بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث يشير الى حقيقة وسر من اسرار الزهراء ($) وهو من عرفها فقد تعرف على اسرار ليلة القدر، وقبل ان نبين سر هذا الاقتران ينبغي ان نشير الى ان الزهراء ($) شابهت ليلة القدر من جهتين:
الأولى: من جهة شرافتها وفضلها على باقي الليالي، كذلك السيدة الزهراء ($) فضلها على سائر الخلق، ويكفي في فضل ليلة القدر قوله تعالى: pوما ادراك ما ليلة القدرo.
الثانية: من جهة خفائها، لتطلب معرفتها بشدة.
اذا اتضح ما تقدم نقول: الحديث الشريف يريد ان يقول ان هناك سراً في ليلة القدر، ومن يصل لمرتبة معرفة السيدة الزهراء حق معرفتها فانه سيدركه.
ولا يبعد ان يكون هذا السر هو الاطلاع على ما في اللوح المحفوظ والكتاب المبين من علم الله تعالى، ذلك العلم الذي لا يخفى عنه شيء، وما من صغيرة ولا كبيرة إلا وهي مذكورة بكل تفاصيلها فيه، قال تعالى: pما فرطنا في الكتاب من شيءo، وكما هو معلوم ان ليلة القدر ظرف لنزول الكتاب المبين، قال تعالى: pحم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ o، ومن خلال قوله تعالى يفرق كل امر حكيم نعلم اشتمال هذا الكتاب النازل في ليلة القدر على كل شيء.
الا ان الاطلاع على هذا الكتاب وما فيه لا يتسنى لكل أحد وانما هو خاص بفئة من الناس له خاصية العصمة والطهارة الكاملة والذين أخبر عنهم الكتاب العزيز بقوله: p إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَo، والسيدة الزهراء ($) بما انها من المطهرين بمقتضى اية التطهير فهي لها ان تمس الكتاب المكنون، وعليه فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد علم قلبها وانه مرآة للوح المحفوظ والكتاب المبين وقد علم بما فيهما وبالتالي ادرك ليلة القدر أي ادرك ما يتنزل في ليلة القدر وهو الكتاب المبين.
تعليق