اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم من الاولين والاخرين
(( ليس يدري ))
قصيدة الرد على اليا ابو ماضي
هي قصيدة الملحمة الكبرى رائعة فلسفية كبيرة لناظمها العلامة الكبير الشيخ عبد الحميد السماوي رداً على قصيدة الطلاسم للشاعر الشهير إيليا أبي ماضي، من الردود المنطقية الناجعة، وقد اعترف بذلك الشاعر نفسه صاحب الطلاسم عندما وقف عليها عن طريق الأستاذ الكبير الشاعر محمد علي الحوماني صاحب مجلة العروبة اللبنانية
قال الحوماني: دخلت على ايليا أبي ماضي في نيويورك ودار بيننا حديث حتى رسى على ذكر الشيخ السماوي فقال لي: أيها الأستاذ إني لازلت لك شاكراً على تعرفي بالشيخ السماوي بواسطة مجلتكم (العروبة).
وكان الحوماني قد قصد الشيخ إلى السماوة وحل عنده ضيفاً ودوّن شيئاً كثيراً من شعره ولا سيما القصيدة التي نحن بصددها ، ومازال به حتى حصل على اذن منه بنشر ما نقله وراح ينشر جزءاً من الملحمة في كل عدد من مجلته فيرسل كل عدد منها إلى أبي ماضي ، ووقف أبو ماضي على ما متع الله تبارك وتعالى به الشيخ السماوي من سمو الخيال وخصب القريحة وصدق اللهجة ودحض الشبهة بالحجة وبراعة التصوير وفيض العاطفة ورهافة الحس وقوة العارضة وما إلى ذلك من مواهب ومزايا عاليات جعلت الضائقات رحاباً ، وعلى أثر ذلك تلقى الشيخ السماوي رسالة قيمة من أبي ماضي من نيويورك يذكر فيها اكباره وتقديره ويطريه باطراء منقطع النظير:
وعلى أثر انتشار جزء من القصيدة المذكورة تلقى سماحة العلامة الكبير والحبر الجليل الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر آنذاك رسالة تتضمن الثناء والاعجاب بفضل الشيخ السماوي وبلاغته وطول باعة في الشعر وجزالته وعمق أثره في نفوس قارئه وما تجلى له في هذه القصيدة من سحر وجاذبية وقد عرض عليه كرسي تدريس الفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف.
وشيخنا يحتفظ بالكتابين كتاب العالم المصري والشاعر المهجري اضافة إلى عدد من كتب اخرى تلقاها على أثر ذيوع هذه القصيدة من جهات مختلفة.
قال الحوماني: وبعد ان سألني أبو ماضي عدة أسئلة تتعلق بالشيخ قال:
هل درس الأدب الفرنسي؟ فقلت: لا والأدب الفرنسي يعتبرونه أسمى آداب الأمم الحية: وسأل هل سافر السماوي للديار الغربية فقلت: لا قال: وهل إن داره التي يقيم فيها من الدور الفخمة محاطة بحديقة غنّاء وأشجار باسقة وأنهار جارية وطبيعة بلده مما تساعده على الخلق والخصوبة الذهنية قلت: لأبي ماضي دعني يا استاذ أجمل لك القول فقد بتّ عنده ليلة في داره التي يقيم فيها فلما أخمدت الأسرجة ما رأيت إلا مسابقة حادة تجري بين الجرذان في سقف البيت وأزيدك أن الرجل لم يتخرج من جامعة غير جامعة النجف الأشرف فقال أبو ماضي ما عهدنا في النجف جامعه.
فقلت: يكفيك ما وقفت عليه من صياغة هذا الرجل ونسجه ومدى ما يتمتع به من سعة الاطلاع.
فعند ذلك وجم أبو ماضي برهة فقال: ما هي إلا مواهب إلهيه.
ثم قال: اعلم يا أستاذ عندما وقفت على تلك الملحمة الفلسفية ادهشت فيها وأعدت قرائتها أكثر من مرة وتأملتها بامعان وتدبر ، ووقفت على ما فيها من عمق وجاذبية وفلسفة منطقية ودقة ورصانة، فأقول بكل صراحة ولا تثريب علي في ذلك قد كان عقلي سلبياً وأصبح إيجابياً ، وقد تراجعت عن بعض آرائي والاعتراف بالواقع فضيلة.
