بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الخمينيّ قدس سره: "إذاً، أيُّها الأخ، ما دمت في مقتبل عمرك، وزهرة شبابك، وأوج قوّتك، وحرّيّة إرادتك، سارع لإصلاح نفسك، ولا تلقِ بالاً لهذا الجاه والمقام، وطأ
على هذه الاعتبارات بقدميك. إنّك إنسان فأبعد نفسك عن صفات الشيطان، فلعلّ الشيطان يهتمّ بهذه الصفة اهتماماً كبيراً لكونها صفة من صفاته، وهي التي أدّت إلى طرده
من حضرة الله، ولذلك فهو يُريد أن يوقع الإنسان، عارفاً أو عامياً عالِماً أو جاهلاً، في مثل هذه الرذيلة، حتّى إذا ما لقيك يوم القيامة شَمَتَ بك قائلاً: "يا ابن آدم، ألم يُخبرك
الأنبياء بأنّ التكبُّر على أبيك قد طردني من حضرة الحقّ؟ لقد نزلت عليّ لعنة الله لأنّي احتقرت مقام آدم واستعظمت مقامي، فلماذا أوقعتك نفسك في هذه الرذيلة"؟.
وعندئذ تُصبح، أيُّها المسكين، موضع شماتة أرذل مخلوقات الله وأحطّها، فضلاً عن عذابك وابتلاءاتك وندامتك وحسرتك ممّا يعجز الكلام عن وصفه. إنّ الشيطان لم يكن
قد تكبّر على الله، بل على آدم، وهو من مخلوقات الحقّ، فقال: ﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾13 . فاستعظم نفسه واستحقر آدم. وأنت تستصغر بني آدم وتستكبر بنفسك عليهم، فأنت أيضاً
تعصي أوامر الله. لقد قال لك تعالى: كن متواضعاً مع عباد الله، ولكنّك تتكبّر وتتعالى عليهم. فلماذا تلعن الشيطان وحده؟ أشرك نفسك الخبيثة معه في اللّعن أيضاً، مثلما أنت
شريكه في هذه الرذيلة. إنّك من مظاهر الشيطان، بل إنّك تُجسِّد الشيطان. ولربّما كانت صورتك في البرزخ وفي يوم القيامة صورة شيطانيّة، فإنّ المقياس في صورة
الإنسان في الآخرة الملكات الحاصلة للنفس. فليس هناك ما يمنع من أن تكون على صورة شيطان، أو على صورة نملة صغيرة. إنّ موازين الآخرة تختلف عن موازين
الدنيا"
-----------
الأربعون حديثاً، الإمام الخميني قدس سره، الحديث الرابع، فصل في بيان معالجة الكبر.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الخمينيّ قدس سره: "إذاً، أيُّها الأخ، ما دمت في مقتبل عمرك، وزهرة شبابك، وأوج قوّتك، وحرّيّة إرادتك، سارع لإصلاح نفسك، ولا تلقِ بالاً لهذا الجاه والمقام، وطأ
على هذه الاعتبارات بقدميك. إنّك إنسان فأبعد نفسك عن صفات الشيطان، فلعلّ الشيطان يهتمّ بهذه الصفة اهتماماً كبيراً لكونها صفة من صفاته، وهي التي أدّت إلى طرده
من حضرة الله، ولذلك فهو يُريد أن يوقع الإنسان، عارفاً أو عامياً عالِماً أو جاهلاً، في مثل هذه الرذيلة، حتّى إذا ما لقيك يوم القيامة شَمَتَ بك قائلاً: "يا ابن آدم، ألم يُخبرك
الأنبياء بأنّ التكبُّر على أبيك قد طردني من حضرة الحقّ؟ لقد نزلت عليّ لعنة الله لأنّي احتقرت مقام آدم واستعظمت مقامي، فلماذا أوقعتك نفسك في هذه الرذيلة"؟.
وعندئذ تُصبح، أيُّها المسكين، موضع شماتة أرذل مخلوقات الله وأحطّها، فضلاً عن عذابك وابتلاءاتك وندامتك وحسرتك ممّا يعجز الكلام عن وصفه. إنّ الشيطان لم يكن
قد تكبّر على الله، بل على آدم، وهو من مخلوقات الحقّ، فقال: ﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾13 . فاستعظم نفسه واستحقر آدم. وأنت تستصغر بني آدم وتستكبر بنفسك عليهم، فأنت أيضاً
تعصي أوامر الله. لقد قال لك تعالى: كن متواضعاً مع عباد الله، ولكنّك تتكبّر وتتعالى عليهم. فلماذا تلعن الشيطان وحده؟ أشرك نفسك الخبيثة معه في اللّعن أيضاً، مثلما أنت
شريكه في هذه الرذيلة. إنّك من مظاهر الشيطان، بل إنّك تُجسِّد الشيطان. ولربّما كانت صورتك في البرزخ وفي يوم القيامة صورة شيطانيّة، فإنّ المقياس في صورة
الإنسان في الآخرة الملكات الحاصلة للنفس. فليس هناك ما يمنع من أن تكون على صورة شيطان، أو على صورة نملة صغيرة. إنّ موازين الآخرة تختلف عن موازين
الدنيا"
-----------
الأربعون حديثاً، الإمام الخميني قدس سره، الحديث الرابع، فصل في بيان معالجة الكبر.