عَبّرَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ ,الرابع مِنْ جمادى الآخَرِ ,1438 هِجري,
المُوافقَ,لِ,الثالثِ مِنْ آذار ,2017م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي ,السيّد أحمَد الصَافي ,
خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
عَن عَظيمِ فَخرِهَا بالمُجَاهِدين الغَيَارَى مِن أبطَالِ العِرَاق المُدافعين عَن أرضِه وعِرضِه ومُقدّسَاتِه مِن الجَيشِ والحَشْدِ الشَعبيّ
والشرطة الاتحاديّةِ , وجميعِ القُوّاتِ الأمنيّةِ , الذين حَققوا انتصَارَاتٍ بَاهِرةً .
و ندعو اللهَ تَعَالى بِكُلِّ ثِقَة وإيمَانٍ لهم , وأنّه سَتتمَكّنُ هذه القُوّاتُ البطلةُ مِن دَحرِ الإرهابيين مِن أرضنا,
وسَيزّفُ هَؤلاءِ الأبطالُ جميعاً بشائرَ النَصرِ .
فللأعزّةُ كُلٌّ الثناءِ ولِجهودِهم التسديدُ والنَصرُ القَريبُ ,إنّكمُ أيُّهَا الأحبّةُ تَرسمون مُستقبلاً مُشرقَاً لبلدِكُم ولأبنائه,
وتُدافعون بأرواحِكم ودِمَائِكم الغَاليةِ , وسَتفتخرُ الأجيَالُ بِكُم , كَمَا نفتخرُ نَحنُ بِكُم,
وسَينعَمون بنعمَةِ الاستقرَارِ والأمنِ والأمَانِ بفَضلِ هذه الدِمَاءِ الزَكيّةِ,
أعزّكُم اللهُ تعالى في الدُنيا والآخرة, وأنزَلَ رحمَته عَلى الشُهدَاءِ الأعزّاءِ ومَنّ َعلى الجَرحَى بالِشِفَاءِ العَاجِلِ ,
و لا ننَسى العَوائلَ الكريمةَ , التي لا زَالتْ تَدفعُ وتَحِثُ أبنائها البَرَرَةَ لخوضِ مَعَارِكِ الشَرفِ والوجودِ ,مُتناسيةً الظُروفَ الصَعبَةَ
التي تَمرُ بها وقِلّةَ ذاتِ اليدِ وشَظفَ العَيشِ.
والثناءُ للإخوةِ المَيسورين الذين لا يَزالون يُواكبون هؤلاءِ الأحبّةَ بما تَيسّرَ لهم مِن الدَعمِ المَادي والمَعنوي.( الأمر الأوّلُ )
الأمرُ الثَاني :
_________
قَالَ اللهُ تَعَالى : ((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)) (29)الكهف.
إنَّ هذه الآيةَ الشريفةَ كبقيةِ الآيَاتِ تُوقِظُ فِي أنفسِنَا مَا ينبغي الانتباهُ إليه ,وهو وضوحُ الحَقّ الأبلجِ ,
والذي هو واضحٌ كالشَمسِ ,والمُشكِلَةُ ليسَتْ فِي الحَقّ وإنّمَا في الذي لا يَرى الحَقَّ .
ومُمكِنٌ أنْ يُطبَعَ عَلى قَلبِ الإنسَانِ بحيث لا يُمَيّزُ وهذه مِن أعقدِ المَشَاكِلِ.
وأنَّ الإنسَانَ الذي لا يُميّزُ بين الحَقّ والباطلِ هو المُشكِلَةُ ,وإلاّ فَالحَقُّ للهِ وسَيحتجُ به علينا لأنّه سبحانه أظهرَ الحَقَّ وبَيّنَه,
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ),
إنَّ اللهَ تعالىَ لا تَضرّه مَعصيةُ وكُفرُ الكافرِ , ولا يَنفعه إيمانُ المُؤمن ,فهو سبحانه قد بَيّنَ مَا يُؤهلنا للإيمَانِ,
ووضح الطريقَ أشدّ إيضَاحَاً ,وحَذّرَ مِن الضَلالةِ والظُلمِ وأنذرَ بالجزاءِ الأخروي,
(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا), كَمَا حَذّرَ في قِصّةِ فرعون في آياتٍ أخرى , فرعون الذي كَفرَ ونَصَبَ نفسَه إلهَاً ,
ولكنّ هذه الآيةَ تُشَدّدُ على قضيةِ الظُلمِ والظالمِ, الذي يَكفرُ ويَظلمُ نفسه ويَظلمُ الآخرينَ ويَتعدّى, وهو مُتمكنٌ في ظُلمِه ,
وهذا النوعُ من الظُلمِ إنما يتأتى من النفوسِ الصغيرةِ وغير المُتربيّةِ على المَعاييرِ الصَحيحَةِ ,.
