أقول: الإمام الجواد عليه السلام يستسقي الماء، فلم يجد أحداً يسقيه! كذلك جدّه أبو عبد الله الحسين عليه السلام، يوم عاشوراء استسقى الماء، فلم يجد أحداً يسقيه! صاح: يا قوم، اسقوني شربة من ماء، فلقد تفتّت كبدي من الظّمأ, قالوا: يا حسين، لن تذوق الماء، حتّى ترد الحامية، فتشرب من حميمها, قال: أنا أرد الحامية؟! لا والله، بل أرد على جدّي رسول الله، فيسقيني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً.
الإمام الجواد صار يتمايل من شدّة السّمّ, كذلك إمامنا الحسين عليه السلام، لمّا أصيب بذلك السّهم، مال ليسقط إلى الجهة اليمنى، مال الفرس معه, مال ليسقط إلى الجهة اليسرى، مال الفرس معه, قال: يا جواد، لا طاقة لي بالجلوس على ظهرك، أنزلني إلى وجه الأرض, قالوا: فمدّ الفرس يديه ورجليه، حتّى ألصق بطنه بالأرض، وأنزل إمامنا برفقٍ ولين.
بابَ المُراد, أيّها الجواد, بأبي أنت وأمّي,. بقيت ثلاثة أيّام، تصهرك الشمس، ورأسك على جسدك, ثيابك على بدنك، لكنَّ جدَّك الحسين بقي في كربلاء ثلاثة أيّام، جثّة بلا رأس..
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تعليق