الأعمال الحسنة لا تضيع لأن الإحسان لا يجازى إلا بالإحسان
قال الله تعالى : { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }( سورة الكهف ، من الآية: 30 ).
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهما السَّلام ) في وصيته لهشام:
« يا هشام ! قول الله: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } جرى في المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر. من صُنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك ، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالإبتداء* ».( 1 )
* أي له الفضيلة بسبب ابتدائه بالإحسان ، فهو أفضل منك.
ما قرأناه في الآية الكريمة: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } هو قانون عام في منطق القرآن الكريم ، حيث يشمل الله سبحانه والخلق وكافّة العباد ، ويعني مقابلة كلّ عمل خير بزيادة ، كما ذكر الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) في حديثه أعلاه حيث يفترض أن يكون التعويض أفضل من العمل المنجز ( المقدّم ) وليس مساوياً له ، وإلاّ فإنّ المبتدىء بالإحسان هو صاحب الفضل.
وحول أعمالنا في حضرة الباري عزَّوجلَّ فإنّ المسألة تأخذ بعداً آخر، حيث أنّ أحد الطرفين هو الله العظيم الكريم الذي شملت رحمته وألطافه كلّ عالم الوجود ، وإنّ عطاءه وكرمه يليق بذاته وليس على مستوى أعمال عباده ، وبناءً على هذا فلا عجب أن نقرأ في تأريخ الاُمم بصورة متكرّرة أنّ أشخاصاً قد شملتهم العناية الإلهيّة الكبيرة بالرغم من إنجازهم لأعمال صغيرة ، وذلك لخلوص نيّاتهم ومن ذلك القصّة التالية:
نقل بعض المفسّرين أنّ شخصاً مسلماً شاهد امرأة كافرة تنثر الحبّ للطيور في الشتاء فقال لها: لا يقبل هذا العمل من أمثالك ، فأجابته: إنّي أعمل هذا سواء قبل أم لم يقبل ، ولم يمض وقت طويل حتّى رأى الرجل هذه المرأة في حرم الكعبة.
فقالت له: ياهذا، إنّ الله تفضّل عليّ بنعمة الإسلام ببركة تلك الحبوب القليلة.( 2 )
وبناء على هذا فالجزاء الإلهي في يوم القيامة يكون أكثر من عمل الإنسان في هذه الدنيا.( 3 )
المصدر: ( 1 ) تحف العقول
( 2 ) روح البيان، ج9، ص310
( 3 ) تفسير الأمثل / ( سورة الرحمن ، الآية : 60 )
قال الله تعالى : { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }( سورة الكهف ، من الآية: 30 ).
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهما السَّلام ) في وصيته لهشام:
« يا هشام ! قول الله: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } جرى في المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر. من صُنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك ، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالإبتداء* ».( 1 )
* أي له الفضيلة بسبب ابتدائه بالإحسان ، فهو أفضل منك.
ما قرأناه في الآية الكريمة: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } هو قانون عام في منطق القرآن الكريم ، حيث يشمل الله سبحانه والخلق وكافّة العباد ، ويعني مقابلة كلّ عمل خير بزيادة ، كما ذكر الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) في حديثه أعلاه حيث يفترض أن يكون التعويض أفضل من العمل المنجز ( المقدّم ) وليس مساوياً له ، وإلاّ فإنّ المبتدىء بالإحسان هو صاحب الفضل.
وحول أعمالنا في حضرة الباري عزَّوجلَّ فإنّ المسألة تأخذ بعداً آخر، حيث أنّ أحد الطرفين هو الله العظيم الكريم الذي شملت رحمته وألطافه كلّ عالم الوجود ، وإنّ عطاءه وكرمه يليق بذاته وليس على مستوى أعمال عباده ، وبناءً على هذا فلا عجب أن نقرأ في تأريخ الاُمم بصورة متكرّرة أنّ أشخاصاً قد شملتهم العناية الإلهيّة الكبيرة بالرغم من إنجازهم لأعمال صغيرة ، وذلك لخلوص نيّاتهم ومن ذلك القصّة التالية:
نقل بعض المفسّرين أنّ شخصاً مسلماً شاهد امرأة كافرة تنثر الحبّ للطيور في الشتاء فقال لها: لا يقبل هذا العمل من أمثالك ، فأجابته: إنّي أعمل هذا سواء قبل أم لم يقبل ، ولم يمض وقت طويل حتّى رأى الرجل هذه المرأة في حرم الكعبة.
فقالت له: ياهذا، إنّ الله تفضّل عليّ بنعمة الإسلام ببركة تلك الحبوب القليلة.( 2 )
وبناء على هذا فالجزاء الإلهي في يوم القيامة يكون أكثر من عمل الإنسان في هذه الدنيا.( 3 )
المصدر: ( 1 ) تحف العقول
( 2 ) روح البيان، ج9، ص310
( 3 ) تفسير الأمثل / ( سورة الرحمن ، الآية : 60 )