بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
منذ زمن الغيبة الكبرى وإلى يومنا هذا كانت البشرية ولا تزال بحاجة إلى الخلاص من أزمة كبرى تظهر مصاديقها عبر أزمات يعاني منها الانسان ظلم الانسان الاخر عبر استحواذالاخير على مقدرات الارض وتسخيرها لنفسه من أجل السيطرة على العالم. والاسئلة المحوريةحول هذا الموضوع هي: لماذا لا يظهر الامام مع كل هذه الاستغاثات من الانسان المظلوم والمجتمعات المنسحقة تحت ظلم الظالمين؟ هل هنالك مشكلة أم أن الامر طبيعي؟ وإذا وجدت فأين تكمن؟ هل هنالك من حكمة لتأخير الظهور المقدس مع هذه الحاجة الملحة؟
ما نراه اليوم - وللاسف - في مجتمعنا هي حالة انهزامية مريرة يعترف بها الافراد مع التفاتهم لها بأنها حال ضعف وهوان مع كل هذه الطاقات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الانسان من عقل ووجدان واحساس، وتهئية عالم الطبيعة له من أجل أن ينهض بنفسه ومع من حوله للسير في الطريق الصحيح لتكامل الانسانية. ومع ذلك فإننا مقصرون في معرفة واجباتنا منشغلون بتضخيم «الانا» وبالتوافهه وبالملذات الزائلة المؤقتة.
وبعد كل هذا وذاك كيف يمكن لمشروع إلهي ضخم أن يتحقق في ظل أرضية جافة لم يهيئ لها الانسان ولو بجزء بسيط على المستوى الشخصي والفردي فضلا على المستوى الاجتماعي والعالمي. فالظهور المقدس والوجود المبارك لذلك الامام العظيم لا يمكن أن يتجلى في نفوس انشغلت عن الله وأصبحت في غفلة عن تلك الاهداف المحورية الكبرى. ولتلاحظ عزيزي القارئ حجم التناقض عندها يشعر الانسان بالظلم فيرفع كفيه بالدعاء لتعجيل الفرج وما إن ينتهي حتى يعود ليمارس الظلم على نفسه وعلى من حوله بزيادة الاضطرابات في داخله وفي المجتمع بغيبة فلان أو حسد من تفضل الله عليه أو الانجرار خلف شهوة البطن والفرج. فالمعركة اليوم بين محور الشر ومحور الخير تكمن في كل واحد فينا في أن تنتصر في داخله جنود الرحمن على جنود الشيطان حتى يصبح وجوده وجودا إلهيا، ويشترك الجميع في دائرة واحدة وبجنودٍ متحدين، ثم ننتظر بعدها الظهور المقدس ليكتمل المشوار حتى ينتصر الخير ويعم السلام الارض.
ولنا في قصص القرآن عبرةفي قوله تعالى: «فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» [البقرة: 249]
والتوضيح فإن القائد طالوت قد بين لجنوده الابتلاء والاختبار الذي يحدد مصير الانتصار في المعركة ضد جالوت، وأن شربهم من النهر بما يزيد عن حاجاتهم وانشغالهم بتلك اللذة عن لذة الانتصار، كفيل بخسارتهم في تلك المعركة المصيرية. وللمقاربة لو اعتبرنا أن «النهر» في الآية الكريمة هو هذه الدنيا، فإن الاغتراف منها بلا مراعاة ولا تقدير والانشغال بملذاتها، هي من أسباب تأخر الظهور المقدس، فالأمر ليس تكوينياً بإمتياز لأن الانسانية في تصرفها وتحركها على خط التاريخ هيجزء من تلك المعادلة الكبرى.