وفي النتيجةِ سَيُحاصَرُ الظَالمُ بنارٍ لا مَخرجَ منها ولا مَنفذ ,ومِن كُلّ جهةٍ ,(نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) ,.
إنَّ هذه الآيةَ الشَريفةَ وأمثالها في القُرآنِ الكريمِ تُوقِظُ فينا ضرورةَ مَعرِفَةِ الحَقِّ ومعاييره وطُرقه الواضحةَ ,
ولن يُعذَرَ مَن لم يَتعرّف عَلى الحَقِّ,وسَيوبخُ في يومِ القيامَةِ بقولِ المَلائكةِ له بحسبِ مَضمونِ الرواياتِ,( لِمَ لا تتعلّم ),
(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) ,
وفي هذا المَقطعِ الأخيرِ يَظهرُ أنَّ اللهَ تعالى سَيسخطُ عَلى الظالمين بحيث يغيثهم بالعذاب الأليم ,لأنّهم لم يستغيثوا به في الدنيا ,
ولن يغيثهم في المَوضعِ الذي سيحتاجون فيه إلى الإغاثةِ, ومِن رحمته أنْ يُعذّبهم كونهم عُصَاةً ظَلَمَةً .
وأنّىَ لَهم مِن أنْ يتحملوا العذابَ والذي هو المُهل , النُحَاسُ المذابُ, والآيةُ الشريفةُ تُقدمُ أسلوباً ترهيبياً للظالمين بالنّارِ.
_________________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
المُوافقَ,لِ,الثالثِ مِنْ آذار ,2017م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي ,السيّد أحمَد الصَافي ,
خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
عَن عَظيمِ فَخرِهَا بالمُجَاهِدين الغَيَارَى مِن أبطَالِ العِرَاق المُدافعين عَن أرضِه وعِرضِه ومُقدّسَاتِه مِن الجَيشِ والحَشْدِ الشَعبيّ
والشرطة الاتحاديّةِ , وجميعِ القُوّاتِ الأمنيّةِ , الذين حَققوا انتصَارَاتٍ بَاهِرةً .
و ندعو اللهَ تَعَالى بِكُلِّ ثِقَة وإيمَانٍ لهم , وأنّه سَتتمَكّنُ هذه القُوّاتُ البطلةُ مِن دَحرِ الإرهابيين مِن أرضنا,
وسَيزّفُ هَؤلاءِ الأبطالُ جميعاً بشائرَ النَصرِ .
فللأعزّةُ كُلٌّ الثناءِ ولِجهودِهم التسديدُ والنَصرُ القَريبُ ,إنّكمُ أيُّهَا الأحبّةُ تَرسمون مُستقبلاً مُشرقَاً لبلدِكُم ولأبنائه,
وتُدافعون بأرواحِكم ودِمَائِكم الغَاليةِ , وسَتفتخرُ الأجيَالُ بِكُم , كَمَا نفتخرُ نَحنُ بِكُم,
وسَينعَمون بنعمَةِ الاستقرَارِ والأمنِ والأمَانِ بفَضلِ هذه الدِمَاءِ الزَكيّةِ,
أعزّكُم اللهُ تعالى في الدُنيا والآخرة, وأنزَلَ رحمَته عَلى الشُهدَاءِ الأعزّاءِ ومَنّ َعلى الجَرحَى بالِشِفَاءِ العَاجِلِ ,
و لا ننَسى العَوائلَ الكريمةَ , التي لا زَالتْ تَدفعُ وتَحِثُ أبنائها البَرَرَةَ لخوضِ مَعَارِكِ الشَرفِ والوجودِ ,مُتناسيةً الظُروفَ الصَعبَةَ
التي تَمرُ بها وقِلّةَ ذاتِ اليدِ وشَظفَ العَيشِ.
