بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال مهم وجواب:قد يقال: كيف السبيل لهذا الاعتقاد وقد تعود الإنسان منذ صغره للسعي وراء السبب المادي الطبيعي، بعبارة أخرى كيف نطلب من الداعي ان ينسلخ ويسلب توجهه عن الأسباب المادية وهو أمر متعسر بل قد يكون متعذر؟!!
والجواب يظهر مما تقدم كقول الصادق (ع): إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ([1]).
وقوله (ع): يقول إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه, فلييأس عن الناس كلهمR([2]).
وقول الإمام زين العابدين(ع) قَالَ: رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَمَنْ لَمْ يَرْجُ النَّاسَ فِي شَيْءٍ وَرَدَّ أَمْرَهُ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي كُلِّ شَيْ ءٍ([3]).
فالأحاديث السابقة ظاهرة بل نص في توقف الاستجابة على التوكل على الله تعالى، فمن أراد استجابة دعائه فليس عليه إلاّ ان يوكل أموره جميعاً لله وييأس عما في أيدي الناس فمن كان هذه سيرته فاستجابة الدعاء هي سُنته.
([1]) الكافي: ج2 ص148.
([2]) الأمالي للشيخ الطوسي: ص110-111.
([3]) الكافي: ج2 ص148.