نحن اليوم أمام تحدٍ كبير وخطير ومسؤليات وواجبات تحتم علينا أن نتحرك وفق أطرٍ عامة رسمتها السماء، محفوظة خصائصها في هذا الدين القيم الذي فُطر الناس عليه. وحتى نكسب أي معركة فيها لله رضى علينا أن نكسب المعارك في داخل أنفسنا لنتمكن من سوقها من حالة الاضطراب إلى حالة الطمأنية التي ستنعكس وبكل تأكيد على ما حولنا من طبيعة ومن إنسان آخر. وبذلك نصبح أهلاً للمشاركة مع الامام الحجة المنتظر إذا شاء الله الظهور ونحن أحياء أو بعد الموت إن كنا مستحقين للمشاركة في تلك المعركة الكونية. كما يجب الالتفات إلى وجوب تقوية ملكات الصبر والمجاهدة والعزيمة حتى يأخذ الله بأيدينا طالما أننا نتحرك بإخلاص وفي سبيل الله. يقول تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ» [العنكبوت: 69]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
منذ زمن الغيبة الكبرى وإلى يومنا هذا كانت البشرية ولا تزال بحاجة إلى الخلاص من أزمة كبرى تظهر مصاديقها عبر أزمات يعاني منها الانسان ظلم الانسان الاخر عبر استحواذالاخير على مقدرات الارض وتسخيرها لنفسه من أجل السيطرة على العالم. والاسئلة المحوريةحول هذا الموضوع هي: لماذا لا يظهر الامام مع كل هذه الاستغاثات من الانسان المظلوم والمجتمعات المنسحقة تحت ظلم الظالمين؟ هل هنالك مشكلة أم أن الامر طبيعي؟ وإذا وجدت فأين تكمن؟ هل هنالك من حكمة لتأخير الظهور المقدس مع هذه الحاجة الملحة؟
ما نراه اليوم - وللاسف - في مجتمعنا هي حالة انهزامية مريرة يعترف بها الافراد مع التفاتهم لها بأنها حال ضعف وهوان مع كل هذه الطاقات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الانسان من عقل ووجدان واحساس، وتهئية عالم الطبيعة له من أجل أن ينهض بنفسه ومع من حوله للسير في الطريق الصحيح لتكامل الانسانية. ومع ذلك فإننا مقصرون في معرفة واجباتنا منشغلون بتضخيم «الانا» وبالتوافهه وبالملذات الزائلة المؤقتة.
وبعد كل هذا وذاك كيف يمكن لمشروع إلهي ضخم أن يتحقق في ظل أرضية جافة لم يهيئ لها الانسان ولو بجزء بسيط على المستوى الشخصي والفردي فضلا على المستوى الاجتماعي والعالمي. فالظهور المقدس والوجود المبارك لذلك الامام العظيم لا يمكن أن يتجلى في نفوس انشغلت عن الله وأصبحت في غفلة عن تلك الاهداف المحورية الكبرى. ولتلاحظ عزيزي القارئ حجم التناقض عندها يشعر الانسان بالظلم فيرفع كفيه بالدعاء لتعجيل الفرج وما إن ينتهي حتى يعود ليمارس الظلم على نفسه وعلى من حوله بزيادة الاضطرابات في داخله وفي المجتمع بغيبة فلان أو حسد من تفضل الله عليه أو الانجرار خلف شهوة البطن والفرج. فالمعركة اليوم بين محور الشر ومحور الخير تكمن في كل واحد فينا في أن تنتصر في داخله جنود الرحمن على جنود الشيطان حتى يصبح وجوده وجودا إلهيا، ويشترك الجميع في دائرة واحدة وبجنودٍ متحدين، ثم ننتظر بعدها الظهور المقدس ليكتمل المشوار حتى ينتصر الخير ويعم السلام الارض.
ولنا في قصص القرآن عبرةفي قوله تعالى: «فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» [البقرة: 249]
والتوضيح فإن القائد طالوت قد بين لجنوده الابتلاء والاختبار الذي يحدد مصير الانتصار في المعركة ضد جالوت، وأن شربهم من النهر بما يزيد عن حاجاتهم وانشغالهم بتلك اللذة عن لذة الانتصار، كفيل بخسارتهم في تلك المعركة المصيرية. وللمقاربة لو اعتبرنا أن «النهر» في الآية الكريمة هو هذه الدنيا، فإن الاغتراف منها بلا مراعاة ولا تقدير والانشغال بملذاتها، هي من أسباب تأخر الظهور المقدس، فالأمر ليس تكوينياً بإمتياز لأن الانسانية في تصرفها وتحركها على خط التاريخ هيجزء من تلك المعادلة الكبرى.
نحن اليوم أمام تحدٍ كبير وخطير ومسؤليات وواجبات تحتم علينا أن نتحرك وفق أطرٍ عامة رسمتها السماء، محفوظة خصائصها في هذا الدين القيم الذي فُطر الناس عليه. وحتى نكسب أي معركة فيها لله رضى علينا أن نكسب المعارك في داخل أنفسنا لنتمكن من سوقها من حالة الاضطراب إلى حالة الطمأنية التي ستنعكس وبكل تأكيد على ما حولنا من طبيعة ومن إنسان آخر. وبذلك نصبح أهلاً للمشاركة مع الامام الحجة المنتظر إذا شاء الله الظهور ونحن أحياء أو بعد الموت إن كنا مستحقين للمشاركة في تلك المعركة الكونية. كما يجب الالتفات إلى وجوب تقوية ملكات الصبر والمجاهدة والعزيمة حتى يأخذ الله بأيدينا طالما أننا نتحرك بإخلاص وفي سبيل الله. يقول تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ» [العنكبوت: 69]
تعليق