بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هناك حادثة مهمة من حوادث التاريخ قد حاول الحزب الاموي إخفاءها جهد الامكان وهي حادثة محاولة إختيال رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة عند الرجوع من الحج وبعد ان امر الله نبيه بتنصيب الامام علي عليه السلام يوم غدير خم ...والسؤال هو من الذي حاول القيام بهذه المحاولة ..هل هم من المسلمين ام من غيرهم ...
والآن...أذكر لكم القصة كاملة وأذكر لكم سبب محاولة الاغتيال ...وأذكر لكم من قام بمحاولة الاغتيال ...والصحيفة التي تعاقد عليها منفذوا الاغتيال ...ومن كتب الصحيفة ..ومن كان الامين عليها.وفي بيت من كان الاتفاق..ولاحول ولا قوة الا بالله فقد ورد في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 5، ص: 53
و قد روى الديلمي في إرشاد القلوب في حديث طويل عن حذيفة بن اليمان أنه قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا عليه السلام بغدير خم للإمامة و أمرهم أن يبايعوه و رحل منه، وقف أربعة عشر من المنافقين فيهم أبو بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجراح و معاوية و عمرو بن العاص على العقبة لينفروا برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ناقته، و حفظه الله من ذلك، فلما نزلوا من العقبة دخلوا مع الناس و صلوا خلف رسول الله صلاة الفجر فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من صلاته نظر إلى أبي بكر و عمر يتناجون فأمر مناديا فنادى في الناس لا تجتمع ثلاثة نفر من الناس يتناجون فيما بينهم بسر، و ارتحل بالناس من منزل العقبة، فلما نزل المنزل الآخر رأي سالم مولى حذيفةأبا بكر و عمر و أبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم، و قال: أ ليس قد أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن لا تجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر واحد و الله لتخبروني فيما أنتم و إلا أتيت رسول الله أخبره بذلك منكم، فأخذوا منه العهد و الميثاق على الكتمان، ثم قالوا: قد اجتمعنا على أن نتحالف و نتعاقد على أن لا نطيع محمدا فيما عرض علينا من ولاية علي بن أبي طالب قال سالم: و أنا و الله أول من يعاقدكم على هذا الأمر و لا نخالفكم عليه، و إنه و الله ما طلعت الشمس على أهل بيت أبغض إلى من بني هاشم، و لا في بني هاشم أبغض إلى و لا أمقت من علي بن أبي طالب فاصنعوا في هذا الأمر ما بدا لكم فإني واحد منكم، فتعاقدوا من وقتهم على هذا الأمر ثم تفرقوا. فلما أراد رسول الله المسير أتوه فقال لهم: فيما كنتم تتناجون في يومكم هذا و قد نهيتكم عن النجوى؟ فقالوا: يا رسول الله ما التقينا غير وقتنا هذا! فنظر إليهم النبي مليا ثم قال: أنتم أعلم أم الله، و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله و ما الله بغافل عما تعملون، ثم سار حتى دخل المدينة و اجتمع القوم جميعا و كتبوا صحيفة بينهم على ذكر ما تعاهدوا عليه في هذا الأمر، و كان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و أن الأمر إلى أبي بكر و عمر و أبي عبيدة و سالم معهم ليس بخارج عنهم، و شهد بذلك أربعة و ثلاثون رجلا أصحاب العقبة و ثلاثون رجلا آخر، و استودعوا الصحيفة أبا عبيدة بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها.
قال حذيفة: حدثتني أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر أن القوم اجتمعوا في
منزل أبي بكر فتآمروا في ذلك و أسماء تسمعهم حتى اجتمع رأيهم على ذلك فأمروا سعيد بن العاص الأموي فكتب لهم الصحيفة باتفاق منهم.
