التسامح وللأعنف عند أهل البيت ( عليهم السلام )
رأينا أن رسول الإسلام صلى الله علية وآله والقادة من أئمة أهل البيت (ع) كانوا يستفيدون دائما من هذا الأسلوب القرآني ففي فتح مكة مثلا كان الأعداء وحتى الأصدقاء ينتظرون أن تسفك الدماء وتؤخذ الثارات من الكفار والمشركين والمنافقين الذين أذاقوا المؤمنين ألوان الأذى والعذاب في مكة وخارجها من هنا رفع بعض قادة الفتح شعار (( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة اليوم أذل الله قريشا )) لكن ما كان من رسول الله (ص) وتنفيذا لأخلاقية ( أدفع السيئة بالحسنة ), ألا أن عفا عن الجميع وأطلق كلمته المشهورة :- أذهبوا فأنتم الطلقاء .
ثم أمر (ص) أن يستبدل الشعار الانتقامي بشعار آخر يفيض إحسانا وكرما هو (( اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشا )).
لقد أحدث هذا الموقف النبوي الكريم عاصفة في أرض مشركين مكة حتى أنه على حد وصف كتاب الله تعالى بدوا يدخلون في دين الله أفواجا.
ونستفيد من هذا الأحاديث – وأحاديث آخري أن الآية تعتبر دستور عمل إسلامي عام , وتمثل احد مواد القانون الأساسي في كل زمان ومكان .
فيقول الله تعالى في القرآن الكريم (ياءيها النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبئس الْمَصِيرُ), التاريخ لم يذكر حتى مرة واحدة جاهد الرسول (ص) ضد النافقين فجهاده فقط مع الكفار, أما هل جاهد الرسول (ص) المنافقين ؟ كلا بالعكس الرسول (ص) كان يداري المنافقين في زمنه مداراة كبيرة حتى أن ( عبد الله بن أبي سلول ) الذي كان من رؤساء المنافقين في زمن الرسول ونزلت في شأنه سورة المنافقين لم يتعرض له الرسول (ص) , وحينما جاء أبنه إلى رسول الله (ص) قال :- يا رسول الله أذا أردت أن تقتله فأمرني أن أقتله .
منعه الرسول (ص) من ذلك , ولما مات عبد الله جاء الرسول (ص) وصلى علية ظاهرا وأعطى ثوبه ليكون كفنا للرجل وقام على قبره مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قال عن المنافقين (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ),حتى أن بعض الذين كانوا مع الرسول (ص) اعترضوا علية.
وقالوا :- أن الله نهاك عن ذلك .
لكن الرسول (ص) كان أعلم بالحكم وأعلم بقانون الأهم والمهم.
هذا تسامح النبي (ص) في مقابل الآخر المختلف في ضمن الإطار الإسلامي هو تعامله مع الخط المنافق ورموزه البارزة فرغم خطورة هذا الخط وحزم النبي في مواجهة دسائسه في كثيرا من الأحيان
ومن أخلاق النبي (ص) وقد فاجئه احد المشركين يوما وشد علية بالسيف ثم قال له :- من ينجيك مني يا محمد ؟
فقال النبي (ص):- ربي وربك, فجاء جبرائيل فطرحه على الأرض وقام النبي (ص) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال:- من ينجيك مني ؟
فقال المشرك :- جودك وكرمك فتركة وذهب .
وعن ابن مسعود (رض) قال:- كأني أنظر إلى رسول الله (ص) يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربة قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهة ويقول (( اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون )).
إذا في رسول الله تجد تفسيرا للحق, وفي علي تجد تفسيرا لرسول الله (ص), وفي فاطمة تجد تفسيرا للحسن, ولفاطمة ولعلي ولرسول الله وللحق جميعا
حيث نجد أن أمير المؤمنين لم يتخذ موقفا صارما وهو القادر على ذلك بعد وفاة الرسول الكريم(ص), ومع ذلك فقد حفل التاريخ بنتائج اختباراتهم المشرفة وسجلها بإعجاب وبموجب ذلك فأن أهل البيت (ع) , وبمحك مسؤولياتهم والتزاماتهم الدينية لم يتعاملوا من خلال كونهم رواه لحديث الرسول (ص) كما هو شأن غيرهم من الرواة وإنما كان لهم دور فاعل في مجرى الحياة وفي شتى جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية والروحية حيث كانت لهم نظرية خاصة بهم وهي ليست إلا صدى لنظرية الإسلام العامة .
أن موقف عفو أمير المؤمنين عن ظالميه لا تعد ولا تحصى فلقد سار على خطى رسول الله (ص), حذو القذه بالقذه والنعل بالنعل , وهذا يدل على عفوه جيش معاوية لما ملك جيش معاوية بن أبي سفيان علية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له :- اقتلهم بالعطش , سألهم علي (ع) واصحابة أن يسوغوا لهم شرب الماء .
قالوا :- لا والله , ولا قطرة حتى تموت ظمئا كما مات ابن عفان , فلما رأى (ع) انه الموت لا محالة تقدم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريعة سقطت منه الرؤوس والأيدي وملكوا عليهم الماء وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء أهم, فقال له أصحابه وشيعته :- امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك , ولا تسقهم بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب , فقال :- لا والله لا أكافيهم بمثل فعلهم أفسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي حد السيف ما يغني عن ذلك .
