بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد تقدّم أنّ ظهوره إنما يكون عند توفّر الأرضية المناسبة، ولذا جاء في رواياتنا:
«إنما أمرنا بغتة»(1).
وهذه نقطة.
والنقطة الثانية: إن في رواياتنا(2) أنّ حكومة الإمام المهدي ستكون مثل حكومة نبيّ اللّه داود عليه السلام، وتوضيح ذلك:
لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إنما أقضى بينكم بالبيّنات والأيمان، وبعضكم ألحن بحجّته من بعض، وأيّما رجل قطعت له قطعةً فإنما أقطع له قطعة من نار»(3).
هذه الرواية: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا تخاصم إليه رجلان على شيء من الأشياء يطلب من المدعي البيّنة، وحينئذ أنْ أقام البيّنة أخذ الشيء من المدعى عليه وسلّمه إلى المدعي، وهذا الحكم يكون على أساس البيّنة، يقول رسول اللّه إنّما أقضي عليكم، أو إنّما أقضي بينكم بالبيّنة، أمّا إذا كانت البيّنة كاذبة والمدعي أقامها وعن هذا الطريق تملّك الشيء، فليعلم أنه قطعة من النار، يقول ما معناه: أنا وظيفتي أنْ أحكم بينكم بحسب البيّنة، لكن أنت أيّها المدعي إنْ كنت تعلم بينك وبين ربّك أنّ الشيء ليس لك، فلا يجوز لك أخذه.
إذن، يكون الحكم الإسلامي والقضاء في المنازعات في زمن النبي وبعده على أساس القواعد المقرّرة، وهذه هي الأدلة الظاهرية المعمول بها.
فإذا جاء المهدي سلام اللّه عليه، لا يأخذ بهذه القواعد والأحكام الظاهرية، وإنّما يحكم طبق الواقع، فإذا جاء ورأى مثلاً أنّ الكتاب الذي بحوزتي هو لزيد، أخذه منّي وأرجعه إلى زيد، وإذا علم أنّ هذه الدار التي أسكنها ملك لعمرو أخذها منّي وأرجعها إلى عمرو، فكلّ حقّ يرجع إلى صاحبه بحسب الواقع.
وعلى هذا، إذا كان الإمام عليه السلام ظهوره بغتة، وكان حكمه بحسب الواقع، فنحن ماذا يكون تكليفنا فيما يتعلّق بنا في شؤوننا الداخلية والشخصية؟ في أُمورنا الإجتماعية؟ في حقوق اللّه سبحانه وتعالى علينا؟ وفي حقوق الآخرين علينا؟ ماذا يكون تكليفنا وفي كلّ لحظة نحتمل ظهور الإمام عليه السلام، وفي تلك اللحظة نعتقد بأنّ حكومته ستكون طبق الواقع لا على أساس القواعد الظاهرية؟ حينئذ ماذا يكون تكليف كلّ فرد منّا؟
وهذا معنى «أفضل الأعمال انتظار الفرج»(4).
وهذا معنى ما ورد في الروايات من أنّ الأئمّة سلام اللّه عليهم كانوا ينهون الأصحاب عن الإستعجال بظهور الإمام عليه السلام، إنّما كانوا يأمرون ويؤكّدون على إطاعة الإنسان لربّه وأن يكون مستعدّاً لظهور الإمام عليه السلام.
وبعبارة أُخرى: مسألة الإنتظار، ومسألة ترقب الحكومة الحقة، هذه المسألة خير وسيلة لإصلاح الفرد والمجتمع، وإذا صَلُحنا فقد مهّدنا الطريق لظهور الإمام عليه السلام، ولأن نكون من أعوانه وأنصاره.
ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم، ولذا أمرونا بالإنتظار لظهورهم، هذا الإنتظار معناه أن يعكس الإنسان في نفسه ويطبّق على نفسه ما يقتضيه الواقع، قبل أن يأتي الإمام عليه السلام ويكون هو المطبِّق، ولربّما يكون هناك شخص يواجه الإمام عليه السلام ويأخذ الإمام منه كلّ شيء، لأنّ كلّ الأشياء التي بحوزته ليست له، وهذا ممكن.
فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والإجتماعي، نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام عليه السلام.
وتبقى كلمة سجّلتها عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بهذه المناسبة، يقول الإمام عليه السلام ـ كما في نهج البلاغة ـ : «ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً»(5).
وعندنا في الروايات: أنّ من كان كذا ومات قبل مجيء الإمام عليه السلام مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.
يقول الإمام عليه السلام: «فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على اللّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً»(6).
ففي نفس الوقت الذي نحن مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج، فنحن مأمورون أيضاً لتهيئة أنفسنا، وللإستعداد الكامل لأن نكون بخدمته، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه، وعرف حقّ ربّه عز وجل وحقّ رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وحقّ أهل بيته عليهم السلام، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره عليه السلام، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام عليه السلام.
نسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يعرّفنا حقّه، أن يعرّفنا حقّ رسوله، أن يعرّفنا حقّ الأئمّة الأطهار، أن يعرّفنا حقّ إمامنا، وأنْ يوفّقنا لأداء الوظائف والتكاليف الملقاة على عواتقنا.
وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد تقدّم أنّ ظهوره إنما يكون عند توفّر الأرضية المناسبة، ولذا جاء في رواياتنا:
«إنما أمرنا بغتة»(1).
وهذه نقطة.
والنقطة الثانية: إن في رواياتنا(2) أنّ حكومة الإمام المهدي ستكون مثل حكومة نبيّ اللّه داود عليه السلام، وتوضيح ذلك:
لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إنما أقضى بينكم بالبيّنات والأيمان، وبعضكم ألحن بحجّته من بعض، وأيّما رجل قطعت له قطعةً فإنما أقطع له قطعة من نار»(3).
