بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
للظلمات والنور مفاهيم ومداليل كثيرة في حياتنا
وعلّمنا اهل البيت عليهم السلام بأدعيتهم المباركة طلب العون من الله والهداية الى نور البصيرة
فهناك الظلمة وهنالك من هم مظلمون ظالمون
قال امير البلاغة والكلم بمناجاته الشعبانية
(وانر ابصارنا قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصارنا القلوب حجب النور
فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك)
وللظلمات صور متعددة ومنها الظلم والجهل والتكبر والغرور والتعالي وحب الجاه والسلطان
وللقران ذكر كبير لهاتين المفردتين بآياته الكريمة
تارة بوصف النور
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وتارة بجمع الظلمات ووصف الظالمين وحالهم
قال تعالى :
( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)
ومن صور الظلمة المتعددة
قول الامام الصادق (عليه السلام):
(الجهل صورة ركبت في بني آدم، إقبالها ظلمة، وإدبارها نور، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس..)
الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام):
(من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به
جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لأهل جميع العرصات).
وهنالك نور الفطرة ونور الايمان ونور الرحمة ونور القران
ومن هنا فالانوار وان تعددت فهي واحدة ومرجعها واحد
لكن الظلمات متشعبة يدخل بعضها على بعض
((يقول الله تبارك وتعالــــى (وَتَرَكَهُمْ فى ظُلُمَات لا يُبْصِرُونَ).
إنَّ مفردة (ظلمات) استخدمت 23 مرة في القرآن، ولم تستخدم في مورد من الموارد بصيغتها المفردة بل كانت في جميع هذه الموارد جمعاً. أما مفردة (النور) فقد استخدمت 43 مرة في القرآن وفي صيغة المفرد لا الجمع. ويا ترى أليس في ذلك خطاب؟
سر هذا يرجع إلى أنّ القرآن يريد بيان ان النور واحد مهما كان نوعه، وهو نور الله
(اللهُ نُورُ السَّمَواتِ والأَرْضِ) .. النور: 35
أما نور الايمان ونور العلم ونور اليقين ونور الاتحاد والتلاحم فكلها ترجع إلى نور واحد، وهو نور الله ولا نور غيره; لذلك لم يستخدم القرآن النور الا بصيغة المفرد.
أمّا النفاق والكفر والاختلاف والتفرقة فهي ليست ظلمة واحدة، بل ظلمات متعددة، هناك ظلمة الجهل وظلمة الكفر وظلمة البخل وظلمة الحسد وظلمة عدم الخوف من الله وظلمة الهوى والهوس وظلمة الوساوس الشيطانية و..
خلاصة : الظلمات متنوعة وليست واحدة، لذلك استخدمت بصيغة الجمع...))1
1: أمثال القرآن - آية الله العظمى السيد مكارم الشيرازي
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
للظلمات والنور مفاهيم ومداليل كثيرة في حياتنا
وعلّمنا اهل البيت عليهم السلام بأدعيتهم المباركة طلب العون من الله والهداية الى نور البصيرة
فهناك الظلمة وهنالك من هم مظلمون ظالمون
قال امير البلاغة والكلم بمناجاته الشعبانية
(وانر ابصارنا قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصارنا القلوب حجب النور
فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك)
وللظلمات صور متعددة ومنها الظلم والجهل والتكبر والغرور والتعالي وحب الجاه والسلطان
وللقران ذكر كبير لهاتين المفردتين بآياته الكريمة
تارة بوصف النور
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وتارة بجمع الظلمات ووصف الظالمين وحالهم
قال تعالى :
( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)
ومن صور الظلمة المتعددة
قول الامام الصادق (عليه السلام):
(الجهل صورة ركبت في بني آدم، إقبالها ظلمة، وإدبارها نور، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس..)
الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام):
(من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به
جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لأهل جميع العرصات).
وهنالك نور الفطرة ونور الايمان ونور الرحمة ونور القران
ومن هنا فالانوار وان تعددت فهي واحدة ومرجعها واحد
لكن الظلمات متشعبة يدخل بعضها على بعض
((يقول الله تبارك وتعالــــى (وَتَرَكَهُمْ فى ظُلُمَات لا يُبْصِرُونَ).
إنَّ مفردة (ظلمات) استخدمت 23 مرة في القرآن، ولم تستخدم في مورد من الموارد بصيغتها المفردة بل كانت في جميع هذه الموارد جمعاً. أما مفردة (النور) فقد استخدمت 43 مرة في القرآن وفي صيغة المفرد لا الجمع. ويا ترى أليس في ذلك خطاب؟
سر هذا يرجع إلى أنّ القرآن يريد بيان ان النور واحد مهما كان نوعه، وهو نور الله
(اللهُ نُورُ السَّمَواتِ والأَرْضِ) .. النور: 35
أما نور الايمان ونور العلم ونور اليقين ونور الاتحاد والتلاحم فكلها ترجع إلى نور واحد، وهو نور الله ولا نور غيره; لذلك لم يستخدم القرآن النور الا بصيغة المفرد.
أمّا النفاق والكفر والاختلاف والتفرقة فهي ليست ظلمة واحدة، بل ظلمات متعددة، هناك ظلمة الجهل وظلمة الكفر وظلمة البخل وظلمة الحسد وظلمة عدم الخوف من الله وظلمة الهوى والهوس وظلمة الوساوس الشيطانية و..
خلاصة : الظلمات متنوعة وليست واحدة، لذلك استخدمت بصيغة الجمع...))1
1: أمثال القرآن - آية الله العظمى السيد مكارم الشيرازي