بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حياتها؛ صلاة ريحان أزهر.. ينشر عبقه عبر التاريخ، مواقفها؛ مصطبغة بألوان العشق لله، ذكرياتها؛ تنصهر في عالم النور.. إنها قيثارة الحب.. وثورة الحرية.. إنها بحق قدّيسة.
نشأت السيدة أم البنين، عليها السلام، في كنف أسرة شريفة، تبتهل المآثر والخصال في رياضها، فالجود والشجاعة، الكرم والفصاحة، الإباء والحمية، الطهارة والعفة.. قيم تنثر شذاها في ذلك البيت المؤمن.
ففي هذا المحل المبارك نشأت أم البنين، تنهل من تعاليم تلك العائلة، لتترجمها تنفيذاً وفكراً وسلوكاً، وكأنها على موعد مع الفجر.. مع التغيير.. مع النهضة!
* الإعداد والتخطيط
هناك.. في بيت أمير المؤمنين، عليه السلام، كانت أم البنين تستمطر العلم والهدي، وترتشف من معين الحكمة والجلال.. وتستسقي من مُزن المعرفة الملكوتية.. فأصبحت عظيمة بعظمة ذاك المربي، ذات عقل سديد، وفكر راجح، راسخة الإيمان، نافذة البصيرة، مخلصة وعالمة.
وهناك أيضاً.. كانت تخطط لأن تصنع قادة؛ تلف جلالهم أطواق الإيمان، ويتجلى سلطان شجاعتهم وتضحيتهم في غمرات الحروب، وترى شعاع بصيرتهم نافذا في الآفاق.
لا شك أن صناعة الفرد القائد القادر على التغيير، وإحداث حركة تصحيحية في المجتمع لإحقاق الحق ونشر قيمه، وتمزيق رايات الفساد والإنحراف، مسؤولية عظيمة، قد لا يقدر عليها من لا يمتلك مقوماتها، إلا أن شخصية أم البنين، عليها السلام، قد ارتوت من حياض الفكر الرسالي، فأصبحت المثال والنموذج والقدوة الحسنة لكل من يخطط لأن يصنع قائداً.
وقد كان العباس بن علي، عليهما السلام، ثمرة هذا التخطيط السليم، فهو القائد الملهم، والمصلح الفذ الذي أسهم في تغيير مسار التاريخ الانساني، بما قدمه من تضحيات في سبيل إعلاء الحق وتحرير الإنسان من العبودية، وبناء مجتمع فاضل تسوده الحرية والكرامة والمحبة والعدالة.
يقول الإمام الصادق، عليه السلام: «كان عمّي العباس ابن علي، عليهما السلام، نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام وأبلى بلاءً حسنا».
* أم البنين؛ الموقف والضمير
يقال: زوجة الأب ظالمة..! إلا أن أم البنين، عليها السلام، بسطت قلبها الطاهر للإمامين، الحسن والحسين، عليهما السلام، وتغزل من رؤى الإحسان إكليلاً لجلالهما.. إنها إمرأة استثنائية.. فأم البنين، عليها السلام، إمرأة مؤمنة، عارفة، وذات إيمان راسخ بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وريحانتي رسول الله الحسن والحسين، سلام الله عليهم، لذلك فقد كانت تنحني أمام شموخ مقامهم.. فكانت تقوم برعايتهم وخدمتهم بأفضل ما يكون إنطلاقا من محبتها لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورجاء شفاعة أمهما السيدة فاطمة الزهراء، سلام الله عليها.
لم يعرف التاريخ امرأة كأم البنين، عليها السلام، فكرم أخلاقها، وطيب منبتها، وإيمانها بمبادئ الرسالة جعلها تخلص لأبناء ضرتها الحسنين، عليهما السلام، باعتبار أن ذلك تكليف شرعي لأنهما حجج الله، بل قدمت فلذات أكبادها الأربعة من أجل نصرة ريحانة رسول الله.
لذلك لم ينس الحسنان، عليهما السلام، ولا أختهما العقيلة زينب، سلام الله عليها، هذا المعروف، فينقل أن السيدة زينب كانت تتعهد أم البنين بالزيارة في المناسبات الدينية، وقد قدمت لها العزاء باستشهاد أقمارها الأربعة فور وصولها إلى المدينة المنورة.
كما أن لأم البنين عليها السلام وقفة إعلامية لتحرير المجتمع من لعنة الظلم والاستبداد، فقد مارست دورها الإعلامي برثاء سيد الشهداء، عليه السلام، وأبنائها الأربعة في البقيع الغرقد، فهي بذلك كانت تسلط الضوء على وحشية النظام الأموي، وما قام به من جرائم بحق الإنسانية، حيث ساهم هذا الحراك الإعلامي في إحداث حركة نهضوية ترفض الذل والخنوع للحاكم الجائر.
ولأن ألحان الحق تربك الظالمين، أرادوا خنقها، لذلك دسوا لها السم، فاستشهدت في الثالث عشر من شهر جمادى الثانية من العام الرابع والستين للهجرة. ورغم أن التاريخ قد ظلم سيرة هذه المرأة المعطاءة، إلا أن هذه الشذرات اليسيرة من حياتها تنساب بين جنباتها البطولة والكرامة والحب.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حياتها؛ صلاة ريحان أزهر.. ينشر عبقه عبر التاريخ، مواقفها؛ مصطبغة بألوان العشق لله، ذكرياتها؛ تنصهر في عالم النور.. إنها قيثارة الحب.. وثورة الحرية.. إنها بحق قدّيسة.
