شجاعة جدتي الموالية رحمها الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم من الاولين والاخرين
في بيتنا مكتبة متواضعة تضم من الكتب النفيسة والثمينة العديد الذي لايستهان به فهي قليلة بكتبها ثمينة بمؤلفيها وتراجمتها .
في عهد الطاغية وبعد استشهاد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر نور الله رمسه الشريف وحتى قبل استشهاده منعت مؤلفاته وجرى البحث عنها في البيوت والمكتبات وكون بيته قدس سره الشريف قريب من بيتنا أصابتنا الحيرة والحزن ... هل نحرقها !؟ ... نرميها في بئر أو نهر ؟ (وبيتنا يحوي بئر لانه من البيوت القديمة) ... وبين الخوف والحزن والقلق الذي تتوج بالحيرة الشديدة ...
تأملت جدتي وجوهنا وما يدور بيننا ... قالت لاعليكم أعطوني الكتب وانا سأرميهم أو أحرقهم وأخلصكم من هذه الشدة ...
سأرميهم عند أحد أقاربنا لان بيته يحوي بئران بدل الواحد .
فرحنا بما عرضته علينا ... الكتب متعددة وهي أمراة مسنة وضعيفة لحمل هذه الكتب لانها ثقيلة بالنسبة لها وقد رفضت ان يحملها احد غيرها .
ارتدت عبائتها ووضعت خمار الوجه وهو دائماً او لباسها ولباسنا اليومي عند الخروج واخذت المجموعة التي تستطيع حملها ... وفي اليوم الثاني أخذت الباقي وهي لاتقوى على حمل عبائتها لضعف قواها وصحتها ... ولما انتهت مهمتها من رمي الكتب رجعت وقالت لاتقلقوا ابداً وان شاء الله انتم الان مرتاحين ياأولادي ... شكرنا سعيها وقمنا بتقبيل يديها الكريمتين ودعونا الله لها بالحسنى والعاقبة التي ترجوها ونر جوها لها وهي قبول أعمالها ودخولها الجنة .... ومرت الاشهر والاشهر والاشهر وربما سنتين جمعتنا وقالت عندما طلبتم مني رمي الكتب في البئر !! هل مر بذهنكم ان أرميها أو أحرقها وهذا ما فاضت به قريحة السيد المبجل والقدير قدس سره الشريف .. ؟ أجبناها باستغراب وحيرة وقلق الممزوج مع الخوف ... اين هي ... اين هي !!؟
قالت : أخذت الكتب وذهبت الى حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام ووضعتها مع مجموعة كتب القران في الحضرة الشريفة ودعوت الامام بحفظها وجلست أصلي ثم خرجت وكذلك مع المجموعة الثانية ...ولم يلتفت لي احد رغم المراقبة الشديدة للمصلين .
عندها تنهدت ودمعت عيٍناها وقالت هذه شجاعتكم وتعتبرون أنفسكم شيعة فأنا دعوت أمير المؤمنين أن يحفظكم أولاً وان يقسم لي الشهادة إذا أمسكوابي .
عندها أخذ كل واحد منا ينظر للاخربخجل وعرفان الجميل لجدتناالموالية والشجاعة في زمن قل فيه الشجعان من امثالها رحمها الله ورحم اموات الجميع .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم من الاولين والاخرين
في بيتنا مكتبة متواضعة تضم من الكتب النفيسة والثمينة العديد الذي لايستهان به فهي قليلة بكتبها ثمينة بمؤلفيها وتراجمتها .
في عهد الطاغية وبعد استشهاد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر نور الله رمسه الشريف وحتى قبل استشهاده منعت مؤلفاته وجرى البحث عنها في البيوت والمكتبات وكون بيته قدس سره الشريف قريب من بيتنا أصابتنا الحيرة والحزن ... هل نحرقها !؟ ... نرميها في بئر أو نهر ؟ (وبيتنا يحوي بئر لانه من البيوت القديمة) ... وبين الخوف والحزن والقلق الذي تتوج بالحيرة الشديدة ...
تأملت جدتي وجوهنا وما يدور بيننا ... قالت لاعليكم أعطوني الكتب وانا سأرميهم أو أحرقهم وأخلصكم من هذه الشدة ...
سأرميهم عند أحد أقاربنا لان بيته يحوي بئران بدل الواحد .
فرحنا بما عرضته علينا ... الكتب متعددة وهي أمراة مسنة وضعيفة لحمل هذه الكتب لانها ثقيلة بالنسبة لها وقد رفضت ان يحملها احد غيرها .
ارتدت عبائتها ووضعت خمار الوجه وهو دائماً او لباسها ولباسنا اليومي عند الخروج واخذت المجموعة التي تستطيع حملها ... وفي اليوم الثاني أخذت الباقي وهي لاتقوى على حمل عبائتها لضعف قواها وصحتها ... ولما انتهت مهمتها من رمي الكتب رجعت وقالت لاتقلقوا ابداً وان شاء الله انتم الان مرتاحين ياأولادي ... شكرنا سعيها وقمنا بتقبيل يديها الكريمتين ودعونا الله لها بالحسنى والعاقبة التي ترجوها ونر جوها لها وهي قبول أعمالها ودخولها الجنة .... ومرت الاشهر والاشهر والاشهر وربما سنتين جمعتنا وقالت عندما طلبتم مني رمي الكتب في البئر !! هل مر بذهنكم ان أرميها أو أحرقها وهذا ما فاضت به قريحة السيد المبجل والقدير قدس سره الشريف .. ؟ أجبناها باستغراب وحيرة وقلق الممزوج مع الخوف ... اين هي ... اين هي !!؟
قالت : أخذت الكتب وذهبت الى حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام ووضعتها مع مجموعة كتب القران في الحضرة الشريفة ودعوت الامام بحفظها وجلست أصلي ثم خرجت وكذلك مع المجموعة الثانية ...ولم يلتفت لي احد رغم المراقبة الشديدة للمصلين .
عندها تنهدت ودمعت عيٍناها وقالت هذه شجاعتكم وتعتبرون أنفسكم شيعة فأنا دعوت أمير المؤمنين أن يحفظكم أولاً وان يقسم لي الشهادة إذا أمسكوابي .
عندها أخذ كل واحد منا ينظر للاخربخجل وعرفان الجميل لجدتناالموالية والشجاعة في زمن قل فيه الشجعان من امثالها رحمها الله ورحم اموات الجميع .