بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
يروي لنا التاريخ أن ام سلمة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله)قد أحتجت على عائشة في الإنكار عليها بخروجها على علي امير المؤمنين (عليه السلام) الى حرب الجمل بعد مقتل عثمان ابن عفان بسبب جور وطغيان عماله على البلاد وبسبب تقريبه لأقاربه من بني امية الذين عاثو في الارض فسادا من بين سكران يصلي الصبح بالناس ثلاث ركعات ويتقيأ الخمر في المحراب ....ومن بين طريد لرسول الله رجع الى المدينة ...ومن بين وزغ وابن وزغ يكون مستشارا للخليفة يتحكم بأمور المسلمين ويكون خراج أفريقيا له طعمِة .. ومن بين صحابي لرسول الله يضرب ويطرد الى الصحراء ....والى آخره من الاوضاع الفاسدة التي ادت الى ثورة الناس ضده وبالتالي قتله....وبعد مقتله اجتمع الناس الى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (صلوات الله عليه) يبايعوه خليفة للمسلمين وكان من بين المبايعين طلحة والزبير ..وبعمدة طلبا من امير المؤمنين الاستئذان للخروج الى العمرة فأخبرهما امير المؤمنين بمرادهما وانهما ما خرجا للعمرة ...وأنما خرجا لتأليب الناس عليه ناكثين لبيعته مستغلين الطلب بدم عثمان....وكانت عائشة وأم سلمة قد خرجتا قبلهما الى العمرة ..فكان مما ارادا هو الالتقاء بعائشة في مكة وإقناعها للخروج الى حرب امير المؤمنين بذريعة الطلب بدم عثمان ...
فيروي الشعبي (1) عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي (22) قال كنت بمكة مع عبد الله بن الزبير وطلحة والزبير فأرسلا عبد الله بن الزبير فقالا له: إن عثمان
قتل مظلوما، وإنا نخاف أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله أن يختل، فإن رأت عائشة أن تخرج معنا لعل الله أن يرتق بها فتقا ويشعب بها صدعا.
فخرجنا نمشي حتى انتهينا إليها فدخل عبد الله بن الزبير في سترها وجلست على الباب فأبلغها ما أرسلا به إليها فقالت: سبحان الله ما أمرت بالخروج، وما تحضرني من أمهات المؤمنين إلا أم سلمة فإن خرجت، خرجت معهافرجع إليهما فبلغهما ذلك فقالا: ارجع إليها فلتأتها فهي أثقل عليها منا، فرجع إليها فبلغها، فأقبلت حتى دخلت على أم سلمة فقالت: أم سلمة مرحبا بعائشة، والله ما كنت لي بزوارة فما بدا لك؟ قالت: قدم طلحة والزبير فخبرا أن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما. فصرخت أم سلمة صرخة أسمعت من في الدار فقالت يا عائشة بالأمس أنت تشهدين عليه بالكفر، وهو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما! فما تريدين؟ قالت: تخرجين معنا فعل الله أن يصلح بخروجنا أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله قالت: يا عائشة تخرجين وقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمعنا؟!
نشدتك بالله يا عائشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كان نوبتك من رسول الله صلى الله عليه وآله، فصنعت حريرة في بيتي فأتيته بها وهو صلى الله عليه وآله يقول:
والله لا يذهب الليالي والأيام حتى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال له: " الحوأب " امرأة من نسائي في فئة باغية، فسقط الإناء من يدي، فرفع رأسه إلي وقال: ما بالك يا أم سلمة؟ فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ألا يسقط الإناء من يدي وأنت تقول ما تقول ما يؤمنني أن أكون هي أنا؟!فضحكت أنت فالتفت إليك فقال صلى الله عليه وآله مما تضحكين يا حميراء الساقين؟ إني أحسبك هيه.
ونشدتك بالله يا عائشة أتذكرين ليلة أسري بنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله من مكان كذا وكذا وهو بيني وبين علي بن أبي طالب عليه السلام يحدثنا، فأدخلت جملك فحال بينه وبين علي فرفع مقرعة كانت معه يضرب بها وجه جملك قال: أما والله ما يومه منك بواحدة، أما إنه لا يبغضه إلا منافق كذاب؟ وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قبض فيه فأتاه أبوك يعوده ومعه عمر. وقد كان علي ابن أبي طالب عليه السلام يتعاهد ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله وهي حضرمية فهو يخصفها خلف البيت، فاستأذنا عليه فأذن لهما، فقالا: يا رسول الله كيف أصبحت؟ قال أصبحت أحمد الله، قالا: لا بد من الموت، قال: أجل لا بد من الموت، قالا: يا رسول الله فهل استخلفت أحدا قال: ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل فخرجا فمرا على علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله، كل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه، ثم قالت أم سلمة يا عائشة أنا أخرج على علي بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فرجعت عائشة إلى منزلها فقالت يا بن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة من بعد الذي سمعت من أم سلمة، فرجع فبلغهما قال: فما انتصف الليل حتى سمعت رغاء إبلهما ترتحل فارتحلت معهما.