نشأت السيدة أم البنين، عليها السلام، في كنف أسرة شريفة، تبتهل المآثر والخصال في رياضها، فالجود والشجاعة، الكرم والفصاحة، الإباء والحمية، الطهارة والعفة.. قيم تنثر شذاها في ذلك البيت المؤمن.
ففي هذا المحل المبارك نشأت أم البنين، تنهل من تعاليم تلك العائلة، لتترجمها تنفيذاً وفكراً وسلوكاً، وكأنها على موعد مع الفجر.. مع التغيير.. مع النهضة!
* الإعداد والتخطيط
هناك.. في بيت أمير المؤمنين، عليه السلام، كانت أم البنين تستمطر العلم والهدي، وترتشف من معين الحكمة والجلال.. وتستسقي من مُزن المعرفة الملكوتية.. فأصبحت عظيمة بعظمة ذاك المربي، ذات عقل سديد، وفكر راجح، راسخة الإيمان، نافذة البصيرة، مخلصة وعالمة.
وهناك أيضاً.. كانت تخطط لأن تصنع قادة؛ تلف جلالهم أطواق الإيمان، ويتجلى سلطان شجاعتهم وتضحيتهم في غمرات الحروب، وترى شعاع بصيرتهم نافذا في الآفاق.
لا شك أن صناعة الفرد القائد القادر على التغيير، وإحداث حركة تصحيحية في المجتمع لإحقاق الحق ونشر قيمه، وتمزيق رايات الفساد والإنحراف، مسؤولية عظيمة، قد لا يقدر عليها من لا يمتلك مقوماتها، إلا أن شخصية أم البنين، عليها السلام، قد ارتوت من حياض الفكر الرسالي، فأصبحت المثال والنموذج والقدوة الحسنة لكل من يخطط لأن يصنع قائداً.
وقد كان العباس بن علي، عليهما السلام، ثمرة هذا التخطيط السليم، فهو القائد الملهم، والمصلح الفذ الذي أسهم في تغيير مسار التاريخ الانساني، بما قدمه من تضحيات في سبيل إعلاء الحق وتحرير الإنسان من العبودية، وبناء مجتمع فاضل تسوده الحرية والكرامة والمحبة والعدالة.
يقول الإمام الصادق، عليه السلام: «كان عمّي العباس ابن علي، عليهما السلام، نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام وأبلى بلاءً حسنا».
* أم البنين؛ الموقف والضمير
يقال: زوجة الأب ظالمة..! إلا أن أم البنين، عليها السلام، بسطت قلبها الطاهر للإمامين، الحسن والحسين، عليهما السلام، وتغزل من رؤى الإحسان إكليلاً لجلالهما.. إنها إمرأة استثنائية.. فأم البنين، عليها السلام، إمرأة مؤمنة، عارفة، وذات إيمان راسخ بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وريحانتي رسول الله الحسن والحسين، سلام الله عليهم، لذلك فقد كانت تنحني أمام شموخ مقامهم.. فكانت تقوم برعايتهم وخدمتهم بأفضل ما يكون إنطلاقا من محبتها لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورجاء شفاعة أمهما السيدة فاطمة الزهراء، سلام الله عليها.
لم يعرف التاريخ امرأة كأم البنين، عليها السلام، فكرم أخلاقها، وطيب منبتها، وإيمانها بمبادئ الرسالة جعلها تخلص لأبناء ضرتها الحسنين، عليهما السلام، باعتبار أن ذلك تكليف شرعي لأنهما حجج الله، بل قدمت فلذات أكبادها الأربعة من أجل نصرة ريحانة رسول الله.
لذلك لم ينس الحسنان، عليهما السلام، ولا أختهما العقيلة زينب، سلام الله عليها، هذا المعروف، فينقل أن السيدة زينب كانت تتعهد أم البنين بالزيارة في المناسبات الدينية، وقد قدمت لها العزاء باستشهاد أقمارها الأربعة فور وصولها إلى المدينة المنورة.
كما أن لأم البنين عليها السلام وقفة إعلامية لتحرير المجتمع من لعنة الظلم والاستبداد، فقد مارست دورها الإعلامي برثاء سيد الشهداء، عليه السلام، وأبنائها الأربعة في البقيع الغرقد، فهي بذلك كانت تسلط الضوء على وحشية النظام الأموي، وما قام به من جرائم بحق الإنسانية، حيث ساهم هذا الحراك الإعلامي في إحداث حركة نهضوية ترفض الذل والخنوع للحاكم الجائر.
ولأن ألحان الحق تربك الظالمين، أرادوا خنقها، لذلك دسوا لها السم، فاستشهدت في الثالث عشر من شهر جمادى الثانية من العام الرابع والستين للهجرة. ورغم أن التاريخ قد ظلم سيرة هذه المرأة المعطاءة، إلا أن هذه الشذرات اليسيرة من حياتها تنساب بين جنباتها البطولة والكرامة والحب.
تعليق