هذا ما حدث به الأستاذ الحوماني في مجلس شيخنا السماوي عند زيارته الثانية للسماوة عام 1948م.وإليك بعض منها :
(( ليس يدري ))
أفكون فوق كون متوازي الحركات
شاسع الأبعاد رحب متداني الحلقات
مفعم بالنور مغمور بأسرار الحياة
صادر عن غير قصدٍ من مديرٍ
ليس يدري
حسبي الكون دليلاً كلما عزّ الدليل
وتخطيت بامكاني ضفاف المستحيل
إن لي، ألف سبيل في وجودي وسبيل
قد تغشيت به الكون إلى ما
ليس يدري
حسبي العجز اعترافاً بوجود المقتدر
ما اندحار الجيش إلا رمز جيش منتصر
وغموض السر قد يستدرج العقل لسر
فهو لو لا الليل بالشهب السواري
ليس يدري
أيها الكون ازدني في احاجيك بيانا
إنما أنت لسان الله مذ كنت وكانا
ما رآك العقل إلا ورأى الله عيانا
فهو لو لا الهيكل الماثل أضحى
ليس يدري
يتسامى نحوك العقل إذا ضلَ الدليل
فوجود الكون ، لولاك وجود مستحيل
سبحت باسمك أبائي جيلاً بعد جيل
فحنانيك تفضلت على من
ليس يدري
ايُ آثارك تخفى؟ اي آلائِك تجحد؟
أنت في الكوخ المعفى، أنت في الصرح الممرد
أنت أنت اللهُ بالأمس، وأنت الله في الغد
أنت سر السرِّ في العالم ، لكن
ليس يدري
لمن الأرض استقلت فوق اثباج الهواء؟
ألحكم الجذب دانت؟ أم لحكم اللاخلاء؟
ام على قاعدة النشئ سرت و الارتقاء؟
أم لناموس قضاء الله ذلت؟
ليس يدري
قد اديلت يا ابنةَ القطر ويا أخت النبات
حلقات النشئة الأولى ، ولا جاءت نشأت
وإذا صح ترامي الذات في شرع الحياة
فلماذا قد أحالوه عليه
ليس يدري
جرفتنا نحوك الأوهام من يم ليم
فتعالى لجب الدهر وضوضاء الأمم
حسبوا كماً وكيفاً حيث لا كيف وكم
حسبوا أيناً ولا أين ولكن
ليس يدري
فكرة الشاعر كلت ويراع الكاتب
ولسان المصقع الفذ وقلب الراهب
ودماغ الفيلسوف اندك دون الواجب
ادرك الآثار لكن ما وراها
ليس يدري
(( ليس يدري ))
قصيدة الرد على اليا ابو ماضي
هي قصيدة الملحمة الكبرى رائعة فلسفية كبيرة لناظمها العلامة الكبير الشيخ عبد الحميد السماوي رداً على قصيدة الطلاسم للشاعر الشهير إيليا أبي ماضي، من الردود المنطقية الناجعة، وقد اعترف بذلك الشاعر نفسه صاحب الطلاسم عندما وقف عليها عن طريق الأستاذ الكبير الشاعر محمد علي الحوماني صاحب مجلة العروبة اللبنانية
قال الحوماني: دخلت على ايليا أبي ماضي في نيويورك ودار بيننا حديث حتى رسى على ذكر الشيخ السماوي فقال لي: أيها الأستاذ إني لازلت لك شاكراً على تعرفي بالشيخ السماوي بواسطة مجلتكم (العروبة).
وكان الحوماني قد قصد الشيخ إلى السماوة وحل عنده ضيفاً ودوّن شيئاً كثيراً من شعره ولا سيما القصيدة التي نحن بصددها ، ومازال به حتى حصل على اذن منه بنشر ما نقله وراح ينشر جزءاً من الملحمة في كل عدد من مجلته فيرسل كل عدد منها إلى أبي ماضي ، ووقف أبو ماضي على ما متع الله تبارك وتعالى به الشيخ السماوي من سمو الخيال وخصب القريحة وصدق اللهجة ودحض الشبهة بالحجة وبراعة التصوير وفيض العاطفة ورهافة الحس وقوة العارضة وما إلى ذلك من مواهب ومزايا عاليات جعلت الضائقات رحاباً ، وعلى أثر ذلك تلقى الشيخ السماوي رسالة قيمة من أبي ماضي من نيويورك يذكر فيها اكباره وتقديره ويطريه باطراء منقطع النظير:
وعلى أثر انتشار جزء من القصيدة المذكورة تلقى سماحة العلامة الكبير والحبر الجليل الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر آنذاك رسالة تتضمن الثناء والاعجاب بفضل الشيخ السماوي وبلاغته وطول باعة في الشعر وجزالته وعمق أثره في نفوس قارئه وما تجلى له في هذه القصيدة من سحر وجاذبية وقد عرض عليه كرسي تدريس الفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف.