--------------------------------------------------------------------------------------------------
1- وهي أم المؤمنين أم سلمة: بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وأمها عاتكة بنت عبد المطلب زوج النبي " ص " واسمها هند، وكان أبوها يعرف بزاد الركب، من المهاجرات إلى الحبشة، وإلى المدينة.
وكانت مستودعة لبعض الوصايا وميراث النبوة وكان عندها البساط الذي سار به أمير المؤمنين إلى أصحاب الكهف. ولما سار أمير المؤمنين " ع " إلى الكوفة أستودعها كتبه والوصية، فلما رجع الحسن " ع " دفعتها إليه. ولما توجه الحسين " ع " إلى العراق أستودعها كتبه والوصية وأوصاها أن تدفعها إلى علي بن الحسين ففعلت.
وفي الدر النظيم للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي قال بعد خطبة لفاطمة " ع " وكلام أبي بكر فقالت أم سلمة رضي الله عنها، حيث سمعت ما جرى لفاطمة " ع " المثل فاطمة بنت رسول الله " ص " يقال هذا القول؟!
هي والله الحوراء بين الإنس، والنفس للنفس، ربيت في حجور الأتقياء، وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير نشأ، وربيت خير مربى، أتزعمون أن رسول الله " ص " حرم عليها ميراثه ولم يعلمها، وقد قال الله تعالى " وانذر عشيرتك الأقربين " أفأنذرها وخالفت متطلبه وهي خيرة النسوان، وأم سادة الشبان، وعديلة ابنة عمران، تمت بأبيها رسالات ربه، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر، ويوسدها يمينه، ويلحفها بشماله، رويدا ورسول الله " ص " بمرأى منكم! وعلى الله تردون واها لكم فسوف تعلمون! قال: فحرمت أم سلمة عطاها تلك السنة.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!
نعم وفي بيتها نزلت آية التطهير.
وهي آخر من مات من نساء النبي " ص " ماتت في زمن يزيد سنة " 63 " راجع أسد الغابة ج 5 ص 588 سفينة البحار ج 1 ص 642 - 643.
(2) الشعبي - بفتح الأول وسكون الثاني - أبو عمر عامر بن شراحيل الكوفي، ينسب إلى شعب بطن من همدان. يعد من كبار التابعين وجلتهم، وكان فقيها شاعرا.
روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله " ص " كذا عن السمعاني. مات فجأة بالكوفة سنة 104 ويظهر من ابن خلكان أن الشعبي كان قاضيا على الكوفة.
الكنى والألقاب ج 2 ص 327 - 328
(3) صحابي مجهول.
المصدر- الاحتجاج للطبرسي بتصرف
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
يروي لنا التاريخ أن ام سلمة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله)قد أحتجت على عائشة في الإنكار عليها بخروجها على علي امير المؤمنين (عليه السلام) الى حرب الجمل بعد مقتل عثمان ابن عفان بسبب جور وطغيان عماله على البلاد وبسبب تقريبه لأقاربه من بني امية الذين عاثو في الارض فسادا من بين سكران يصلي الصبح بالناس ثلاث ركعات ويتقيأ الخمر في المحراب ....ومن بين طريد لرسول الله رجع الى المدينة ...ومن بين وزغ وابن وزغ يكون مستشارا للخليفة يتحكم بأمور المسلمين ويكون خراج أفريقيا له طعمِة .. ومن بين صحابي لرسول الله يضرب ويطرد الى الصحراء ....والى آخره من الاوضاع الفاسدة التي ادت الى ثورة الناس ضده وبالتالي قتله....وبعد مقتله اجتمع الناس الى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (صلوات الله عليه) يبايعوه خليفة للمسلمين وكان من بين المبايعين طلحة والزبير ..وبعمدة طلبا من امير المؤمنين الاستئذان للخروج الى العمرة فأخبرهما امير المؤمنين بمرادهما وانهما ما خرجا للعمرة ...وأنما خرجا لتأليب الناس عليه ناكثين لبيعته مستغلين الطلب بدم عثمان....وكانت عائشة وأم سلمة قد خرجتا قبلهما الى العمرة ..فكان مما ارادا هو الالتقاء بعائشة في مكة وإقناعها للخروج الى حرب امير المؤمنين بذريعة الطلب بدم عثمان ...
فيروي الشعبي (1) عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي (22) قال كنت بمكة مع عبد الله بن الزبير وطلحة والزبير فأرسلا عبد الله بن الزبير فقالا له: إن عثمان
قتل مظلوما، وإنا نخاف أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله أن يختل، فإن رأت عائشة أن تخرج معنا لعل الله أن يرتق بها فتقا ويشعب بها صدعا.
فخرجنا نمشي حتى انتهينا إليها فدخل عبد الله بن الزبير في سترها وجلست على الباب فأبلغها ما أرسلا به إليها فقالت: سبحان الله ما أمرت بالخروج، وما تحضرني من أمهات المؤمنين إلا أم سلمة فإن خرجت، خرجت معهافرجع إليهما فبلغهما ذلك فقالا: ارجع إليها فلتأتها فهي أثقل عليها منا، فرجع إليها فبلغها، فأقبلت حتى دخلت على أم سلمة فقالت: أم سلمة مرحبا بعائشة، والله ما كنت لي بزوارة فما بدا لك؟ قالت: قدم طلحة والزبير فخبرا أن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما. فصرخت أم سلمة صرخة أسمعت من في الدار فقالت يا عائشة بالأمس أنت تشهدين عليه بالكفر، وهو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما! فما تريدين؟ قالت: تخرجين معنا فعل الله أن يصلح بخروجنا أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله قالت: يا عائشة تخرجين وقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمعنا؟!
