بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشباب وثقافة ايذاء الآخرين ...
رجعت إلى البيت مساءاً كعادتي وكنت راكباً في سيارات النقل وقد جلس خلفي مجموعة من الشباب وكان حديثهم طول مسافة الطريق عن ما يسمى بـ ( الهكر والاختراق ) وكان الكل منهم ممسك بيده موبايل حديث ، وظهر من حديثهم أنهم محترفين في هذا العمل وأنهم ذكروا – من خلال حديثهم – مجموعة من البرامج المختصة في هذا العمل الذي يتنافى مع القواعد والأخلاق والقيم الإنسانية وما جاءت به الأديان السماوية فعملية سرق ايميل وسرق حساب وسرق صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي والتجسس على ما فيها مخالف لما جاءت به الشريعة السمحاء فقد ورد في كتاب الله العزيز :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)) .
وقد كان الشباب فيما استقرئته من حالتهم أنهم غير مستمرين بالدراسة وأنهم يعملون في مطاعم وأفران وأعمال حرة . ولا أدري لعل نبوغهم في هذا الشيء جاء كتعويض عما مر بهم من فشل في دراستهم وحياتهم العلمية والدراسية .
في الحقيقة تساءلت مع نفسي كيف يمكن لشخص أن يتلذذ بإلحاق الأذى بالأخرين ؟
وكيف يبقى مرتاحاً وهو يمارس إيذاء الآخرين ؟
وقد حمدت الله وشكرته على نعمته التي أنعم بها علي .. وتأسفت كثيرا على ما فيه هؤلاء الشباب وتمنيت لو أن يسمح لي الوقت بالحديث معهم ولكن نزلوا من السيارة ... وصلت إلى البيت وأجهشت بالبكاء على ما وصل إليه شبابنا وبكيت على الدين والمذهب ولكن كان عزائي فيما أراه كل يوم في الإماكن المقدسة من حلقات علم ودرس للشباب ولأبنائنا الصغار بنين وبنات . وايضاً جائني الجواب من داخل نفسي بأن الخير والشر قديمان وانهما ومنذ أن خلق الله السماوات والأرض في صراع وأنه مهما كثر الشر واستفحل وأنتشر فلا بد أن يكون الانتصار في النهاية للخير .. هكذا أراد الله للخير أن يعم البشرية ولكن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان هو ما جعل الشر ينتشر ويتسع .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين