بسم الله الرحمن الرحيم
إن التوحيد، من صفات الله تعالى، وهو صفة سلبيةّ، بمعنى (نفي الشريك)، وهو مقدّم على الصفات الأخرى، فهو الأصل الأوّل من أصول الدين، ولذا كان الاهتمام الدينيّ منصبّاً على التوحيد، وليس على إثبات وجود الله تعالى، فما خلا شرذمة من الناس هم الملاحدة ليس هناك من لديه شكّ في وجود الله سبحانه وتعالى.
وعند العودة إلى القرآن الكريم نراه يُعنى بالتوحيد ويؤكّده في نفسه وفي آثاره التربويّة والنفسيّة والاجتماعية بما لا يوازي تأكيده وعنايته بأيّ موضوع عقَدي آخر، إلَّا المعاد الذي يؤكّده ويُعنى به في نفسه وما يترتّب عليه من آثار تربويّة واجتماعيّة بما يفوق تأكيده وتركيزه على التوحيد.
وإذا ما أشرفنا على المسألة من جهتها الأخرى حيث يقابِل الشركُ التوحيدَ، ستبرز تجلّيات وآثار أخرى للتوحيد في الحياة العمليةّ.
فقد يحسب الإنسان نفسه موحِّداً، بيد أنّه في الواقع مشرك، يتحرّك تحرّكاً شركياً، وكلّ ما هناك هو الاختلاف في مصداق الشرك، فبعض مصاديقه واضح وبعضها خفيّ، وبعضها ملتبس، وقد تظافرت الأحاديث في أنّ الشرك ينقسم إلى جليّ وخفيّ، وأنّه أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء! لذلك لا ينبغي أن ينحصر تصوّر الشرك في أذهاننا على مصداقه الواضح الذي ينصرف إلى عبادة الأصنام، وإلا فهل الذي يتجّه إلى الصنم ويتوسّل إليه هو وحده المشرك، أمّا الذي يتجّه إلى عبادة المال أو إلى عبادة هواه وإطاعته فهو موّحد؟!
لابدَّ من العودة إلى كتاب الله لننظر الحدود التي يرسمها بين التوحيد والشرك؛ يقول تعالى: {أفَرأيت من اتخذ إلههَ هَوَاهُ} (الجاثية: ٢٣)، {وَمَنْ أضل ممن اتبعَ هواه بغير هُدًى مِنَ الله} (القصص: ٥٠)
ثمَّ يأتي النهي عن اتّباع الهوى: {فَلا تتبعِوا الهْوَى} (النساء: ٣٥ )، {وَلا تطع من أغفَلنَا قلبَه عن ذكرنَا وَاتبَعَ هوَاهُ بغيرُ هدًى مِنَ الله) (الكهف: ٢٨)
قد يتساءل بعض الناس عن فائدة هذا البعد، وهل هناك مشكلة تعود على الإنسان إذا ما جهل مراتب الشرك؟ نقول: أجل، هناك مشكلة تنبع من قوله سبحانه: {إن الله لا يغْفِرُ أَنْ يشركَ بهِ} (النساء: ٤٨)
فالمنهج القرآني في التوحيد يتجنبّ البحث كما أسلفنا في إثبات وجود الله، ويتناول موضوعه في زاوية توحيد وجوده وألوهيّته وربوبيّته وغيرها من مراتب التوحيد؛ ومغزى ذلك أنّ القرآن يتعامل مع وجود الله كأمرٍ ثابتٍ جُبل عليه الإنسان، مودع في فطرته {فطرَة الله التي فطَرَ الناَس عليَهاْ لَا تبْدِيلَ لْخلق الله} (الروم: ٣٠)
والأحاديث متظافرةٌ في تفسير الفطرة بالتوحيد.
فعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:
أصلحك الله، قول الله عز وجل في كتابه: (فطرة الله التي فطر الناس عليها)؟ قال:
فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته أنه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.