وشيخنا يحتفظ بالكتابين كتاب العالم المصري والشاعر المهجري اضافة إلى عدد من كتب اخرى تلقاها على أثر ذيوع هذه القصيدة من جهات مختلفة.
قال الحوماني: وبعد ان سألني أبو ماضي عدة أسئلة تتعلق بالشيخ قال:
هل درس الأدب الفرنسي؟ فقلت: لا والأدب الفرنسي يعتبرونه أسمى آداب الأمم الحية: وسأل هل سافر السماوي للديار الغربية فقلت: لا قال: وهل إن داره التي يقيم فيها من الدور الفخمة محاطة بحديقة غنّاء وأشجار باسقة وأنهار جارية وطبيعة بلده مما تساعده على الخلق والخصوبة الذهنية قلت: لأبي ماضي دعني يا استاذ أجمل لك القول فقد بتّ عنده ليلة في داره التي يقيم فيها فلما أخمدت الأسرجة ما رأيت إلا مسابقة حادة تجري بين الجرذان في سقف البيت وأزيدك أن الرجل لم يتخرج من جامعة غير جامعة النجف الأشرف فقال أبو ماضي ما عهدنا في النجف جامعه.
فقلت: يكفيك ما وقفت عليه من صياغة هذا الرجل ونسجه ومدى ما يتمتع به من سعة الاطلاع.
فعند ذلك وجم أبو ماضي برهة فقال: ما هي إلا مواهب إلهيه.
ثم قال: اعلم يا أستاذ عندما وقفت على تلك الملحمة الفلسفية ادهشت فيها وأعدت قرائتها أكثر من مرة وتأملتها بامعان وتدبر ، ووقفت على ما فيها من عمق وجاذبية وفلسفة منطقية ودقة ورصانة، فأقول بكل صراحة ولا تثريب علي في ذلك قد كان عقلي سلبياً وأصبح إيجابياً ، وقد تراجعت عن بعض آرائي والاعتراف بالواقع فضيلة.
هذا ما حدث به الأستاذ الحوماني في مجلس شيخنا السماوي عند زيارته الثانية للسماوة عام 1948م.وإليك بعض منها :
(( ليس يدري ))
أفكون فوق كون متوازي الحركات
شاسع الأبعاد رحب متداني الحلقات
مفعم بالنور مغمور بأسرار الحياة
صادر عن غير قصدٍ من مديرٍ
ليس يدري
حسبي الكون دليلاً كلما عزّ الدليل
وتخطيت بامكاني ضفاف المستحيل
إن لي، ألف سبيل في وجودي وسبيل
قد تغشيت به الكون إلى ما
ليس يدري
حسبي العجز اعترافاً بوجود المقتدر
ما اندحار الجيش إلا رمز جيش منتصر
وغموض السر قد يستدرج العقل لسر
فهو لو لا الليل بالشهب السواري
ليس يدري
أيها الكون ازدني في احاجيك بيانا
إنما أنت لسان الله مذ كنت وكانا
ما رآك العقل إلا ورأى الله عيانا
فهو لو لا الهيكل الماثل أضحى
ليس يدري
يتسامى نحوك العقل إذا ضلَ الدليل
فوجود الكون ، لولاك وجود مستحيل
سبحت باسمك أبائي جيلاً بعد جيل
فحنانيك تفضلت على من
ليس يدري
ايُ آثارك تخفى؟ اي آلائِك تجحد؟
أنت في الكوخ المعفى، أنت في الصرح الممرد
أنت أنت اللهُ بالأمس، وأنت الله في الغد
أنت سر السرِّ في العالم ، لكن
ليس يدري
لمن الأرض استقلت فوق اثباج الهواء؟
ألحكم الجذب دانت؟ أم لحكم اللاخلاء؟
ام على قاعدة النشئ سرت و الارتقاء؟
أم لناموس قضاء الله ذلت؟
ليس يدري
قد اديلت يا ابنةَ القطر ويا أخت النبات
حلقات النشئة الأولى ، ولا جاءت نشأت
وإذا صح ترامي الذات في شرع الحياة
فلماذا قد أحالوه عليه
ليس يدري
جرفتنا نحوك الأوهام من يم ليم
فتعالى لجب الدهر وضوضاء الأمم
حسبوا كماً وكيفاً حيث لا كيف وكم
حسبوا أيناً ولا أين ولكن
ليس يدري
فكرة الشاعر كلت ويراع الكاتب
ولسان المصقع الفذ وقلب الراهب
ودماغ الفيلسوف اندك دون الواجب
ادرك الآثار لكن ما وراها
ليس يدري
تعليق