بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يمثل شهر رجب، أول أشهر العبادة والتضرع الى الله - تعالى- وايضاَ؛ أشهر العطاء الإلهي، ولذا سُمي بـ «الأصب» لأن الرحمة الإلهية تصب على الانسان صبّاً، مما تدعو الإنسان العاقل أن يهيئ قلبه وروحه لهذا الشهر المبارك، تهيئة عالية كي يستلهم الفيوضات التي تنزل من الله - تعالى- في الأشهر التالية؛ شعبان المعظم، و شهر رمضان المبارك. ولما لهذا الشهر من حرمة عند الله، جاءت في الكثير من الروايات، وايضاً لما يقدمه من خيرات سماوية على العباد، حريٌ بنا على إظهار الطاعة لمولانا، وكسب رضاه بالدعاء الذي يعده الحديث الشريف بأنه «مخ العبادة».
ومن الأدعية التي تقربنا إلى الله زلفى في شهر رجب المرجب هو: عن السيد ابن طاووس في الإقبال: رُوِيَ عَنْ رجل سأل الإمام الصادق، عليه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَذَا رَجَبٌ، عَلِّمْنِي فِيهِ دُعَاءً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عليه السَّلام: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وقُلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ صَبَاحاً وَ مَسَاءً، وَفِي أَعْقَابِ صَلَوَاتِكَ فِي يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ: «يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ،...إلى قوله: مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ». ثُمَّ مَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عليه السَّلام، يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: « يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ،.....إلى قوله: حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النَّارِ».(1)
مفردات الدعاء
يتكون الدعاء من أربعة نداءات ودعاء، وهي:
1- "يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر".
2- "يا من يعطي الكثير بالقليل".
3- "يا من يعطي من سأله".
4- "يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة، اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم".
منازل رحمة الله في حياة الإنسان
رحمة الله وسعت كل شيء، ولا تضيق بشيء، وتنزل على كل مكان، وفي كل زمان، وعلى كل شيء، فهي واسعة شاملة عامة.
وهذه المنازل يستنزلها الإنسان من رحمة الله، أكثر من غيرها، فتصب على الإنسان صباً فتغمره، وهيَ كثيرة منها؛ الصلاة، يستنزل رحمة الله منها، ومنها التقوى، ولهذه الرحمة مصاديق ملموسة على الارض، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، (سورة الأعراف، الآية:96)، ومنها الْمُضْطَرَّ؛ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، (سورة النمل،الآية:62)، ومنها حالات انكسار القلب، وقد بشرنا الحديث الشريف أننا نجد الله «عند المنكسرة قلوبهم». ومنها إطالة السجود. ومنها اجتماع المؤمنين وتآلفهم وتفاهمهم وتحابّهم. ومنها صلاة الجماعة.
ففي هذا الدعاء إشارة إلى ما ينزل من الخير من الله سبحانه إلى الإنسان، وما يصدر من شرّ وعصيان من الإنسان تجاه ربّ العالمين. هذا دعاء علّمه الامام الصادق، عليه السلام، لمحمد بن ذكوان السجاد، ليدعو به عقب كل فريضة في شهر رجب الأصب، هذا الانسان المؤمن، كان يعرف بسجداته الطويلة، حتى فقد على أثر ذلك بصره، ولذلك عُرف بـ «السجّاد».
إن الإنسان الذي لم يتهيأ من الآن و يراجع نفسه، سيكون نصيبه من العطاء الإلهي في شهر رمضان أقل من نصيب من استفاد من الفرص الذهبية المتاحة أمامه في هذا الشهر الفضيل، والتي لها دور كبير بما يحصل عليه الإنسان في المواسم الروحية القادمة التي تتدفق فيها الرحمة الإلهية تدفقاً غزيراً يختلف عن تدفقها في أيام السنة الأخرى.
لذا يمكن القول: إن شهر رمضان هو موسم الامتحان النهائي الكبير، بينما شهري رجب و شعبان، أشبه بفترة ما قبل الامتحان النهائي.