إن التوحيد، من صفات الله تعالى، وهو صفة سلبيةّ، بمعنى (نفي الشريك)، وهو مقدّم على الصفات الأخرى، فهو الأصل الأوّل من أصول الدين، ولذا كان الاهتمام الدينيّ منصبّاً على التوحيد، وليس على إثبات وجود الله تعالى، فما خلا شرذمة من الناس هم الملاحدة ليس هناك من لديه شكّ في وجود الله سبحانه وتعالى.
وعند العودة إلى القرآن الكريم نراه يُعنى بالتوحيد ويؤكّده في نفسه وفي آثاره التربويّة والنفسيّة والاجتماعية بما لا يوازي تأكيده وعنايته بأيّ موضوع عقَدي آخر، إلَّا المعاد الذي يؤكّده ويُعنى به في نفسه وما يترتّب عليه من آثار تربويّة واجتماعيّة بما يفوق تأكيده وتركيزه على التوحيد.
وإذا ما أشرفنا على المسألة من جهتها الأخرى حيث يقابِل الشركُ التوحيدَ، ستبرز تجلّيات وآثار أخرى للتوحيد في الحياة العمليةّ.
فقد يحسب الإنسان نفسه موحِّداً، بيد أنّه في الواقع مشرك، يتحرّك تحرّكاً شركياً، وكلّ ما هناك هو الاختلاف في مصداق الشرك، فبعض مصاديقه واضح وبعضها خفيّ، وبعضها ملتبس، وقد تظافرت الأحاديث في أنّ الشرك ينقسم إلى جليّ وخفيّ، وأنّه أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء! لذلك لا ينبغي أن ينحصر تصوّر الشرك في أذهاننا على مصداقه الواضح الذي ينصرف إلى عبادة الأصنام، وإلا فهل الذي يتجّه إلى الصنم ويتوسّل إليه هو وحده المشرك، أمّا الذي يتجّه إلى عبادة المال أو إلى عبادة هواه وإطاعته فهو موّحد؟!
لابدَّ من العودة إلى كتاب الله لننظر الحدود التي يرسمها بين التوحيد والشرك؛ يقول تعالى: {أفَرأيت من اتخذ إلههَ هَوَاهُ} (الجاثية: ٢٣)، {وَمَنْ أضل ممن اتبعَ هواه بغير هُدًى مِنَ الله} (القصص: ٥٠)
ثمَّ يأتي النهي عن اتّباع الهوى: {فَلا تتبعِوا الهْوَى} (النساء: ٣٥ )، {وَلا تطع من أغفَلنَا قلبَه عن ذكرنَا وَاتبَعَ هوَاهُ بغيرُ هدًى مِنَ الله) (الكهف: ٢٨)
قد يتساءل بعض الناس عن فائدة هذا البعد، وهل هناك مشكلة تعود على الإنسان إذا ما جهل مراتب الشرك؟ نقول: أجل، هناك مشكلة تنبع من قوله سبحانه: {إن الله لا يغْفِرُ أَنْ يشركَ بهِ} (النساء: ٤٨)
فالمنهج القرآني في التوحيد يتجنبّ البحث كما أسلفنا في إثبات وجود الله، ويتناول موضوعه في زاوية توحيد وجوده وألوهيّته وربوبيّته وغيرها من مراتب التوحيد؛ ومغزى ذلك أنّ القرآن يتعامل مع وجود الله كأمرٍ ثابتٍ جُبل عليه الإنسان، مودع في فطرته {فطرَة الله التي فطَرَ الناَس عليَهاْ لَا تبْدِيلَ لْخلق الله} (الروم: ٣٠)
والأحاديث متظافرةٌ في تفسير الفطرة بالتوحيد.
فعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:
أصلحك الله، قول الله عز وجل في كتابه: (فطرة الله التي فطر الناس عليها)؟ قال:
فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته أنه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.