بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
يسعى الانسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى إلى أن يخرج من هذه الدنيا وهو فائز بلقائه وحاصل على جائزة الدخول في الجنة.
وهذا الامر لا يتحقق بسهولة، فهناك الكثير من المصاعب والمشاكل التي تواجه الانسان وتقف في طريقه حجر عثرة وتمنعه من تحقيق هدفه هذا، حيث النوازع النفسية والغرائز والشهوات والصراع بين الناس من اجل نيل المكاسب وتحقيق الاهداف، وهذه الامور كلها تحول وتمنع الانسان في اغلب الاحيان من ان يحقق هدفه.
ومن بين اهم هذه الموانع هي الفتن التي يبتلي بها الناس والتي تقع في كل زمان، بل وعلى كل فرد وهي متنوعة ومواطنها متعددة، فهناك فتن في العقيدة، وفتن في المال، وفي الروح، وفي البدن، وفي الاولاد والزوجة والمجتمع والبلد، وهكذا تتنوع وتتعدد هذه الفتن إلى أن تدخل إلى كل مفصل من مفاصل حياة الإنسان وتكاد تكون مع كل حركة يتحركها.
ومن هنا تأتي اهمية ان يكون للانسان منهج واضح وسهل ويسير، من خلال هذا المنهج يتخطى الفتنة ويتجاوزها إلى حالة الاطمئنان والاستقرار.
لقد بات معلوماً لدينا أن من بين أهم الفتن التي يبتلى بها الانسان هي الفتنة في العقيدة.
لقد أعدت المناهج لتجاوز هذه الفتنة وتخطيها بأمنٍ وسلام، ومن بين أهم هذه المناهج هي المناهج التي وضعتها اليد المعصومة المنزهة عن الالتباس والتردد والشك لاجل ان تأخذ بيد الانسان إلى بر الامان وتضعه على جرف السلامة.
فالذي يتابع كلمات المعصومين عليهم السلام يجد انها مليئة بالمناهج والقواعد والاسس والركائز التي إذا اتكأ عليها الانسان وسلكها نجا وامن وفاز واطمئن.
ونحن اذ نعيش في آخر الزمان وفي زمن امامة إمام آخر الزمان وهو آخر الائمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام الحجة بن الحسن عليه السلام، ولان امامنا هذا غائب عنا فلا نستطيع ان نتصل به ونتواصل معه لكي يأخذ بايدينا ويخرجنا من امواج الفتن فلابد لنا من أن نرجع إلى كلماته تلك الكلمات النورانية الالهية لنستفيد منها ونتخذ منها أساساً ومنهجاً للنجاة من الفتنة، وهذا الرجوع إلى كلماته عليه السلام يعد واحداً من أبرز عناصر الارتباط به وتفعيل قضية ولائه فانت إذا حاولت دائماً أن يكون وجود الإمام عليه السلام معك من خلال ذكره ومن خلال العيش مع كلماته فإنك ترتبط به ارتباطاً يختلف عن الشخص الذي يعرف من الإمام اسمه فقط أو يذكره في الشهر او في السنة مرة أو عند الضرورات فقط.
فهذه الكلمات كما انها تضع منهجا نسير من خلاله وننجوا من الفتنة فكذلك هي تقوي فينا علقة الارتباط وعنصر الترابط مع الإمام المهدي عليه السلام وتحيي في نفوسنا حالة التواجد والتلاحم والذكر الدائم للامام عليه السلام.
ومن بين الكلمات التي صدرت عن الإمام المهدي عليه السلام في هذا المجال هو توقيعه رداً على من شك في إمامته وانكر وصايته بعد أبيه عليه السلام إذ يقول في كتابه وتوقيعه هذا:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. عافانا الله وإياكم من الفتن ووهب لنا ولكم روح اليقين واجارنا واياكم من سوء المنقلب انه أُنهِيَ الي ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة امرهم فغمنا ذلك لكم لا لنا وساءنا فيكم لا فينا لان الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ....
ثم يقول عليه السلام: يا هؤلاء مالكم في الريب تترددون وفي الحيرة تنعكسون ..... ثم يقول عليه السلام ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والاشفاق عليكم لكنا عن مخاطبتكم في شغل مما قد امتحنا..... إلى آخر التوقيع).
فانت تجد ان الإمام عليه السلام يفتتح هذا الكتاب بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بان يعافينا من الفتن ويستخرجنا منها وأن يسدد هذه المعافاة بان يهب لنا اليقين والايمان والاطمئنان وفي نفس الوقت يجعل يقيننا مستمرا إلى ان نحشر عليه وتكون عاقبتنا ومنقلبنا حسناً فنجار بذلك من سوء المنقلب.
