بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من دون ترديد؛ إن لوجود المكبح في السيارة أو أية وسيلة نقل، دورا أساسيا و فعالا؛ لأنه لولاه لصعبت السيطرة على السيارة و هدايتها في الطرق العادية و غير الخطرة فضلا عن غيرها. فإن فقدان المكبح في الطرق المنعرجة الجبلية تجعل من هذه الوسيلة المفيدة، عربة موت.
حقا لو أن الإنسان تفكر قليلا و رأى نفسه في طريق الحياة جيدا، لوجد حياته شبيهة بالسياقة في طريق متأرجح. لذا لو لم يجهز نفسه بمكابح و بآلات الإيقاف في طريق الحياة، لأصبحت حياته كالسياقة بسيارة بلامكبح في طرق خطرة.
أقوى مكابح الإيقاف في طريق الحياة
1.التفكر و الفكرة الصحيحة و السليمة
التمتع بالفكر والتفكر وإستعماله يُعدّ من أهم وأثمن المكابح في طريق الحياة. التعاليم الإسلامية تؤكد وتحث الجميع على التفكر. آيات وروايات عديدة تحكي عن أهمية هذا العنصر المفيد في الحياة. نقل في كتاب الكافي الشريف حديث حول التفكر وهو:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ إِنْ أَنَا أَوْصَيْتُكَ حَتَّى قَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ فِي كُلِّهَا يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَإِنِّي أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ وَ إِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ [1]
حقا لو أن كل إنسان تدبر عاقبة أمره في كل أعماله اليومية، لتجنب كثيرا من المعاصي. لو أن الإنسان أمعن النظر وفكر في العذاب المهول والأبدي قبل إرتكابه الذنوب القبيحة الذات الحلاوة القصيرة، وتأمل في الآيات النازلة حول جهنم، لما وقع في مهاوي الشقاوة والعصيان. إن الله تبارك وتعالى كرر ذكر جهنم والمعذبين فيها في القرآن الكريم لكي يحث الإنسان على التفكر في تلك الحياة الصعبة والمريعة.
محطة التفكر القرآني
ألا! يجب التأمل في التعاليم النبوية؛ لأن أكثر الجهنميين معذبون في نارها لأجل عدم إنتباههم وإعتنائهم برسالة الأنبياء:
وَ سيقَ الَّذينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَ لكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرينَ [2]
2.تذكر الموت و المعاد في الحياة
من العتلات القوية والمانعة في طريق الحياة، الإستعانة بذكر الموت والقيامة. الحياة المادية المملوءة بالغوغاء والمخالجة بالأمور الدنيوية غير المهمة قد جعلت الناس يتغافلون عن هذه الحقيقة غير القابلة للإنكار؛ بحيث جعلت الناس يتمسكون بكل حربة وذنب للنيل بمقاصدهم الضئيلة. حقا لو أننا كنا نرى ملك الموت وهو كامن لنا، لما لوثنا أنفسنا بالأفعال القبيحة.
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في كتاب نهج البلاغة يمجد الذين أحيوا ذكر الموت في حياتهم:
طُوبى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعادَ وَ عَمِلَ لِلْحِسابِ وَ قَنِعَ بِالْكِفافِ وَ رَضِىَ عَنِ اللّهِ [3]
النجاة من النومة القاتلة
حتى لو كان السائق إنسانا حاذقا ومجربا في السياقة إلا أنه لو إستولى عليه النوم يجب أن ينتظر كوارث وأخطارا تقع له في الطريق؛ كذلك في طريق الحياة، فإن الغفلة وعدم الإنتباه يعدان من العوامل الخطرة وذكر الموت يستطيع أن يخرج الإنسان من هذه الحالة. ينقل في الكتب الروائية عن الإمام الصادق عليه السلام أن ذكر الموت يسبب النجاة من نومة الغفلة:
ذِكـْرُ الْمـَوْتِ يـُمـيـتُ الشَّهـَواتِ فِى النَّفْسِ وَ يَقْلَعُ مَنابِتَ الْغَفْلَةِ وَ يُقَوِّى الْقَلْبَ بِمَواعِدِ اللّهِ وَ يُرِقُّ الطَّبْعَ وَ يَكْسُرُ اَعْلامَ الْهَوى [4]
3.الإنتباه إلى حضور الرب في كل الأحوال
الكثير منا نحن البشر نستحيي أن نقوم بفعل غير أخلاقي ومناف للعفة بحضور أصغر شخص كان؛ وذلك من أجل أننا نرى لأنفسنا شخصية ومكانة رفيعة، ولا نحب أن يرانا الآخرون أناسا تافهين متاهونين؛ ولكن مع هذا، فإنه في كثير من الأحيان، لا نعمل بهذه الضابطة ونرتكب أخطر وأقبح الذنوب أمام الله الحاضر والناظر؛ هذا والحال أن الله تبارك وتعالى لطالما عرف نفسه الشاهد والناظر لأعمال عباده:
أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى [5]
الكلام الأخير
حقا هل يوجد سائق يرتكب عملا منافيا لقانون السير أمام أعين شرطي المرور وأمام كاميرات المعبئة لتسجيل مدى سرعة السيارات؟
الحق واليقين أن الكثير من الناس يمتنعون عن إرتكاب أعمال منافية للقانون، ولكن السؤال الرئيس هو أنه لماذا نحن البشر لانكترث أمام الله القهار والمطلع الذي يرانا دوما ويعلم أحوالنا.
