قال في حقّه محمد بن إدريس الشافعي : ( هو أفقه أهل المدينة )، (1) .
وقال محمد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ) : ( ... كان له جلالة عجيبة ، وحق له والله ذلك ، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه ، وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله )، (2) . وقال أيضاً : ( وزين العابدين : كبير القدر ، من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ) ، (3) .
وقال ابن حجر العسقلاني : الهاشمي زين العابدين ، ثقة ، ثبت ، عابد ، فقيه ، فاضل ، مشهور ، قال ابن عيينة عن الزهري : ما رأيت قرشياً أفضل منه )، (4) .
وقال ابن حجر في الصواعق : ( وأخرج أبو نعيم والسلفي لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه أو الوليد لم يمكنه أن يصل للحجر من الزحام ، فنُصب له منبر إلى جانب زمزم ، وجلس ينظر إلى الناس ، وحوله جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين ، فلمّا انتهى إلى الحجر تنحّى له الناس حتى استلم ، فقال أهل الشام لهشام ، مَن هذا ؟ قال : لا أعرفه ؛ مخافة أن يرغب أهل الشام في زين العابدين ، فقال الفرزدق : أنا أعرفه ، ثم أنشد :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحلّ والحرمُ هذا ابن خير عباد الله كلّهمُ هذا التقي النقي الطاهر العلمُ إذا رأته قريشٌ قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ ينمي إلى ذروة العِزّ التي قصرت عن نيلها عرب الإسلام والعجمُ
وكذا من أبيات تلك القصيدة :
هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله بجدّه أنبياءُ الله قد خُتموا فليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف مَن أنكرت والعجمُ
ثم قال :
من معشرٍ حبّهم دين وبغضهم كفرٌ وقربهم منجى ومعتصمُ لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا
فلمّا سمع هشام غضب ، وحبس الفرزدق بعسفان ) (5) .
----------------------------------------
الهوامش:
(1) نقله الجاحظ في رسائله : ص 106 .
(2) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج 4 ص 398 .
(3) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج 13 ص 120 .
(4) تقريب التهذيب ، ابن حجر : ج 1 ص 692 .
(5) الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص 303 ـ 304 .
تعليق