السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------------مناظرة بين ابن عباس رضوان الله عليه ومعاوية بن ابي سفيان لعنه الله واخزاه واسكنه سقر
واحتجاج الامام الحسين (عليه السلام) بذكر مناقب أمير المؤمنين الامام علي عليه الصلاة والسلام وأولاده عليهم السلام حين أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين (عليه السلام ) وقتل شيعته وقتل من يروي شيئا من فضائله.
عن سليم بن قيس قال: قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذين استقبلوه ما فيهم أحد من قريش، فلما نزل قال:
ما فعلت الأنصار وما بالها لم تستقبلني؟
فقيل له: إنهم محتاجون ليس لهم دواب.
فقال معاوية: فأين نواضحهم؟
فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الأنصار وابن سيدها:أفنوها يوم بدر واحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله حين ضربوك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون، فسكت معاوية، فقال قيس:
أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أنا سنلقي بعده إثرة.
فقال معاوية: فما أمركم به؟
فقال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه.
قال: فاصبروا حتى تلقوه!
ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس فقال له:
يا بن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد من ذلك يا بن عباس! فإن ابن عمي عثمان قد قتل مظلوما!
قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما.
قال: إن عمر قتله كافر.
قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟
قال: قتله المسلمون.
قال: فذلك أدحض لحجتك.
قال: فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك.
فقال: يا معاوية أتنهانا عن قرائة القرآن؟!
قال: لا.
قال: أتنهانا عن تأويله؟!
قال: نعم.
قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟ ثم قال: فأيهما أوجب علينا قرائته أو العمل به؟
قال: العمل به.
قال: فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟!
قال: سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.
قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام؟! فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف.
قال: اقرؤا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك.
قال: فإن الله يقول في القرآن: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
قال: يا بن عباس أربع على نفسك وكف لسانك وإن كنت لا بد فاعلا
فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية.
ثم رجع إلى بيته فبعث إليه بمائة ألف درهم ونادى منادي معاوية أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين:
الكوفة والبصرة فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل، وصلبهم في جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد.
وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته والذين يروون فضله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع من العرب والموالي وكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في الأموال والدنيا فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه وأجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه، فإن ذلك أحب إلينا وأقر لأعيننا وأدحض لحجة أهل هذا البيت وأشد عليهم فقرأ كل أمير وقاض كتابه على الناس فأخذ الرواة في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة وكل مسجد زورا وألقوا ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن حتى علموه بناتهم ونساؤهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.
وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: أنهم على دين علي وعلى رأيه فكتب إليه معاوية: أقتل كل من كان على دين علي ورأيه فقتلهم ومثل بهم.
وكتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه حتى لو كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان لا سيما الكوفة والبصرة، حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الأيمان المغلظة: ليكتمن عليه، ثم لا يزداد الأمر إلا شدة، حتى كثر وظهر أحاديثهم الكاذبة، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك.
وكان أشد الناس في ذلك القراء المراؤون المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والورع فكذبوا وانتحلوا الأحاديث وولدوها فيحظون بذلك عند الولاة والقضاة ويدنون مجالسهم ويصيبون بذلك الأموال والقطايع والمنازل حتى صارت أحاديثهم ورواياتهم عندهم حقا وصدقا فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا من ردها أو شك فيها فاجتمعت على ذلك جماعتهم وصارت في يد المتنسكين والمتدينين منهم الذين لا يحبون الافتعال إلى مثلها فقبلوها وهم يرون أنها حق ولو علموا بطلانها وتيقنوا أنها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها ولم يدينوا بها ولم يبغضوا من خالفها، فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا والباطل عندهم حقا، والكذب صدقا، والصدق كذبا.
فلما مات الحسن بن علي ازداد البلاء والفتنة، فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه، أو مقتول، أو طريد، أو شريد. فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس معه. وقد جمع الحسين بن علي عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم، وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج ومن الأنصار ممن يعرفونه وأهل بيته ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل والحسين عليه السلام في سرادقه عامتهم التابعون وأبناء الصحابة فقام الحسين عليه السلام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد: فإن الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم وأني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب والله متم نوره ولو كره الكافرون فما ترك الحسين شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره ولا شيئا قاله الرسول في أبيه وأمه وأهل بيته إلا رواه وكل ذلك يقول الصحابة: (اللهم نعم، قد سمعناه وشهدناه) ويقول التابعون: (اللهم قد حدثنا من نصدقه ونأتمنه) حتى لم يترك شيئا إلا قاله ثم قال:
أنشدكم بالله إلا رجعتم وحدثتم به من تثقون به، ثم نزل وتفرق الناس على ذلك.
