يخافون الإسلام

[كادر المجلة]

قد لا يعني الحجاب بالنسبة لبعض النساء المسلمات سوى عرف اجتماعي أو تقليد يخلو من إيمان عميق وعقيدة راسخة ومبدأ ثابت بأهمية الحجاب وضرورة المحافظة عليه مهما كانت الضغوط والصعوبات التي تواجه المرأة المسلمة في البلاد الإسلامية وخارجها، وذلك للأثر البالغ للحجاب على المرأة والمجتمع ودوره في حفظ كيان الآمة من التفسخ والانحلال الأخلاقي، فترى بعض النساء لا تعي خطورة التخلي عن الحجاب أو الاستغناء عن جزء منه أو استبداله بحجاب غربي تصنعه أنامل تقطر من دماء المسلمين، ليسلب مبادئ الدين وينشر التهتك بين أفراد المجتمع المسلم، فأعداء الإسلام يدركون أهمية الحجاب للمرأة المسلمة وانعكاساته الخطيرة على المجتمع، فحاربوه ويحاربوه بكل طريقة ممكنة لأنه يقف بوجه مخططاتهم وما يطمحون إليه من القضاء التام على الإسلام.
فهذه بلاد الحرية كما يدعون أو كما يحلو لهم أن يتصوروا تمنع المحجبات من الدراسة، ففي بلاد الحرية أصبح حلم الفتاة المسلمة أن ترتدي حجابها بحرية دون أن تتعرض للإيذاء النفسي والجسدي.
وكذلك نشأت فكرة تأسيس مدارس خاصة بالمحجبات تهدف لعزلهن عن المجتمع، وهناك دولة أوربية لا تعطي تصريحا ببناء المساجد في أطراف المدن والنواحي البعيدة خشية انعزال المسلمين وانفرادهم عن المجتمع، فهم يخافون الإسلام لذلك اضطروا إلى وضع مثل هذه القوانين والشروط الظالمة للحد من انتشاره في بلادهم، إن هذا الإقصاء وخنق الحريات والتميز في المعاملة بين الأديان يغذي العنصرية والطائفية وينميها بين المجتمعات.
فعلى تلك البلدان أن لا تميز بين أبنائها وأن تحتضن الجميع، وعلى المسلمين الدفاع عن مبادئ الإسلام وأهدافه السامية وأن يبينوا للعالم أن دين الإسلام هو دين المحبة والسلام والتعايش.

وسن نوري الربيعي
تم نشره في رياض الزهراء العدد44