سيدي...
اسمح لي أن تسمع مناغاتي، يا ملك البهاء المضرج بالدماء.
في منتصف طريق يديك اللتين رفّتا باختلاجة تلقّي الموت، فتخلّصتا من القماط،
وها هما الآن في طريقهما إلى تطويق رقبة أبيك الحاملك جهة الفرات،
لعل لسانك اليابس عطشاً وسغباً يُسقى قطرةً من ماء...
وها هما الآن في طريقهما إلى تطويق رقبة أبيك الحاملك جهة الفرات،
لعل لسانك اليابس عطشاً وسغباً يُسقى قطرةً من ماء...
هل توقفت يداك حقاً لتسمع مناغاتي؟أية مناغاة يمكنها أن تُقال في حضرة جرحك المهول؟أ
ية حروف يمكنها أن تنهض بين يدَي قطرات نزفك وهو يملأ كف أبيك الذي يرمي به إلى السماء،
فلن تسقط منه قطرة واحدة إلى الأرض؟ترى أين ذهبت تلك القطرات،
إن لم تكن سقطت على الأرض؟هذه الفراشات يا سيدي تكسّرت أجنحتها..
وخرّتْ هاوية على الرمل، حينما سمعتْ صرختك اليابسة تخرج من فمك الصغير المُعالِج سكرات الموت...
وهذه الورود اليانعة الزاهية الألوان، ذبلت، ولبست السواد، وهمَتْ دموعها قطراتٍ ملوَّنة،
حتى ارتمَتْ على قارعة طريق أبي الفضل العباس، الذي لن يعود...
وهذه حمائم الفرات، تبكي بنواح يفتّتُ هديلُه الناحبُ أقسى صخور جبال الدنيا،
لكن لا يتفتت صخر قلوب قاتليك وأشياعهم وأتباعهم إلى يومنا الدامي هذا!!
وهذه النوارس البيضاء ظلت تحوم على الضفاف المحترقة، بلا مأوى..
احتراق خيامكم يحكي احتراق قلبك الشهيد.. النوارس سمعت نبضاتك تتباطأ..
وتتباطأ حتى الموت... ها هي تحوم مُعولة بين الضفاف ومَهدك الخالي الحزين..
فمن يستحق أن يسمعها إن لم تسمعها أنت؟..
وهذه الأنسام البليلة تجمّدتْ كجبال جليدية، ثم تهشّمتْ كغبار الزجاج،
ثم اشتعلتْ كأتون الشمس، وهي تراك مذبوحاً من الوريد إلى الوريد..
وهذهِ عيونُ أطفالٍ لنا، تمضي ولا تؤوبْ...حائرةً حزينةً تطوفُ في الدروبْ...
وتسألُ الشمسَ وقد مالت إلى الغروبْ...وتسألُ الغيوبْ؛
عن نحرِكَ الدامي الذي يسيلُ في الصباحِ والمساءْ...يجثو لديه الماءْ...
إن حلّ عاشوراءْ..ها هم أطفالنا، يا سيدي، يجمعون بأناملهم الصغيرة دراهم ودنانير،
ويبنون هيئات العزاء ببساطة الفقراء وهم يلفّعونها بالسواد.. ليعملوا الشاي،
يوزّعونه على الذاهبين والآيبين.. يصيحون بأعلى صوتهم: (شاي أبو علي)..
يا سيدي فمُدَّهم بدعاء منك إلى الله؛ أن يجعلهم على طريقك سائرين،
وليكونوا جنوداً لقائمكم الذي سيأتي إليك.. يستخرجك من على صدر أبيك الحسين...
ودماؤك لا تزال تشخب من أوداجك على منحرك.. يرفعك عالياً.. يصيح ببقيا الضمائر:
ما ذنب هذا الرضيع؟أطلتُ عليك يا سيدي..عفوَك..واصل طريق يديك إلى احتضان رقبة أبيك..
سند رأسك إلى صدره الحبيب..لن تجد ملاذاً أحب ولا أرحب من صدره الحنون...
لشيخ عبد المجيد فرج الله
ية حروف يمكنها أن تنهض بين يدَي قطرات نزفك وهو يملأ كف أبيك الذي يرمي به إلى السماء،
فلن تسقط منه قطرة واحدة إلى الأرض؟ترى أين ذهبت تلك القطرات،
إن لم تكن سقطت على الأرض؟هذه الفراشات يا سيدي تكسّرت أجنحتها..
وخرّتْ هاوية على الرمل، حينما سمعتْ صرختك اليابسة تخرج من فمك الصغير المُعالِج سكرات الموت...
وهذه الورود اليانعة الزاهية الألوان، ذبلت، ولبست السواد، وهمَتْ دموعها قطراتٍ ملوَّنة،
حتى ارتمَتْ على قارعة طريق أبي الفضل العباس، الذي لن يعود...
وهذه حمائم الفرات، تبكي بنواح يفتّتُ هديلُه الناحبُ أقسى صخور جبال الدنيا،
لكن لا يتفتت صخر قلوب قاتليك وأشياعهم وأتباعهم إلى يومنا الدامي هذا!!
وهذه النوارس البيضاء ظلت تحوم على الضفاف المحترقة، بلا مأوى..
احتراق خيامكم يحكي احتراق قلبك الشهيد.. النوارس سمعت نبضاتك تتباطأ..
وتتباطأ حتى الموت... ها هي تحوم مُعولة بين الضفاف ومَهدك الخالي الحزين..
فمن يستحق أن يسمعها إن لم تسمعها أنت؟..
وهذه الأنسام البليلة تجمّدتْ كجبال جليدية، ثم تهشّمتْ كغبار الزجاج،
ثم اشتعلتْ كأتون الشمس، وهي تراك مذبوحاً من الوريد إلى الوريد..
وهذهِ عيونُ أطفالٍ لنا، تمضي ولا تؤوبْ...حائرةً حزينةً تطوفُ في الدروبْ...
وتسألُ الشمسَ وقد مالت إلى الغروبْ...وتسألُ الغيوبْ؛
عن نحرِكَ الدامي الذي يسيلُ في الصباحِ والمساءْ...يجثو لديه الماءْ...
إن حلّ عاشوراءْ..ها هم أطفالنا، يا سيدي، يجمعون بأناملهم الصغيرة دراهم ودنانير،
ويبنون هيئات العزاء ببساطة الفقراء وهم يلفّعونها بالسواد.. ليعملوا الشاي،
يوزّعونه على الذاهبين والآيبين.. يصيحون بأعلى صوتهم: (شاي أبو علي)..
يا سيدي فمُدَّهم بدعاء منك إلى الله؛ أن يجعلهم على طريقك سائرين،
وليكونوا جنوداً لقائمكم الذي سيأتي إليك.. يستخرجك من على صدر أبيك الحسين...
ودماؤك لا تزال تشخب من أوداجك على منحرك.. يرفعك عالياً.. يصيح ببقيا الضمائر:
ما ذنب هذا الرضيع؟أطلتُ عليك يا سيدي..عفوَك..واصل طريق يديك إلى احتضان رقبة أبيك..
سند رأسك إلى صدره الحبيب..لن تجد ملاذاً أحب ولا أرحب من صدره الحنون...
لشيخ عبد المجيد فرج الله