المصدر :كتاب الاحتجاج الجزء (3) للشيخ الطبرسي رضوان الله عليه واسكنه فسيح جناته
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------------مناظرة بين ابن عباس رضوان الله عليه ومعاوية بن ابي سفيان لعنه الله واخزاه واسكنه سقر
واحتجاج الامام الحسين (عليه السلام) بذكر مناقب أمير المؤمنين الامام علي عليه الصلاة والسلام وأولاده عليهم السلام حين أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين (عليه السلام ) وقتل شيعته وقتل من يروي شيئا من فضائله.
عن سليم بن قيس قال: قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذين استقبلوه ما فيهم أحد من قريش، فلما نزل قال:
ما فعلت الأنصار وما بالها لم تستقبلني؟
فقيل له: إنهم محتاجون ليس لهم دواب.
فقال معاوية: فأين نواضحهم؟
فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الأنصار وابن سيدها:أفنوها يوم بدر واحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله حين ضربوك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون، فسكت معاوية، فقال قيس:
أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أنا سنلقي بعده إثرة.
فقال معاوية: فما أمركم به؟
فقال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه.
قال: فاصبروا حتى تلقوه!
ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس فقال له:
يا بن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد من ذلك يا بن عباس! فإن ابن عمي عثمان قد قتل مظلوما!
قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما.
قال: إن عمر قتله كافر.
قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟
قال: قتله المسلمون.
قال: فذلك أدحض لحجتك.
قال: فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك.
فقال: يا معاوية أتنهانا عن قرائة القرآن؟!
قال: لا.
قال: أتنهانا عن تأويله؟!
قال: نعم.
قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟ ثم قال: فأيهما أوجب علينا قرائته أو العمل به؟
قال: العمل به.
قال: فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟!
قال: سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.
قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام؟! فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف.
قال: اقرؤا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك.
قال: فإن الله يقول في القرآن: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
قال: يا بن عباس أربع على نفسك وكف لسانك وإن كنت لا بد فاعلا
فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية.
ثم رجع إلى بيته فبعث إليه بمائة ألف درهم ونادى منادي معاوية أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين:
الكوفة والبصرة فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل، وصلبهم في جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد.
وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته والذين يروون فضله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع من العرب والموالي وكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في الأموال والدنيا فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه وأجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه، فإن ذلك أحب إلينا وأقر لأعيننا وأدحض لحجة أهل هذا البيت وأشد عليهم فقرأ كل أمير وقاض كتابه على الناس فأخذ الرواة في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة وكل مسجد زورا وألقوا ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن حتى علموه بناتهم ونساؤهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.
وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: أنهم على دين علي وعلى رأيه فكتب إليه معاوية: أقتل كل من كان على دين علي ورأيه فقتلهم ومثل بهم.
وكتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه حتى لو كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان لا سيما الكوفة والبصرة، حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الأيمان المغلظة: ليكتمن عليه، ثم لا يزداد الأمر إلا شدة، حتى كثر وظهر أحاديثهم الكاذبة، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك.
وكان أشد الناس في ذلك القراء المراؤون المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والورع فكذبوا وانتحلوا الأحاديث وولدوها فيحظون بذلك عند الولاة والقضاة ويدنون مجالسهم ويصيبون بذلك الأموال والقطايع والمنازل حتى صارت أحاديثهم ورواياتهم عندهم حقا وصدقا فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا من ردها أو شك فيها فاجتمعت على ذلك جماعتهم وصارت في يد المتنسكين والمتدينين منهم الذين لا يحبون الافتعال إلى مثلها فقبلوها وهم يرون أنها حق ولو علموا بطلانها وتيقنوا أنها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها ولم يدينوا بها ولم يبغضوا من خالفها، فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا والباطل عندهم حقا، والكذب صدقا، والصدق كذبا.
فلما مات الحسن بن علي ازداد البلاء والفتنة، فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه، أو مقتول، أو طريد، أو شريد. فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس معه. وقد جمع الحسين بن علي عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم، وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج ومن الأنصار ممن يعرفونه وأهل بيته ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل والحسين عليه السلام في سرادقه عامتهم التابعون وأبناء الصحابة فقام الحسين عليه السلام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد: فإن الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم وأني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب والله متم نوره ولو كره الكافرون فما ترك الحسين شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره ولا شيئا قاله الرسول في أبيه وأمه وأهل بيته إلا رواه وكل ذلك يقول الصحابة: (اللهم نعم، قد سمعناه وشهدناه) ويقول التابعون: (اللهم قد حدثنا من نصدقه ونأتمنه) حتى لم يترك شيئا إلا قاله ثم قال:
أنشدكم بالله إلا رجعتم وحدثتم به من تثقون به، ثم نزل وتفرق الناس على ذلك.
المصدر :كتاب الاحتجاج الجزء (3) للشيخ الطبرسي رضوان الله عليه واسكنه فسيح جناته