❣✍📜 حِكَـــايَةٌ وَعِــــبْرَةٌ ✍📜❣
أحبـــــك أمـــــي ❤️
كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلبا للمرعى لمواشيهم، ومن عادة العرب التنقل من مكان الى مكان حسب ما يوجد العشب والكلأ والماء، وكان من بين هؤلاءالعرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها، وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلبالأوقات، نظرا لكبر سنها، فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها، وكان هذارتها يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه، وأنه يحط من قدره عند قومه، هكذا كان نظره القاصر!
وفي أحد الأيام أراد عربه ان يرحلوا لمكان آخر، فقال لزوجته : اذا هممنا غدا للرحيل، اتركي امي بمكانها، واتركي عندها زادا وماء حتى يأتي من يأخذهاويخلصنا منها أو تموت!
فقالت زوجته : أبشر سوف انفذ أوامرك!
هم العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل.. تركت الزوجة ام زوجها بمكانها كما أراد زوجها، ولكنها فعلت أمرا عجبا، لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء، وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره وهو بكرهما، وكان والده يحبه حبا عظيما، فإذا استراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه.
سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والرعي، حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون.
جلس كل مع اسرته ومواشيه، فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه.
فقالت زوجته : تركته مع امك، لا نريده!
قال : ماذا؟ وهو يصيح بها!
قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت امك!
فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة، فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة، لأنه رأى أنهأخطأ فيما فعل مع امه.
أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا، عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع، لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا تركت العرب منازلها تخلفهم في أمكنتهم، فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها.
وصل الرجل الى المكان وإذا أمه تضم ولده الى صدرها مخرجة رأسه للتنفس، وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله، والأم ترميها بالحجارة، لتبتعد عن ولده.
وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب، قتل عددا منها ببندقيته وهرب الباقي، حمل أمه وولده بعدما قبل رأس امه عدة قبلات، وهو يبكي ندما على فعلته، وعاد بها الى قومه، فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها.
وزاد غلاء الزوجة عند زوجها، وصار اذا شدت العرب لمكان آخر، يكون اول ما يحمل على الجمل امه، ويسير خلفها على فرسه.
*** قطع حبلك السري لحظة خروجك للدنيا وبقي أثره في جسدك
ليذكرك دائما بإنسانة عظيمة كانت تغذيك من جسدها!
.