و كانت نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من المهاجرين و الأنصار الذين مدحهم الله في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و سلم اتفقوا جميعا بعد أن أجهدوا رأيهم و تشاوروا في أمرهم و كتبوا هذه الصحيفة نظرا منهم للإسلام و أهله على غابر الأيام و باقي الدهور ليقتدي بهم من يأتي من المسلمين من بعدهم، أما بعد فإن الله بمنه و كرمه بعث محمدا رسولا إلى الناس كافة بدينه الذي ارتضاه لعباده فأدى من ذلك و بلغ ما أمره الله به و أوجب علينا القيام بجميعه حتى إذا أكمل الدين و فرض الفرائض و أحكم السنن اختار الله له ما عنده فقبضه إليه مكرما محبورا من غير أن يستخلف أحدا بعده، و جعل الاختيار إلى المسلمين يختاروا لأنفسهم من وثقوا برأيه و نصحه، و إن للمسلمين في رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أسوة حسنة، قال الله تعالى:" لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ" و إن رسول الله لم يستخلف أحدا لئلا يجري ذلك في أهل بيت واحد فيكون إرثا دون سائر المسلمين، و لئلا يكون دولة بين الأغنياء منهم و لئلا يقول المستخلف أن هذا الأمر باق في عقبه من والد إلى ولد إلى يوم القيامة و الذي يحب على المسلمين عند مضي خليفة من الخلفاء أن يجتمع ذوو الرأي و الصلاح في أمورهم فمن رأوه مستحقا لها ولوه أمورهم، و جعلوه القيم عليهم، فإنه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة، فإن ادعى مدع من الناس جميعا أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم استخلف رجلا بعينه نصبه الناس و نص عليه باسمه و نسبه فقد أبطل في قوله، و أتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و خالف على جماعة المسلمين، و إن ادعى مدع أن خلافة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إرث و أن رسول الله يورث فقد أحال في قوله لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، و إن
ادعى مدع أن الخلافة لا يصلح إلا لرجل واحد من بين الناس جميعا و أنها مقصورة فيه و لا تنبغي لغيره لأنها تتلو النبوة فقد كذب لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، و إن ادعى مدع أنه مستحق الخلافة و الإمامة بقربه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم هي مقصورة عليه و على عقبه يرثها الولد منهم عن والده ثم هي كذلك في كل عصر و زمان لا تصلح لغيرهم و لا ينبغي أن يكون لأحد سواهم إلى أن يرث الله الأرض فليس له و لا لولده و إن دنا من النبي نسبته، لأن الله يقول و قوله القاضي على كل أحد:" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" و قال رسول الله: إن ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، و كلهم يد على من سواهم، فمن آمن بكتاب الله و أقر بسنة رسول الله فقد استقام و أناب و أخذ بالصواب، و من كره ذلك من فعالهم فقد خالف الحق و الكتاب، و فارق جماعة المسلمين فاقتلوه فإن في قتله صلاحا للأمة، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من جاء إلى أمتي و هم جميع ففرقهم فاقتلوه و اقتلوا الفرد كائنا من كان من الناس فإن الاجتماع رحمة و الفرقة عذاب، و لا تجتمع أمتي على ضلال أبدا و إن المسلمين يد واحدة على من سواهم، و أنه لا يخرج من جماعة المسلمين إلا مفارق و معاند لهم و مظاهر عليهم أعداءهم، فقد أباح الله و رسوله دمه و أحل قتله.
و كتب سعيد بن العاص باتفاق ممن أثبت اسمه و شهادته آخر هذه الصحيفة في المحرم سنة عشر من الهجرة و الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على محمد و آله أجمعين و سلم.
ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح، فوجه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها، و هي الصحيفة التي تمنى أمير المؤمنين لما توفي عمر، فوقف به و هو مسجى بثوبه فقال:
ما أحب إلى أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى.
ثم انصرفوا و صلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالناس صلاة الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت إلى أبي عبيدة فقال له: بخ بخ من مثلك و قد أصبحت أمين هذه الأمة؟ ثم تلا:" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ..
ولو أردتم أسمائهم كاملة فقد وردت في شرح النهج للحائري اما أسمائهم فثلاثة منهم لا اذكر لك اسمائهم ، و لعلك تعرف ذلك فاني أراك فطنا حاذقا ، و اما الباقون فهم : طلحة ، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن ابي وقاص ، أبو عبيدة بن الجراح ، معاوية بن أبي سفيان ، عمرو ابن العاص ، أبو موسى الأشعري ، المغيرة بن شعبة ، اوس بن الحدثان ، ابو بزونة ، أبو طلحة الانصاري
المصادر
--------------------------------------------------
1-صحيح مسلم النيسابوري
2-بغية الطلب في تاريخ حلب 2-ص 328أبن الغديم
3- زاد المعاد لإبن القيم الجوزية
4- تفسير العسكري
5- تفسير الامثل
6- تفسير القمي
7- كنز العمال
8- البداية والنهاية
9 -مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول،المجلسي
10-شرح نهج البلاغة للحائري
هناك حادثة مهمة من حوادث التاريخ قد حاول الحزب الاموي إخفاءها جهد الامكان وهي حادثة محاولة إختيال رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة عند الرجوع من الحج وبعد ان امر الله نبيه بتنصيب الامام علي عليه السلام يوم غدير خم ...والسؤال هو من الذي حاول القيام بهذه المحاولة ..هل هم من المسلمين ام من غيرهم ...