هذه الرواية: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا تخاصم إليه رجلان على شيء من الأشياء يطلب من المدعي البيّنة، وحينئذ أنْ أقام البيّنة أخذ الشيء من المدعى عليه وسلّمه إلى المدعي، وهذا الحكم يكون على أساس البيّنة، يقول رسول اللّه إنّما أقضي عليكم، أو إنّما أقضي بينكم بالبيّنة، أمّا إذا كانت البيّنة كاذبة والمدعي أقامها وعن هذا الطريق تملّك الشيء، فليعلم أنه قطعة من النار، يقول ما معناه: أنا وظيفتي أنْ أحكم بينكم بحسب البيّنة، لكن أنت أيّها المدعي إنْ كنت تعلم بينك وبين ربّك أنّ الشيء ليس لك، فلا يجوز لك أخذه.
إذن، يكون الحكم الإسلامي والقضاء في المنازعات في زمن النبي وبعده على أساس القواعد المقرّرة، وهذه هي الأدلة الظاهرية المعمول بها.
فإذا جاء المهدي سلام اللّه عليه، لا يأخذ بهذه القواعد والأحكام الظاهرية، وإنّما يحكم طبق الواقع، فإذا جاء ورأى مثلاً أنّ الكتاب الذي بحوزتي هو لزيد، أخذه منّي وأرجعه إلى زيد، وإذا علم أنّ هذه الدار التي أسكنها ملك لعمرو أخذها منّي وأرجعها إلى عمرو، فكلّ حقّ يرجع إلى صاحبه بحسب الواقع.
وعلى هذا، إذا كان الإمام عليه السلام ظهوره بغتة، وكان حكمه بحسب الواقع، فنحن ماذا يكون تكليفنا فيما يتعلّق بنا في شؤوننا الداخلية والشخصية؟ في أُمورنا الإجتماعية؟ في حقوق اللّه سبحانه وتعالى علينا؟ وفي حقوق الآخرين علينا؟ ماذا يكون تكليفنا وفي كلّ لحظة نحتمل ظهور الإمام عليه السلام، وفي تلك اللحظة نعتقد بأنّ حكومته ستكون طبق الواقع لا على أساس القواعد الظاهرية؟ حينئذ ماذا يكون تكليف كلّ فرد منّا؟
وهذا معنى «أفضل الأعمال انتظار الفرج»(4).
وهذا معنى ما ورد في الروايات من أنّ الأئمّة سلام اللّه عليهم كانوا ينهون الأصحاب عن الإستعجال بظهور الإمام عليه السلام، إنّما كانوا يأمرون ويؤكّدون على إطاعة الإنسان لربّه وأن يكون مستعدّاً لظهور الإمام عليه السلام.
وبعبارة أُخرى: مسألة الإنتظار، ومسألة ترقب الحكومة الحقة، هذه المسألة خير وسيلة لإصلاح الفرد والمجتمع، وإذا صَلُحنا فقد مهّدنا الطريق لظهور الإمام عليه السلام، ولأن نكون من أعوانه وأنصاره.
ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم، ولذا أمرونا بالإنتظار لظهورهم، هذا الإنتظار معناه أن يعكس الإنسان في نفسه ويطبّق على نفسه ما يقتضيه الواقع، قبل أن يأتي الإمام عليه السلام ويكون هو المطبِّق، ولربّما يكون هناك شخص يواجه الإمام عليه السلام ويأخذ الإمام منه كلّ شيء، لأنّ كلّ الأشياء التي بحوزته ليست له، وهذا ممكن.
فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والإجتماعي، نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام عليه السلام.
وتبقى كلمة سجّلتها عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بهذه المناسبة، يقول الإمام عليه السلام ـ كما في نهج البلاغة ـ : «ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً»(5).
وعندنا في الروايات: أنّ من كان كذا ومات قبل مجيء الإمام عليه السلام مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.
يقول الإمام عليه السلام: «فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على اللّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً»(6).
ففي نفس الوقت الذي نحن مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج، فنحن مأمورون أيضاً لتهيئة أنفسنا، وللإستعداد الكامل لأن نكون بخدمته، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه، وعرف حقّ ربّه عز وجل وحقّ رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وحقّ أهل بيته عليهم السلام، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره عليه السلام، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام عليه السلام.
نسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يعرّفنا حقّه، أن يعرّفنا حقّ رسوله، أن يعرّفنا حقّ الأئمّة الأطهار، أن يعرّفنا حقّ إمامنا، وأنْ يوفّقنا لأداء الوظائف والتكاليف الملقاة على عواتقنا.
وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.
------------------
(1) كتاب المزار للشيخ المفيد: 9، الاحتجاج 2 / 324.
(2) بصائر الدرجات: 259، كتاب الغيبة للنعماني: 314، بحار الأنوار 52 / 319.
(3) الكافي 7 / 414، حديث 1، باختلاف في الألفاظ.
(4) الخصال للصدوق: 616.
(5) نهج البلاغة: 282 ـ 283، خطبة 190.
(6) تأويل الآيات: 642، البحار 52 / 144، حديث 63.
(1) كتاب المزار للشيخ المفيد: 9، الاحتجاج 2 / 324.
(2) بصائر الدرجات: 259، كتاب الغيبة للنعماني: 314، بحار الأنوار 52 / 319.
(3) الكافي 7 / 414، حديث 1، باختلاف في الألفاظ.
(4) الخصال للصدوق: 616.
(5) نهج البلاغة: 282 ـ 283، خطبة 190.
(6) تأويل الآيات: 642، البحار 52 / 144، حديث 63.