والثناءُ للإخوةِ المَيسورين الذين لا يَزالون يُواكبون هؤلاءِ الأحبّةَ بما تَيسّرَ لهم مِن الدَعمِ المَادي والمَعنوي.( الأمر الأوّلُ )
الأمرُ الثَاني :
_________
قَالَ اللهُ تَعَالى : ((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)) (29)الكهف.
إنَّ هذه الآيةَ الشريفةَ كبقيةِ الآيَاتِ تُوقِظُ فِي أنفسِنَا مَا ينبغي الانتباهُ إليه ,وهو وضوحُ الحَقّ الأبلجِ ,
والذي هو واضحٌ كالشَمسِ ,والمُشكِلَةُ ليسَتْ فِي الحَقّ وإنّمَا في الذي لا يَرى الحَقَّ .
ومُمكِنٌ أنْ يُطبَعَ عَلى قَلبِ الإنسَانِ بحيث لا يُمَيّزُ وهذه مِن أعقدِ المَشَاكِلِ.
وأنَّ الإنسَانَ الذي لا يُميّزُ بين الحَقّ والباطلِ هو المُشكِلَةُ ,وإلاّ فَالحَقُّ للهِ وسَيحتجُ به علينا لأنّه سبحانه أظهرَ الحَقَّ وبَيّنَه,
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ),
إنَّ اللهَ تعالىَ لا تَضرّه مَعصيةُ وكُفرُ الكافرِ , ولا يَنفعه إيمانُ المُؤمن ,فهو سبحانه قد بَيّنَ مَا يُؤهلنا للإيمَانِ,
ووضح الطريقَ أشدّ إيضَاحَاً ,وحَذّرَ مِن الضَلالةِ والظُلمِ وأنذرَ بالجزاءِ الأخروي,
(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا), كَمَا حَذّرَ في قِصّةِ فرعون في آياتٍ أخرى , فرعون الذي كَفرَ ونَصَبَ نفسَه إلهَاً ,
ولكنّ هذه الآيةَ تُشَدّدُ على قضيةِ الظُلمِ والظالمِ, الذي يَكفرُ ويَظلمُ نفسه ويَظلمُ الآخرينَ ويَتعدّى, وهو مُتمكنٌ في ظُلمِه ,
وهذا النوعُ من الظُلمِ إنما يتأتى من النفوسِ الصغيرةِ وغير المُتربيّةِ على المَعاييرِ الصَحيحَةِ ,.
وفي النتيجةِ سَيُحاصَرُ الظَالمُ بنارٍ لا مَخرجَ منها ولا مَنفذ ,ومِن كُلّ جهةٍ ,(نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) ,.
إنَّ هذه الآيةَ الشَريفةَ وأمثالها في القُرآنِ الكريمِ تُوقِظُ فينا ضرورةَ مَعرِفَةِ الحَقِّ ومعاييره وطُرقه الواضحةَ ,
ولن يُعذَرَ مَن لم يَتعرّف عَلى الحَقِّ,وسَيوبخُ في يومِ القيامَةِ بقولِ المَلائكةِ له بحسبِ مَضمونِ الرواياتِ,( لِمَ لا تتعلّم ),
(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) ,
وفي هذا المَقطعِ الأخيرِ يَظهرُ أنَّ اللهَ تعالى سَيسخطُ عَلى الظالمين بحيث يغيثهم بالعذاب الأليم ,لأنّهم لم يستغيثوا به في الدنيا ,
ولن يغيثهم في المَوضعِ الذي سيحتاجون فيه إلى الإغاثةِ, ومِن رحمته أنْ يُعذّبهم كونهم عُصَاةً ظَلَمَةً .
وأنّىَ لَهم مِن أنْ يتحملوا العذابَ والذي هو المُهل , النُحَاسُ المذابُ, والآيةُ الشريفةُ تُقدمُ أسلوباً ترهيبياً للظالمين بالنّارِ.
_________________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
تعليق