فهذا منهج واضح وسهل يسير يجعله الإمام عليه السلام للنجاة من الفتنة ثم بعد ذلك يعقب ان ما يحصل من الافتتان يسوء الإمام عليه السلام ويغتم له ويعاتب الناس على ترددهم في الفتنة.
ثم بعد ذلك يبين لهم أن المحبة والاشفاق والرحمة هي التي اوجبت ان يكلمهم من خلال التوقيع بواسطة السفير، وهذا المقطع النوراني يمكن ان نستفيد منه فوائد متعددة، وحيث ان حديثنا عن الفتنة فسنقتصر في الاستفادة منه على ذلك ونرجيء الحديث في الفوائد الاخرى إلى مناسبة ثانية.
والذي اريد ان اقوله هنا ان هناك مناهج للنجاة من الفتنة يضعها المفكرون والصلحاء والعلماء والاولياء فعلينا ان ننتقي أي المناهج هي الاسلم، وايها هي الايسر علينا، وايها هي الاقرب للوصول، ولا شك ان المنهج الذي يضعه المعصوم هو حامل لهذه الصفات، فهو يضع المتيسر لكل الناس، ولا يضع شيئاً لا يوصلهم إلى بر الامان، لان فعل ذلك منه عليه السلام خلاف المنة منه وخلاف الرحمة وخلاف الشفقة منه علينا.
اذن المنهج الذي يجب ان نتبعه للنجاة من الفتنة هو منهج الإمام عليه السلام، واول مفردة من مفردات هذا المنهج هي ان نتمسك به هو، وبعد ذلك نتقدم خطوة اخرى وهي ان نلتزم بفريضة الدعاء ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان ينجينا من الفتنة، ثم نتقدم خطوة اخرى وهي ان نلاحظ الإمام عليه السلام وكأنه رقيب علينا، فكل مورد نحس فيه باقتراب الفتنة نلجأ اليه وكأننا نتحدث معه مباشرة ونستفتيه، ولا شك اننا سنكون من خلال ذلك في الطريق على المنهج وعلى المحجة الواضحة، ثم تأتي بعد ذلك خطوة اخرى وهي التزام المنهج الذي وضعه اهل البيت عليهم السلام سواء في العبادات أو في الافكار والمعتقدات، وهكذا نخطو خطوة بعد خطوة، ونستمر في التخطي والقفز على الفتنة من خلال التمسك بما وضعه اهل البيت عليهم السلام من منهج للنجاة منها، حتى تكون عاقبتنا هي الفوز والامان والنجاة من الامتحان
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
يسعى الانسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى إلى أن يخرج من هذه الدنيا وهو فائز بلقائه وحاصل على جائزة الدخول في الجنة.
وهذا الامر لا يتحقق بسهولة، فهناك الكثير من المصاعب والمشاكل التي تواجه الانسان وتقف في طريقه حجر عثرة وتمنعه من تحقيق هدفه هذا، حيث النوازع النفسية والغرائز والشهوات والصراع بين الناس من اجل نيل المكاسب وتحقيق الاهداف، وهذه الامور كلها تحول وتمنع الانسان في اغلب الاحيان من ان يحقق هدفه.
ومن بين اهم هذه الموانع هي الفتن التي يبتلي بها الناس والتي تقع في كل زمان، بل وعلى كل فرد وهي متنوعة ومواطنها متعددة، فهناك فتن في العقيدة، وفتن في المال، وفي الروح، وفي البدن، وفي الاولاد والزوجة والمجتمع والبلد، وهكذا تتنوع وتتعدد هذه الفتن إلى أن تدخل إلى كل مفصل من مفاصل حياة الإنسان وتكاد تكون مع كل حركة يتحركها.
ومن هنا تأتي اهمية ان يكون للانسان منهج واضح وسهل ويسير، من خلال هذا المنهج يتخطى الفتنة ويتجاوزها إلى حالة الاطمئنان والاستقرار.
لقد بات معلوماً لدينا أن من بين أهم الفتن التي يبتلى بها الانسان هي الفتنة في العقيدة.
لقد أعدت المناهج لتجاوز هذه الفتنة وتخطيها بأمنٍ وسلام، ومن بين أهم هذه المناهج هي المناهج التي وضعتها اليد المعصومة المنزهة عن الالتباس والتردد والشك لاجل ان تأخذ بيد الانسان إلى بر الامان وتضعه على جرف السلامة.
فالذي يتابع كلمات المعصومين عليهم السلام يجد انها مليئة بالمناهج والقواعد والاسس والركائز التي إذا اتكأ عليها الانسان وسلكها نجا وامن وفاز واطمئن.
