني ادم لنا توفيقك الذي اطعناك به فيما مضى من ايامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل اعمارنا وعنه عليه السلام الصراط المستقيم في الدنيا ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير واستقام في الاخرة طريق المؤمنين الى الجنة وعن الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال يعني ارشدنا للزوم الطريق المؤدي الى محبتك والمبلغ الى جنتك والمانع من ان نتبع اهواءنا فنعطب او ان ناخذ بارائنا فنهلك وعنه عليه السلام السراط المستقيم هي الطريق الى معرفة الله وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الاخرة فاما الصراط في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدا بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة ومن لم يعرف في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة وعنه عليه السلام الصراط ادق من الشعر واحد من السيف فمنهم من يمر عليه مثل البرق ومنهم من يمر عليه مثل عدو الفرس ومنهم من يمر عليه ماشيا ومنهم من يمر عليه حبو ومنهم من يمر عليه متعلقا فتاخذ النار منه شيئا وهو مظلم يسعى الناس عليه على قدر انورهم .
صراط الذين انعمت عليهم في تفسير امير المؤمنين عليه السلام اي قولوااهدنا الصراط الذي انعمت عليهم بالتوفيق لدينك واطاعتك لا بالمال والصحة فانهم قد يكون كفارا او فساقا قال وهم الذين قال الله ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
غير المغضوب عليهم قال امير المؤمنين عليه السلام قال هم اليهود الذين قال الله فيهم من لعنه الله وغضب عليه .
ولا الضالين قال امير المؤمنين عليه السلام قال هم النصارى الذين قال الله فيهم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وقال عليه السلام كل من كفر بالله فهو مغضوب عليه وضال عن سبيل الله .