بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن الحديث عن شخصية مثل السيدة زينب عليها السلام لم يكن سهلاً ولا تتسع له هذه السطور وهذا الزمن القصير من الكتابة والقراءة ونلمح فقط بإشارات خاطفة عن هذه الشخصية الجليلة التي هي عالمة غير معلمة كما وصفها الإمام زين العابدين عليه السلام بعد إلقائها خطبتها المشهورة في مجلس يزيد عليه اللعنة ويدل ذلك على أن علمها لدني حضوري كما يذكر الكثير من المؤرخين.
ولدت السيدة زينب في خمسة أيام خلون من جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة النبوية المباركة، وقد أدركت جدها صلى الله عليه وآله فهي إذن على الاصطلاح صحابية.
أن الصديقة الطاهرة معصومة إمتلكت العصمة بكامل معناها وشموليتها ولدت السيدة زينب سلام الله عليها فصارت تابعة للعصمة بولادة زينب ولدت العفة والكرامة والجلال والطهر والقداسة وقد كان مولدها إيذانا لانطلاق صرخة تناصر الحق وتناصر المظلومين لقد لقي الإيمان الجوهري والحقيقي في صدر زينب عليها السلام مرتعه فما على المرأة التي تود أن تصان كرامتها إلا أن تفتدي بزينب عليها السلام فإنها بطلة كربلاء ولا قبلها ولا بعدها بطلة.
نموذجاً تشرف به العبر إذ أنها علمته دروساً في الصمود والتحدي لما وقفت في كربلاء كالجبل الذي لا تهز العواصف والأعاميد.
إذا أرادت المرأة أن تستنشق أريح الحرية وعطر الكرامة ونفح الحقوق الإنسانية فعليها أن تتخذ منها قدوة لها فهي التي وضعت أول درس لجهاد المرأة وقد أخضعها تراكم المصائب والنوائب إلى امتحان عسير فتخطت ونجحت نجاحا باهراً علمت فيه المرأة كيف تجاهد وكيف تتخلي عن كل شيء إلا العقيدة والكرامة ومساندة صوت الحق والحرية وصوت الكرامة الإنسانية الذي تمثل بسيد الشهداء عليهما السلام.
لقد تعلم الرجال من زينب الكثير فما بالك بالنساء، فلنتخذ من ذكرى ميلاد الحوراء عليها السلام فرصة لاستلهام الدروس في الصبر والجهاد والثقافة والتعلم والأدب وغير ذلك.
تعليق