رأينا أن رسول الإسلام صلى الله علية وآله والقادة من أئمة أهل البيت (ع) كانوا يستفيدون دائما من هذا الأسلوب القرآني ففي فتح مكة مثلا كان الأعداء وحتى الأصدقاء ينتظرون أن تسفك الدماء وتؤخذ الثارات من الكفار والمشركين والمنافقين الذين أذاقوا المؤمنين ألوان الأذى والعذاب في مكة وخارجها من هنا رفع بعض قادة الفتح شعار (( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة اليوم أذل الله قريشا )) لكن ما كان من رسول الله (ص) وتنفيذا لأخلاقية ( أدفع السيئة بالحسنة ), ألا أن عفا عن الجميع وأطلق كلمته المشهورة :- أذهبوا فأنتم الطلقاء .
ثم أمر (ص) أن يستبدل الشعار الانتقامي بشعار آخر يفيض إحسانا وكرما هو (( اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشا )).
لقد أحدث هذا الموقف النبوي الكريم عاصفة في أرض مشركين مكة حتى أنه على حد وصف كتاب الله تعالى بدوا يدخلون في دين الله أفواجا.
ونستفيد من هذا الأحاديث – وأحاديث آخري أن الآية تعتبر دستور عمل إسلامي عام , وتمثل احد مواد القانون الأساسي في كل زمان ومكان .
فيقول الله تعالى في القرآن الكريم (ياءيها النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبئس الْمَصِيرُ), التاريخ لم يذكر حتى مرة واحدة جاهد الرسول (ص) ضد النافقين فجهاده فقط مع الكفار, أما هل جاهد الرسول (ص) المنافقين ؟ كلا بالعكس الرسول (ص) كان يداري المنافقين في زمنه مداراة كبيرة حتى أن ( عبد الله بن أبي سلول ) الذي كان من رؤساء المنافقين في زمن الرسول ونزلت في شأنه سورة المنافقين لم يتعرض له الرسول (ص) , وحينما جاء أبنه إلى رسول الله (ص) قال :- يا رسول الله أذا أردت أن تقتله فأمرني أن أقتله .
منعه الرسول (ص) من ذلك , ولما مات عبد الله جاء الرسول (ص) وصلى علية ظاهرا وأعطى ثوبه ليكون كفنا للرجل وقام على قبره مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قال عن المنافقين (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ),حتى أن بعض الذين كانوا مع الرسول (ص) اعترضوا علية.
وقالوا :- أن الله نهاك عن ذلك .
لكن الرسول (ص) كان أعلم بالحكم وأعلم بقانون الأهم والمهم.
هذا تسامح النبي (ص) في مقابل الآخر المختلف في ضمن الإطار الإسلامي هو تعامله مع الخط المنافق ورموزه البارزة فرغم خطورة هذا الخط وحزم النبي في مواجهة دسائسه في كثيرا من الأحيان
ومن أخلاق النبي (ص) وقد فاجئه احد المشركين يوما وشد علية بالسيف ثم قال له :- من ينجيك مني يا محمد ؟
فقال النبي (ص):- ربي وربك, فجاء جبرائيل فطرحه على الأرض وقام النبي (ص) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال:- من ينجيك مني ؟
فقال المشرك :- جودك وكرمك فتركة وذهب .
وعن ابن مسعود (رض) قال:- كأني أنظر إلى رسول الله (ص) يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربة قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهة ويقول (( اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون )).
إذا في رسول الله تجد تفسيرا للحق, وفي علي تجد تفسيرا لرسول الله (ص), وفي فاطمة تجد تفسيرا للحسن, ولفاطمة ولعلي ولرسول الله وللحق جميعا
حيث نجد أن أمير المؤمنين لم يتخذ موقفا صارما وهو القادر على ذلك بعد وفاة الرسول الكريم(ص), ومع ذلك فقد حفل التاريخ بنتائج اختباراتهم المشرفة وسجلها بإعجاب وبموجب ذلك فأن أهل البيت (ع) , وبمحك مسؤولياتهم والتزاماتهم الدينية لم يتعاملوا من خلال كونهم رواه لحديث الرسول (ص) كما هو شأن غيرهم من الرواة وإنما كان لهم دور فاعل في مجرى الحياة وفي شتى جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية والروحية حيث كانت لهم نظرية خاصة بهم وهي ليست إلا صدى لنظرية الإسلام العامة .
أن موقف عفو أمير المؤمنين عن ظالميه لا تعد ولا تحصى فلقد سار على خطى رسول الله (ص), حذو القذه بالقذه والنعل بالنعل , وهذا يدل على عفوه جيش معاوية لما ملك جيش معاوية بن أبي سفيان علية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له :- اقتلهم بالعطش , سألهم علي (ع) واصحابة أن يسوغوا لهم شرب الماء .
قالوا :- لا والله , ولا قطرة حتى تموت ظمئا كما مات ابن عفان , فلما رأى (ع) انه الموت لا محالة تقدم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريعة سقطت منه الرؤوس والأيدي وملكوا عليهم الماء وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء أهم, فقال له أصحابه وشيعته :- امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك , ولا تسقهم بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب , فقال :- لا والله لا أكافيهم بمثل فعلهم أفسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي حد السيف ما يغني عن ذلك .
تعليق