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ [6]
----------------
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من دون ترديد؛ إن لوجود المكبح في السيارة أو أية وسيلة نقل، دورا أساسيا و فعالا؛ لأنه لولاه لصعبت السيطرة على السيارة و هدايتها في الطرق العادية و غير الخطرة فضلا عن غيرها. فإن فقدان المكبح في الطرق المنعرجة الجبلية تجعل من هذه الوسيلة المفيدة، عربة موت.
حقا لو أن الإنسان تفكر قليلا و رأى نفسه في طريق الحياة جيدا، لوجد حياته شبيهة بالسياقة في طريق متأرجح. لذا لو لم يجهز نفسه بمكابح و بآلات الإيقاف في طريق الحياة، لأصبحت حياته كالسياقة بسيارة بلامكبح في طرق خطرة.
أقوى مكابح الإيقاف في طريق الحياة
1.التفكر و الفكرة الصحيحة و السليمة
التمتع بالفكر والتفكر وإستعماله يُعدّ من أهم وأثمن المكابح في طريق الحياة. التعاليم الإسلامية تؤكد وتحث الجميع على التفكر. آيات وروايات عديدة تحكي عن أهمية هذا العنصر المفيد في الحياة. نقل في كتاب الكافي الشريف حديث حول التفكر وهو:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ إِنْ أَنَا أَوْصَيْتُكَ حَتَّى قَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ فِي كُلِّهَا يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَإِنِّي أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ وَ إِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ [1]
حقا لو أن كل إنسان تدبر عاقبة أمره في كل أعماله اليومية، لتجنب كثيرا من المعاصي. لو أن الإنسان أمعن النظر وفكر في العذاب المهول والأبدي قبل إرتكابه الذنوب القبيحة الذات الحلاوة القصيرة، وتأمل في الآيات النازلة حول جهنم، لما وقع في مهاوي الشقاوة والعصيان. إن الله تبارك وتعالى كرر ذكر جهنم والمعذبين فيها في القرآن الكريم لكي يحث الإنسان على التفكر في تلك الحياة الصعبة والمريعة.
محطة التفكر القرآني
ألا! يجب التأمل في التعاليم النبوية؛ لأن أكثر الجهنميين معذبون في نارها لأجل عدم إنتباههم وإعتنائهم برسالة الأنبياء:
وَ سيقَ الَّذينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَ لكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرينَ [2]
2.تذكر الموت و المعاد في الحياة
من العتلات القوية والمانعة في طريق الحياة، الإستعانة بذكر الموت والقيامة. الحياة المادية المملوءة بالغوغاء والمخالجة بالأمور الدنيوية غير المهمة قد جعلت الناس يتغافلون عن هذه الحقيقة غير القابلة للإنكار؛ بحيث جعلت الناس يتمسكون بكل حربة وذنب للنيل بمقاصدهم الضئيلة. حقا لو أننا كنا نرى ملك الموت وهو كامن لنا، لما لوثنا أنفسنا بالأفعال القبيحة.
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في كتاب نهج البلاغة يمجد الذين أحيوا ذكر الموت في حياتهم:
طُوبى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعادَ وَ عَمِلَ لِلْحِسابِ وَ قَنِعَ بِالْكِفافِ وَ رَضِىَ عَنِ اللّهِ [3]
النجاة من النومة القاتلة
حتى لو كان السائق إنسانا حاذقا ومجربا في السياقة إلا أنه لو إستولى عليه النوم يجب أن ينتظر كوارث وأخطارا تقع له في الطريق؛ كذلك في طريق الحياة، فإن الغفلة وعدم الإنتباه يعدان من العوامل الخطرة وذكر الموت يستطيع أن يخرج الإنسان من هذه الحالة. ينقل في الكتب الروائية عن الإمام الصادق عليه السلام أن ذكر الموت يسبب النجاة من نومة الغفلة:
ذِكـْرُ الْمـَوْتِ يـُمـيـتُ الشَّهـَواتِ فِى النَّفْسِ وَ يَقْلَعُ مَنابِتَ الْغَفْلَةِ وَ يُقَوِّى الْقَلْبَ بِمَواعِدِ اللّهِ وَ يُرِقُّ الطَّبْعَ وَ يَكْسُرُ اَعْلامَ الْهَوى [4]
3.الإنتباه إلى حضور الرب في كل الأحوال
الكثير منا نحن البشر نستحيي أن نقوم بفعل غير أخلاقي ومناف للعفة بحضور أصغر شخص كان؛ وذلك من أجل أننا نرى لأنفسنا شخصية ومكانة رفيعة، ولا نحب أن يرانا الآخرون أناسا تافهين متاهونين؛ ولكن مع هذا، فإنه في كثير من الأحيان، لا نعمل بهذه الضابطة ونرتكب أخطر وأقبح الذنوب أمام الله الحاضر والناظر؛ هذا والحال أن الله تبارك وتعالى لطالما عرف نفسه الشاهد والناظر لأعمال عباده:
أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى [5]
الكلام الأخير
حقا هل يوجد سائق يرتكب عملا منافيا لقانون السير أمام أعين شرطي المرور وأمام كاميرات المعبئة لتسجيل مدى سرعة السيارات؟
الحق واليقين أن الكثير من الناس يمتنعون عن إرتكاب أعمال منافية للقانون، ولكن السؤال الرئيس هو أنه لماذا نحن البشر لانكترث أمام الله القهار والمطلع الذي يرانا دوما ويعلم أحوالنا.
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ [6]
----------------
المصادر
[1] الكليني، الكافي، ج8، ص149
[2] الزمر،71
[3] نهج البلاغة، ص476
[4] المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص133
[5] علق،14
[6] فجر،14
[1] الكليني، الكافي، ج8، ص149
[2] الزمر،71
[3] نهج البلاغة، ص476
[4] المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص133
[5] علق،14
[6] فجر،14
تعليق