ونحن اذ نعيش في آخر الزمان وفي زمن امامة إمام آخر الزمان وهو آخر الائمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام الحجة بن الحسن عليه السلام، ولان امامنا هذا غائب عنا فلا نستطيع ان نتصل به ونتواصل معه لكي يأخذ بايدينا ويخرجنا من امواج الفتن فلابد لنا من أن نرجع إلى كلماته تلك الكلمات النورانية الالهية لنستفيد منها ونتخذ منها أساساً ومنهجاً للنجاة من الفتنة، وهذا الرجوع إلى كلماته عليه السلام يعد واحداً من أبرز عناصر الارتباط به وتفعيل قضية ولائه فانت إذا حاولت دائماً أن يكون وجود الإمام عليه السلام معك من خلال ذكره ومن خلال العيش مع كلماته فإنك ترتبط به ارتباطاً يختلف عن الشخص الذي يعرف من الإمام اسمه فقط أو يذكره في الشهر او في السنة مرة أو عند الضرورات فقط.
فهذه الكلمات كما انها تضع منهجا نسير من خلاله وننجوا من الفتنة فكذلك هي تقوي فينا علقة الارتباط وعنصر الترابط مع الإمام المهدي عليه السلام وتحيي في نفوسنا حالة التواجد والتلاحم والذكر الدائم للامام عليه السلام.
ومن بين الكلمات التي صدرت عن الإمام المهدي عليه السلام في هذا المجال هو توقيعه رداً على من شك في إمامته وانكر وصايته بعد أبيه عليه السلام إذ يقول في كتابه وتوقيعه هذا:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. عافانا الله وإياكم من الفتن ووهب لنا ولكم روح اليقين واجارنا واياكم من سوء المنقلب انه أُنهِيَ الي ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة امرهم فغمنا ذلك لكم لا لنا وساءنا فيكم لا فينا لان الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ....
ثم يقول عليه السلام: يا هؤلاء مالكم في الريب تترددون وفي الحيرة تنعكسون ..... ثم يقول عليه السلام ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والاشفاق عليكم لكنا عن مخاطبتكم في شغل مما قد امتحنا..... إلى آخر التوقيع).
فانت تجد ان الإمام عليه السلام يفتتح هذا الكتاب بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بان يعافينا من الفتن ويستخرجنا منها وأن يسدد هذه المعافاة بان يهب لنا اليقين والايمان والاطمئنان وفي نفس الوقت يجعل يقيننا مستمرا إلى ان نحشر عليه وتكون عاقبتنا ومنقلبنا حسناً فنجار بذلك من سوء المنقلب.
فهذا منهج واضح وسهل يسير يجعله الإمام عليه السلام للنجاة من الفتنة ثم بعد ذلك يعقب ان ما يحصل من الافتتان يسوء الإمام عليه السلام ويغتم له ويعاتب الناس على ترددهم في الفتنة.
ثم بعد ذلك يبين لهم أن المحبة والاشفاق والرحمة هي التي اوجبت ان يكلمهم من خلال التوقيع بواسطة السفير، وهذا المقطع النوراني يمكن ان نستفيد منه فوائد متعددة، وحيث ان حديثنا عن الفتنة فسنقتصر في الاستفادة منه على ذلك ونرجيء الحديث في الفوائد الاخرى إلى مناسبة ثانية.
والذي اريد ان اقوله هنا ان هناك مناهج للنجاة من الفتنة يضعها المفكرون والصلحاء والعلماء والاولياء فعلينا ان ننتقي أي المناهج هي الاسلم، وايها هي الايسر علينا، وايها هي الاقرب للوصول، ولا شك ان المنهج الذي يضعه المعصوم هو حامل لهذه الصفات، فهو يضع المتيسر لكل الناس، ولا يضع شيئاً لا يوصلهم إلى بر الامان، لان فعل ذلك منه عليه السلام خلاف المنة منه وخلاف الرحمة وخلاف الشفقة منه علينا.
اذن المنهج الذي يجب ان نتبعه للنجاة من الفتنة هو منهج الإمام عليه السلام، واول مفردة من مفردات هذا المنهج هي ان نتمسك به هو، وبعد ذلك نتقدم خطوة اخرى وهي ان نلتزم بفريضة الدعاء ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان ينجينا من الفتنة، ثم نتقدم خطوة اخرى وهي ان نلاحظ الإمام عليه السلام وكأنه رقيب علينا، فكل مورد نحس فيه باقتراب الفتنة نلجأ اليه وكأننا نتحدث معه مباشرة ونستفتيه، ولا شك اننا سنكون من خلال ذلك في الطريق على المنهج وعلى المحجة الواضحة، ثم تأتي بعد ذلك خطوة اخرى وهي التزام المنهج الذي وضعه اهل البيت عليهم السلام سواء في العبادات أو في الافكار والمعتقدات، وهكذا نخطو خطوة بعد خطوة، ونستمر في التخطي والقفز على الفتنة من خلال التمسك بما وضعه اهل البيت عليهم السلام من منهج للنجاة منها، حتى تكون عاقبتنا هي الفوز والامان والنجاة من الامتحان
تعليق