والآن...أذكر لكم القصة كاملة وأذكر لكم سبب محاولة الاغتيال ...وأذكر لكم من قام بمحاولة الاغتيال ...والصحيفة التي تعاقد عليها منفذوا الاغتيال ...ومن كتب الصحيفة ..ومن كان الامين عليها.وفي بيت من كان الاتفاق..ولاحول ولا قوة الا بالله فقد ورد في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 5، ص: 53
و قد روى الديلمي في إرشاد القلوب في حديث طويل عن حذيفة بن اليمان أنه قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا عليه السلام بغدير خم للإمامة و أمرهم أن يبايعوه و رحل منه، وقف أربعة عشر من المنافقين فيهم أبو بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجراح و معاوية و عمرو بن العاص على العقبة لينفروا برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ناقته، و حفظه الله من ذلك، فلما نزلوا من العقبة دخلوا مع الناس و صلوا خلف رسول الله صلاة الفجر فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من صلاته نظر إلى أبي بكر و عمر يتناجون فأمر مناديا فنادى في الناس لا تجتمع ثلاثة نفر من الناس يتناجون فيما بينهم بسر، و ارتحل بالناس من منزل العقبة، فلما نزل المنزل الآخر رأي سالم مولى حذيفةأبا بكر و عمر و أبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم، و قال: أ ليس قد أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن لا تجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر واحد و الله لتخبروني فيما أنتم و إلا أتيت رسول الله أخبره بذلك منكم، فأخذوا منه العهد و الميثاق على الكتمان، ثم قالوا: قد اجتمعنا على أن نتحالف و نتعاقد على أن لا نطيع محمدا فيما عرض علينا من ولاية علي بن أبي طالب قال سالم: و أنا و الله أول من يعاقدكم على هذا الأمر و لا نخالفكم عليه، و إنه و الله ما طلعت الشمس على أهل بيت أبغض إلى من بني هاشم، و لا في بني هاشم أبغض إلى و لا أمقت من علي بن أبي طالب فاصنعوا في هذا الأمر ما بدا لكم فإني واحد منكم، فتعاقدوا من وقتهم على هذا الأمر ثم تفرقوا. فلما أراد رسول الله المسير أتوه فقال لهم: فيما كنتم تتناجون في يومكم هذا و قد نهيتكم عن النجوى؟ فقالوا: يا رسول الله ما التقينا غير وقتنا هذا! فنظر إليهم النبي مليا ثم قال: أنتم أعلم أم الله، و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله و ما الله بغافل عما تعملون، ثم سار حتى دخل المدينة و اجتمع القوم جميعا و كتبوا صحيفة بينهم على ذكر ما تعاهدوا عليه في هذا الأمر، و كان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و أن الأمر إلى أبي بكر و عمر و أبي عبيدة و سالم معهم ليس بخارج عنهم، و شهد بذلك أربعة و ثلاثون رجلا أصحاب العقبة و ثلاثون رجلا آخر، و استودعوا الصحيفة أبا عبيدة بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها.
قال حذيفة: حدثتني أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر أن القوم اجتمعوا في
منزل أبي بكر فتآمروا في ذلك و أسماء تسمعهم حتى اجتمع رأيهم على ذلك فأمروا سعيد بن العاص الأموي فكتب لهم الصحيفة باتفاق منهم.
