بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الحكم الديني في مسألة البكاء في الصلاة
قال الله تعالى قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) .
:: مدخل
يذكر الفقهاء دامت بركاتهم في الرسائل العملية ، في باب الصلاة ، أن من جملة مبطلات الصلاة على الأحوط ، البكاء أثناء آداء الصلاة ، ولكن السؤال: هل هذا الحكم الفقهي عام بالمطلق؟ أم هو حكم مقيد؟
الجواب: يفتي الفقهاء رضوان الله عليهم ، ببطلان الصلاة على الأحوط ، إن كان البكاء متعمداً لأمر من أمور الدنيا ، من ذهاب مال ، أو بيت ، أو أي خسارة دنيوية ، أو البكاء على محبوب أو ما أشبه .
::: إستنثاء .. بكاء لا يبطل الصلاة :::
إذن نأتي ونتسائل ، بما أن مشهور الفقهاء الأعلام ، قالوا بفتوى بطلان الصلاة ، بسبب البكاء للدنيا وأمورها ، ماهي موارد البكاء التي أجازها الفقهاء أيدهم الله تعالى ، ولا تبطل بها الصلاة؟
الجواب: نعم ذكر فقهائنا إنطلاقاً من روايات أهل البيت عليهم السلام ، عدة موارد للبكاء الجائز في الصلاة ومنها:
المورد الأول: من بكى ناسياً ولم يلتفت إلى كونه في الصلاة لا تبطل صلاته .
ويستند الفقهاء لهذا الإستثناء ، بالحديث المروي: لاتعاد الصلاة ، الدال على أن الخلل الواقع في الصلاة وقع سهواً .
المورد الثاني: إذا كان لأمر أُخروي كالخوف من العذاب ، أو الطمع في الجنة .
كما روي عن أبي حنيفة قال: سالت أبا عبد الله (ع) عن البكاء في الصلاة ، أيقطع الصلاة؟ فقال: إن بكى لذكر جنة أو نار فذلك هو أفضل الأعمال في الصلاة .
المورد الثالث: إذا كان خضوعاً لله سبحانه ولو لأجل طلب أمر دنيوي .
المورد الرابع: وكذلك البكاء لشيء من مصائب أهل البيت سلام الله عليهم لأجل التقرب به إلى الله ، وذلك للأخبار والروايات .
::: من إجابات المرجع السيستاني :::
سؤال (1): هل البكاء متعمداً مبطل للصلاة؟
الجواب: البكاء متعمداً لأمر من أمور الدنيا ، فإنه يبطل الصلاة على الأحوط .
سؤال (2): إذا صلى المصلي وب?ى على أمر من أمور الدنيا ، فهل عليه القضاء؟
الجواب: نعم تبطل ول?ن إذا فعله عن جهل قصوري فالصلاة صحيحة .
::: إشكال علمي وفقهي :::
لقول الله تعالى: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) ، وهي من آيات الأحكام ، إستفاد بعض العلماء من جهة الإستدلال من هذه الآية الكريمة ، جملة من الأحكام الفقهية ، ومنها عدم صحة الصلاة بالبكاء في الصلاة !
الرد: إنما سياق الآية هو إبطال الأعمال عند الكفر أو الإرتداد عن الدين ، وليس فيها دلالة على البكاء والله العالم .
::: مصداق البكاء في رأي الفقهاء الأعلام :::
من المعلوم أن العرف الإجتماعي لا يفرق بين مصداق البكاء ، فهو أي البكاء يتحقق عندهم بالصوت وغير الصوت !
السؤال: هل يختص البكاء المبطل للصلاة عند الفقهاء ، بما كان مشتملاً على الصوت أم يعم مجرد خروج الدمع من العين؟
الجواب: رجح الكثير من الفقهاء وجه البطلان للصلاة ، بالبكاء الذي له صوت لا مجرد الدمع كما هو واضح الروايات .
::: للطلاب والطالبات :::
كما أن هناك سؤالاً يتردد لدى طلاب وطالبات المدارس والجامعات وهو: هل البكاء في الصلاة ، بسبب النتائج السيئة (عدم النجاح) ، يبطل الصلاة أم لا؟
الجواب: حسب الظاهر ولمبنى الفقهاء الأعلام ، ببطلان الصلاة لأمور الدنيا ، ولأن الدراسة من الأمور الدنيوية والحياة ، فحكم الصلاة فاسدة والله العالم .
::: سؤال بحاجة إلى إجابة :::
تسائل بعض الفقهاء الأعلام في البحوث الفقهية هل تشمل الفتوى بالبطلان ، البكاء في الصلاة من أجل طلب سعة الرزق من الله تعالى ؟
هذه مسألة من المسائل الفقهية المهمة التي تحتاج منا التوقف عندها ، بسبب أن فتاوى الفقهاء ساكته عن الجواب ، ربما لأن الرزق من المطالب الدنيوية فتأمل .
::: كيف أقرأ روايات الخشوع في الصلاة :::
هذه إستراحة سريعة نستظل فيها أريج السنة المحمدية المطهرة ، ونستلهم من سماءها علوم أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
ـ نُقل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا صلاة لمن لا يتخشّع في صلاته .
وفُسر عدم الخشوع المطلوب بعدم حضور القلب .
ـ وروي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) .
وفُسر الخشوع هنا بالخضوع وغض البصر في الصلاة .
ـ كما روي عنه ، عليه السلام ، أنه فسر قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ، بـ إذا كنت دخلت في صلاتك فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك .
وصلى الله على محمد وآله
الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الحكم الديني في مسألة البكاء في الصلاة
قال الله تعالى قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) .
:: مدخل
يذكر الفقهاء دامت بركاتهم في الرسائل العملية ، في باب الصلاة ، أن من جملة مبطلات الصلاة على الأحوط ، البكاء أثناء آداء الصلاة ، ولكن السؤال: هل هذا الحكم الفقهي عام بالمطلق؟ أم هو حكم مقيد؟
الجواب: يفتي الفقهاء رضوان الله عليهم ، ببطلان الصلاة على الأحوط ، إن كان البكاء متعمداً لأمر من أمور الدنيا ، من ذهاب مال ، أو بيت ، أو أي خسارة دنيوية ، أو البكاء على محبوب أو ما أشبه .
::: إستنثاء .. بكاء لا يبطل الصلاة :::
إذن نأتي ونتسائل ، بما أن مشهور الفقهاء الأعلام ، قالوا بفتوى بطلان الصلاة ، بسبب البكاء للدنيا وأمورها ، ماهي موارد البكاء التي أجازها الفقهاء أيدهم الله تعالى ، ولا تبطل بها الصلاة؟
الجواب: نعم ذكر فقهائنا إنطلاقاً من روايات أهل البيت عليهم السلام ، عدة موارد للبكاء الجائز في الصلاة ومنها:
المورد الأول: من بكى ناسياً ولم يلتفت إلى كونه في الصلاة لا تبطل صلاته .
ويستند الفقهاء لهذا الإستثناء ، بالحديث المروي: لاتعاد الصلاة ، الدال على أن الخلل الواقع في الصلاة وقع سهواً .
المورد الثاني: إذا كان لأمر أُخروي كالخوف من العذاب ، أو الطمع في الجنة .
كما روي عن أبي حنيفة قال: سالت أبا عبد الله (ع) عن البكاء في الصلاة ، أيقطع الصلاة؟ فقال: إن بكى لذكر جنة أو نار فذلك هو أفضل الأعمال في الصلاة .
المورد الثالث: إذا كان خضوعاً لله سبحانه ولو لأجل طلب أمر دنيوي .
المورد الرابع: وكذلك البكاء لشيء من مصائب أهل البيت سلام الله عليهم لأجل التقرب به إلى الله ، وذلك للأخبار والروايات .
::: من إجابات المرجع السيستاني :::
سؤال (1): هل البكاء متعمداً مبطل للصلاة؟
الجواب: البكاء متعمداً لأمر من أمور الدنيا ، فإنه يبطل الصلاة على الأحوط .
سؤال (2): إذا صلى المصلي وب?ى على أمر من أمور الدنيا ، فهل عليه القضاء؟
الجواب: نعم تبطل ول?ن إذا فعله عن جهل قصوري فالصلاة صحيحة .
::: إشكال علمي وفقهي :::
لقول الله تعالى: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) ، وهي من آيات الأحكام ، إستفاد بعض العلماء من جهة الإستدلال من هذه الآية الكريمة ، جملة من الأحكام الفقهية ، ومنها عدم صحة الصلاة بالبكاء في الصلاة !
الرد: إنما سياق الآية هو إبطال الأعمال عند الكفر أو الإرتداد عن الدين ، وليس فيها دلالة على البكاء والله العالم .
::: مصداق البكاء في رأي الفقهاء الأعلام :::
من المعلوم أن العرف الإجتماعي لا يفرق بين مصداق البكاء ، فهو أي البكاء يتحقق عندهم بالصوت وغير الصوت !
السؤال: هل يختص البكاء المبطل للصلاة عند الفقهاء ، بما كان مشتملاً على الصوت أم يعم مجرد خروج الدمع من العين؟
الجواب: رجح الكثير من الفقهاء وجه البطلان للصلاة ، بالبكاء الذي له صوت لا مجرد الدمع كما هو واضح الروايات .
::: للطلاب والطالبات :::
كما أن هناك سؤالاً يتردد لدى طلاب وطالبات المدارس والجامعات وهو: هل البكاء في الصلاة ، بسبب النتائج السيئة (عدم النجاح) ، يبطل الصلاة أم لا؟
الجواب: حسب الظاهر ولمبنى الفقهاء الأعلام ، ببطلان الصلاة لأمور الدنيا ، ولأن الدراسة من الأمور الدنيوية والحياة ، فحكم الصلاة فاسدة والله العالم .
::: سؤال بحاجة إلى إجابة :::
تسائل بعض الفقهاء الأعلام في البحوث الفقهية هل تشمل الفتوى بالبطلان ، البكاء في الصلاة من أجل طلب سعة الرزق من الله تعالى ؟
هذه مسألة من المسائل الفقهية المهمة التي تحتاج منا التوقف عندها ، بسبب أن فتاوى الفقهاء ساكته عن الجواب ، ربما لأن الرزق من المطالب الدنيوية فتأمل .
::: كيف أقرأ روايات الخشوع في الصلاة :::
هذه إستراحة سريعة نستظل فيها أريج السنة المحمدية المطهرة ، ونستلهم من سماءها علوم أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
ـ نُقل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا صلاة لمن لا يتخشّع في صلاته .
وفُسر عدم الخشوع المطلوب بعدم حضور القلب .
ـ وروي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) .
وفُسر الخشوع هنا بالخضوع وغض البصر في الصلاة .
ـ كما روي عنه ، عليه السلام ، أنه فسر قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ، بـ إذا كنت دخلت في صلاتك فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك .
وصلى الله على محمد وآله
الطيبين الطاهرين