بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هو السيد محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام )الملقب بالعابد هو ثالث إخوة الامام الرضا(عليه السلام)ورابع أولاد الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)ولد في المدينة المنورة ومكان وفاته في مدينة شيراز في إيران وسبب كون قبره في إيران (في شيراز)هو أنه في أواخر القرن الثاني من الهجرة وحينما أجبر المأمون الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام )على الرحيل من المدينة المنورة والهجرة الى خراسان وفرض عليه الإقامة الجبرية في طوس وذلك بعد أن قلده ولاية العهد كرها ,ووقع الفراق بين الامام الرضا وبين إخوته وذويه , ولما طال الفراق بينهم إشتاق ذووه وإخوته وكثير من بني هاشم الى زيارته عليه السلام فإستأذنوه في ذلك فأذن لهم . كما بعثوا كتابا الى المأمون يطلبون منه الموافقة على سفرهم الى طوس لزيارة أخيهم الامام الرضا وذلك حتى لايصدهم المأمون وجلاوزته وعماله عن قصدهم ولايتعرضوا لهم بسوء ,فوافق المأمون على ذلك ,فسافروا بقافلة عظيمة متوجهة من الحجاز وذلك عن طريق البصرة والاهواز وبوشهر وشيراز ............وكانت القافلة كلما مرت ببلدة فيها شيعة إلتحق عدد كبير منهم مع القافلة التي كان على رأسها إخوة الإمام وهم السيد أحمد المعروف الآن ب(شاه جراغ)والسيد محمد العابد والسيد علاء الدين حسين ,وعندما إقتربت القافلة من شيراز بلغ عدد أفرادها أكثر من خمسة عشر ألف إنسان بين رجل وإمرأة ,فأخبر الجواسيس وعمال الحكومة المأمون في طوس بضخامة القافلة وحذروه من مغبة وصولها الى مركز الخلافة ,فأحس المأمون منها بالخطر على مقامه وسلطانه فأصدر أوامره الى حكامه وعماله في المدن الواقعة في الطريق بصد القافلة عن المسير وردها أينما وجدوها ,وكانت القافلة قد وصلت قريبا من شيراز حين وصل أمر الخليفة الى حاكمها ,فأختار الحاكم أحد جلاوزته المسمى (قتلغ خان)وكان شديدا قاسيا وأمره على أربعين ألف مقاتل وأمرهم بصد القافلة وردها الى الحجاز ,فخرج هذا الجيش من شيراز بإتجاه القافلة ,وعسكر الجيش في منطقة تدعى (خان زينون)وهي تبعد ثلاثين كيلو مترا عن شيراز وعند وصول القافلة بعث قائد الجيش رسولا الى السادة الاشراف وبلغهم بأمر الخليفة وطلب منهم الرجوع ,فأجابوه بأنهم لايقصدون من سفرهم الا زيارة أخيهم الإمام الرضا في طوس ,إضافة الى إنهم لم يخرجوا الا بإذن الخليفة وموافقته ,فأجابهم قائد الجيش بأن الخليفة أصدر أوامر جديدة تحتم على قائد الجيش أن يمنع القافلة من المسير الى طوس .وبعد المشاورة بين إخوة الإمام الرضا وأهل الرأي من رجال القافلة لم يوافق أحد منهم على الرجوع ,فأجمعوا على مواصلة السفر ,فجعلوا النساء في مؤخرة القافلة وأخذوا يواصلون السير ,وتحرك قتلغ خان بجيشه وقطع عليهم الطريق ,وإنجر الموقف الى المناوشة والمقاتلة ونشبت حرب كبيرة بين الطرفين , وإنهزم جيش المأمون أمام بسالة بني هاشم وأصحابهم ,فتوسل (قتلغ خان )الى المخادعة والمكر وأمر رجاله أن يصعدوا الى التلال وينادوا بأعلى أصواتهم أن الرضا قد مات فلماذا تقاتلون ومن سيشفع لكم عند الخليفة ,أثرت هذه الخديعة أثرا كبيرا وأنهارت معنويات المقاتلين فتفرقوا في ضلام الليل وتركوا ساحة القتال وبقي أبناء الرسول وحدهم ,فأمرهم أخوهم السيد أحمد وكان كبيرهم بأن يتنكروا بملابس أهل القرى ويتفرقوا في سواد الليل ,فتفرقوا ودخلوا شيراز وإشتغلوا فيها بالعبادة و(يقال أن أغلب المراقد الموجودة في أيران وخاصة الموجودة في القرى النائية أكثرها لأصحاب تلك الواقعة )وأما السيد أحمد فأن جواسيس قتلغ خان وصلوا الى مكانه وحدثت معركة شرسة بينه وبينهم ولم يصلوا اليه الا عن طريق الخديعة وذلك بأن دخلوا عليه من بيت مجاور بعد أن فتحوا منه فتحة تؤدي الى بيته ,وعندما دخل ليستريح من القتال هجموا عليه وقتلوه بضربه على رأسه ففلقت هامته ثم هدموا الدار عليه وتركوه تحت الانقاض وبعد مايقارب من أربعمائة سنة وفي أثناء تطوير المدينة وجدوا جسده الطاهر وكأنه قد مات منذ ساعة ,وعرفوه من إسمه المكتوب على خاتمه ,حيث أنهم كانوا قد سمعوا بخبر القافلة وبخبر الواقعة ,فأعظموا شأنه لما رأوه من هذه الكرامة حيث أن جسده لم يتأثر رغم مرور هذه السنين الكثيرة ,ودفنوه في نفس مكان إستشهاده,
إما السيد علاء الدين فكان قد خرج يوما الى قرب بستان قريب من مكان إختفائه وكان هذا البستان ل(قتلغ خان) فجلس لقراءة القرآن فعرفه حراس قتلغ خان وهجموا عليه وقتلوه فكان من كرامته أن الارض إنشقت وإبتلعته ,وبعد سنين طويلة وفي عهد الدولة الصفوية ومن ضمن حملات البناء والاعمار عثر على الجسد الشريف وكان غضا طريا كأنه مات اليوم ,وعرفوه من إسمه المكتوب على مصحفه ,أما السيد محمد العابد فإنه مات ميتة طبيعية ودفن في داره في شيراز.
تعليق