---------------
(1) الدعاء مذكور في كتاب مفتاح الجنان من أدية شهر رجب.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يمثل شهر رجب، أول أشهر العبادة والتضرع الى الله - تعالى- وايضاَ؛ أشهر العطاء الإلهي، ولذا سُمي بـ «الأصب» لأن الرحمة الإلهية تصب على الانسان صبّاً، مما تدعو الإنسان العاقل أن يهيئ قلبه وروحه لهذا الشهر المبارك، تهيئة عالية كي يستلهم الفيوضات التي تنزل من الله - تعالى- في الأشهر التالية؛ شعبان المعظم، و شهر رمضان المبارك. ولما لهذا الشهر من حرمة عند الله، جاءت في الكثير من الروايات، وايضاً لما يقدمه من خيرات سماوية على العباد، حريٌ بنا على إظهار الطاعة لمولانا، وكسب رضاه بالدعاء الذي يعده الحديث الشريف بأنه «مخ العبادة».
ومن الأدعية التي تقربنا إلى الله زلفى في شهر رجب المرجب هو: عن السيد ابن طاووس في الإقبال: رُوِيَ عَنْ رجل سأل الإمام الصادق، عليه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَذَا رَجَبٌ، عَلِّمْنِي فِيهِ دُعَاءً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عليه السَّلام: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وقُلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ صَبَاحاً وَ مَسَاءً، وَفِي أَعْقَابِ صَلَوَاتِكَ فِي يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ: «يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ،...إلى قوله: مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ». ثُمَّ مَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عليه السَّلام، يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: « يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ،.....إلى قوله: حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النَّارِ».(1)
مفردات الدعاء
يتكون الدعاء من أربعة نداءات ودعاء، وهي:
1- "يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر".
2- "يا من يعطي الكثير بالقليل".
3- "يا من يعطي من سأله".
4- "يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة، اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم".
منازل رحمة الله في حياة الإنسان
رحمة الله وسعت كل شيء، ولا تضيق بشيء، وتنزل على كل مكان، وفي كل زمان، وعلى كل شيء، فهي واسعة شاملة عامة.
وهذه المنازل يستنزلها الإنسان من رحمة الله، أكثر من غيرها، فتصب على الإنسان صباً فتغمره، وهيَ كثيرة منها؛ الصلاة، يستنزل رحمة الله منها، ومنها التقوى، ولهذه الرحمة مصاديق ملموسة على الارض، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، (سورة الأعراف، الآية:96)، ومنها الْمُضْطَرَّ؛ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، (سورة النمل،الآية:62)، ومنها حالات انكسار القلب، وقد بشرنا الحديث الشريف أننا نجد الله «عند المنكسرة قلوبهم». ومنها إطالة السجود. ومنها اجتماع المؤمنين وتآلفهم وتفاهمهم وتحابّهم. ومنها صلاة الجماعة.
ففي هذا الدعاء إشارة إلى ما ينزل من الخير من الله سبحانه إلى الإنسان، وما يصدر من شرّ وعصيان من الإنسان تجاه ربّ العالمين. هذا دعاء علّمه الامام الصادق، عليه السلام، لمحمد بن ذكوان السجاد، ليدعو به عقب كل فريضة في شهر رجب الأصب، هذا الانسان المؤمن، كان يعرف بسجداته الطويلة، حتى فقد على أثر ذلك بصره، ولذلك عُرف بـ «السجّاد».
إن الإنسان الذي لم يتهيأ من الآن و يراجع نفسه، سيكون نصيبه من العطاء الإلهي في شهر رمضان أقل من نصيب من استفاد من الفرص الذهبية المتاحة أمامه في هذا الشهر الفضيل، والتي لها دور كبير بما يحصل عليه الإنسان في المواسم الروحية القادمة التي تتدفق فيها الرحمة الإلهية تدفقاً غزيراً يختلف عن تدفقها في أيام السنة الأخرى.
لذا يمكن القول: إن شهر رمضان هو موسم الامتحان النهائي الكبير، بينما شهري رجب و شعبان، أشبه بفترة ما قبل الامتحان النهائي.
---------------
(1) الدعاء مذكور في كتاب مفتاح الجنان من أدية شهر رجب.