في كل صباح تفرشُ سجادة صلاتها ..
بيدها مسبحةٌ غزلت خيطَ عقدها من الحان الفجر ..
تسكب على تلك السجادة قلبها الطاهر ..
تأتزر بصبر امّ نذرت سنين عمرها لمن تُحب ..
تحومُ بين يديها فراشات ربيعٍ دافئ..
لعينها حكاية تخجل حروف الدنيا عن سردها ..
يتساقطُ منها الدمع مطراً نديا ..
نعم هي لا تقرأ ولا تكتب ، لكنَّ قلبها يتكلم بكل لغات العالم ..
صوتها لا زال لحناً يطرب مسامعي كلما اشتقتُ لألحان السماء ..
لم أسمعها يوماً تسأل ربها عن حاجةٍ لها ..
فليس للأنا محل بين سطور دعواتها أبداً ..
كلما دخلتُ عليها المحراب شممتُ فيها عطر الطيبة والسماحة ..
شدّني منها ذاك الدعاء البريئ ..
بعد أقسمت على ربها بكسيرة الضلع ومُسقطةَ الجنين
بالزهراء فاطمة ..
وقالت :
اللهم هون برد شتائك على ابنائي المجاهدين من الحشد والشرطة والجيش ..
فبفضلهم ننعم بالامان ..
وبهم تُحفظ المقدسات والاوطان ..
وكأنها تُخاطب البرد قائلةً : يا بردُ رفقاً بهم ..
(( عن أمي أتحدث ))
تعليق