نشدتك بالله يا عائشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كان نوبتك من رسول الله صلى الله عليه وآله، فصنعت حريرة في بيتي فأتيته بها وهو صلى الله عليه وآله يقول:
والله لا يذهب الليالي والأيام حتى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال له: " الحوأب " امرأة من نسائي في فئة باغية، فسقط الإناء من يدي، فرفع رأسه إلي وقال: ما بالك يا أم سلمة؟ فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ألا يسقط الإناء من يدي وأنت تقول ما تقول ما يؤمنني أن أكون هي أنا؟!فضحكت أنت فالتفت إليك فقال صلى الله عليه وآله مما تضحكين يا حميراء الساقين؟ إني أحسبك هيه.
ونشدتك بالله يا عائشة أتذكرين ليلة أسري بنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله من مكان كذا وكذا وهو بيني وبين علي بن أبي طالب عليه السلام يحدثنا، فأدخلت جملك فحال بينه وبين علي فرفع مقرعة كانت معه يضرب بها وجه جملك قال: أما والله ما يومه منك بواحدة، أما إنه لا يبغضه إلا منافق كذاب؟ وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قبض فيه فأتاه أبوك يعوده ومعه عمر. وقد كان علي ابن أبي طالب عليه السلام يتعاهد ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله وهي حضرمية فهو يخصفها خلف البيت، فاستأذنا عليه فأذن لهما، فقالا: يا رسول الله كيف أصبحت؟ قال أصبحت أحمد الله، قالا: لا بد من الموت، قال: أجل لا بد من الموت، قالا: يا رسول الله فهل استخلفت أحدا قال: ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل فخرجا فمرا على علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله، كل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه، ثم قالت أم سلمة يا عائشة أنا أخرج على علي بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فرجعت عائشة إلى منزلها فقالت يا بن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة من بعد الذي سمعت من أم سلمة، فرجع فبلغهما قال: فما انتصف الليل حتى سمعت رغاء إبلهما ترتحل فارتحلت معهما.
--------------------------------------------------------------------------------------------------
1- وهي أم المؤمنين أم سلمة: بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وأمها عاتكة بنت عبد المطلب زوج النبي " ص " واسمها هند، وكان أبوها يعرف بزاد الركب، من المهاجرات إلى الحبشة، وإلى المدينة.
وكانت مستودعة لبعض الوصايا وميراث النبوة وكان عندها البساط الذي سار به أمير المؤمنين إلى أصحاب الكهف. ولما سار أمير المؤمنين " ع " إلى الكوفة أستودعها كتبه والوصية، فلما رجع الحسن " ع " دفعتها إليه. ولما توجه الحسين " ع " إلى العراق أستودعها كتبه والوصية وأوصاها أن تدفعها إلى علي بن الحسين ففعلت.
وفي الدر النظيم للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي قال بعد خطبة لفاطمة " ع " وكلام أبي بكر فقالت أم سلمة رضي الله عنها، حيث سمعت ما جرى لفاطمة " ع " المثل فاطمة بنت رسول الله " ص " يقال هذا القول؟!
هي والله الحوراء بين الإنس، والنفس للنفس، ربيت في حجور الأتقياء، وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير نشأ، وربيت خير مربى، أتزعمون أن رسول الله " ص " حرم عليها ميراثه ولم يعلمها، وقد قال الله تعالى " وانذر عشيرتك الأقربين " أفأنذرها وخالفت متطلبه وهي خيرة النسوان، وأم سادة الشبان، وعديلة ابنة عمران، تمت بأبيها رسالات ربه، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر، ويوسدها يمينه، ويلحفها بشماله، رويدا ورسول الله " ص " بمرأى منكم! وعلى الله تردون واها لكم فسوف تعلمون! قال: فحرمت أم سلمة عطاها تلك السنة.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!
نعم وفي بيتها نزلت آية التطهير.
وهي آخر من مات من نساء النبي " ص " ماتت في زمن يزيد سنة " 63 " راجع أسد الغابة ج 5 ص 588 سفينة البحار ج 1 ص 642 - 643.
(2) الشعبي - بفتح الأول وسكون الثاني - أبو عمر عامر بن شراحيل الكوفي، ينسب إلى شعب بطن من همدان. يعد من كبار التابعين وجلتهم، وكان فقيها شاعرا.
روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله " ص " كذا عن السمعاني. مات فجأة بالكوفة سنة 104 ويظهر من ابن خلكان أن الشعبي كان قاضيا على الكوفة.
الكنى والألقاب ج 2 ص 327 - 328
(3) صحابي مجهول.
المصدر- الاحتجاج للطبرسي بتصرف
تعليق