و كانت نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من المهاجرين و الأنصار الذين مدحهم الله في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و سلم اتفقوا جميعا بعد أن أجهدوا رأيهم و تشاوروا في أمرهم و كتبوا هذه الصحيفة نظرا منهم للإسلام و أهله على غابر الأيام و باقي الدهور ليقتدي بهم من يأتي من المسلمين من بعدهم، أما بعد فإن الله بمنه و كرمه بعث محمدا رسولا إلى الناس كافة بدينه الذي ارتضاه لعباده فأدى من ذلك و بلغ ما أمره الله به و أوجب علينا القيام بجميعه حتى إذا أكمل الدين و فرض الفرائض و أحكم السنن اختار الله له ما عنده فقبضه إليه مكرما محبورا من غير أن يستخلف أحدا بعده، و جعل الاختيار إلى المسلمين يختاروا لأنفسهم من وثقوا برأيه و نصحه، و إن للمسلمين في رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أسوة حسنة، قال الله تعالى:" لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ" و إن رسول الله لم يستخلف أحدا لئلا يجري ذلك في أهل بيت واحد فيكون إرثا دون سائر المسلمين، و لئلا يكون دولة بين الأغنياء منهم و لئلا يقول المستخلف أن هذا الأمر باق في عقبه من والد إلى ولد إلى يوم القيامة و الذي يحب على المسلمين عند مضي خليفة من الخلفاء أن يجتمع ذوو الرأي و الصلاح في أمورهم فمن رأوه مستحقا لها ولوه أمورهم، و جعلوه القيم عليهم، فإنه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة، فإن ادعى مدع من الناس جميعا أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم استخلف رجلا بعينه نصبه الناس و نص عليه باسمه و نسبه فقد أبطل في قوله، و أتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و خالف على جماعة المسلمين، و إن ادعى مدع أن خلافة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إرث و أن رسول الله يورث فقد أحال في قوله لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، و إن
ادعى مدع أن الخلافة لا يصلح إلا لرجل واحد من بين الناس جميعا و أنها مقصورة فيه و لا تنبغي لغيره لأنها تتلو النبوة فقد كذب لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، و إن ادعى مدع أنه مستحق الخلافة و الإمامة بقربه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم هي مقصورة عليه و على عقبه يرثها الولد منهم عن والده ثم هي كذلك في كل عصر و زمان لا تصلح لغيرهم و لا ينبغي أن يكون لأحد سواهم إلى أن يرث الله الأرض فليس له و لا لولده و إن دنا من النبي نسبته، لأن الله يقول و قوله القاضي على كل أحد:" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" و قال رسول الله: إن ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، و كلهم يد على من سواهم، فمن آمن بكتاب الله و أقر بسنة رسول الله فقد استقام و أناب و أخذ بالصواب، و من كره ذلك من فعالهم فقد خالف الحق و الكتاب، و فارق جماعة المسلمين فاقتلوه فإن في قتله صلاحا للأمة، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من جاء إلى أمتي و هم جميع ففرقهم فاقتلوه و اقتلوا الفرد كائنا من كان من الناس فإن الاجتماع رحمة و الفرقة عذاب، و لا تجتمع أمتي على ضلال أبدا و إن المسلمين يد واحدة على من سواهم، و أنه لا يخرج من جماعة المسلمين إلا مفارق و معاند لهم و مظاهر عليهم أعداءهم، فقد أباح الله و رسوله دمه و أحل قتله.
و كتب سعيد بن العاص باتفاق ممن أثبت اسمه و شهادته آخر هذه الصحيفة في المحرم سنة عشر من الهجرة و الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على محمد و آله أجمعين و سلم.
ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح، فوجه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها، و هي الصحيفة التي تمنى أمير المؤمنين لما توفي عمر، فوقف به و هو مسجى بثوبه فقال:
ما أحب إلى أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى.
ثم انصرفوا و صلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالناس صلاة الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت إلى أبي عبيدة فقال له: بخ بخ من مثلك و قد أصبحت أمين هذه الأمة؟ ثم تلا:" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ..
ولو أردتم أسمائهم كاملة فقد وردت في شرح النهج للحائري اما أسمائهم فثلاثة منهم لا اذكر لك اسمائهم ، و لعلك تعرف ذلك فاني أراك فطنا حاذقا ، و اما الباقون فهم : طلحة ، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن ابي وقاص ، أبو عبيدة بن الجراح ، معاوية بن أبي سفيان ، عمرو ابن العاص ، أبو موسى الأشعري ، المغيرة بن شعبة ، اوس بن الحدثان ، ابو بزونة ، أبو طلحة الانصاري
المصادر
--------------------------------------------------
1-صحيح مسلم النيسابوري
2-بغية الطلب في تاريخ حلب 2-ص 328أبن الغديم
3- زاد المعاد لإبن القيم الجوزية
4- تفسير العسكري
5- تفسير الامثل
6- تفسير القمي
7- كنز العمال
8- البداية والنهاية
9 -مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول،المجلسي
10-شرح نهج البلاغة للحائري