أشَادَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ ,الجُمْعَةَ ,التَاسعِ مِن رَجَبٍ الحَرَامِ ,1438 هِجرِي, المُوافقَ ,
ل السَابعِ مِن نيسان ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,الشَيخ عَبد المَهْدي الكَربَلائي ,خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ
فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ,:
بِدَورِ العَشَائِرِ العرَِاقيّةِ الكريمَةِ والأصيلَةِ , والتي استَجَابَتْ لفتوى الجِهَادِ الكفائي , وَسَاهَمَتْ في الدفاعِ عن العرَاق
والمُقَدّسَاتِ والأعرَاضِ ,.
واعتبرتْ العَشَائِرَ مُكَوّنَاً أسَاسِيّاً وتَاريخيّاً في تَركيبَةِ المُجتمَعِ العرَاقي ,ومَدْرَسَةً للقيمِ التَربويةِ والنَبيلةِ ومَكَارِمِ الأخلاقِ.
ودَعَتْ إلى إصلاحِ مَا يُخَالِفُ الشَرْعَ الحَكيمِ والقَانونِ الصَحيح ,
مِن الأعرَافِ والتقَاليدِ والأحكَامِ , والتي تَظهَرُ وتَبْرِزُ في حَالَةِ النِزَاعِ والاختِلاَفِ .
وقَد تَحَدّثَ سَمَاحِةُ الشَيخِ الكَربَلائي ,عن أهميّةِ النِظَامِ العشائري ,ودَورِه في المُجتمع العرَاقي ,
وأكّدَ بِمَا لا يَقبَلُ الشَكّ أنَّ للعشيرةِ ونظامِهَا وتقاليدِها وأعرافِها وأحكامِها دوراً مُهمّاً في الحَيَاةِ الاجتماعيةِ في العرَاق.
وذلك للأسبَابِ التَاليّةِ :
1: إنَّ كيانَ العَشيرَةِ يُمَثّلُ جُزْءَاً أسَاسِيّاً فِي العرَاق.
2: إنَّ العَشَائرَ العرَاقيّةَ لديها أخلاقٌ حَميدةٌ وصِفاتٌ كريمةٌ , لابُدّ مِن نَشرِهَا في المُجتمَعِ ,.
3: إنَّ الكثيرَ مِن الناسِ يَلجَأونَ إلى العَشيرةِ فِي حَلِّ مَشاكِلِهم ونِزَاعَاتِهم , والقَضَاءِ فيها.
وبناءً على هذه الأسبَابِ قد أصبحَ للعشيرةِ بِمَا لها مِن أعرافٍ وتقاليدٍ دَورٌ مُهمٌ جِدّاً في العراق وحَياتِه الاجتمَاعيّةِ.
بل أصبحَ للعشيرةِ دَورٌ أكبرَ وأكثرَ حَسّاسِيّةً مِن ذي قَبْلٍ في مُجتمعِنَا اليوم,ولجوءً الإنسانِ إلى العشيرةِ جَعَلَ لها دَورَاً كبيراً في الحَياةِ.
, لكن وفي الوقتِ الحَاضِرِ ومِمّا يًؤسًفُ له بَرَزَتْ وشَاعَتْ ظَاهِرةُ بعضِ الأعرافِ والأحكامِ والتقاليدِ ,
التي تتنافى مع الضوابطِ الشَرعيّةِ والقانونيَةِ ,مِمّا تُشَكِّلُ تلك الظواهرُ خِطورَةً بَالِغَةً على المُجتمعِ واستقرَارِه.
ومِن هذه المَخاطِرِ :
1: التَهديدُ للتعايش السِلمي بين أبناءِ المُجتمعِ الواحِدِ.
فعندما تكونُ هناك خلافاتٌ ونزاعاتٌ ينبغي أنْ تُحَلَّ بالحِكْمَةِ والحِوَارِ والتّصَالِحِ ,حتى نُحَافِظَ على التعايشِ السّلمِي ,
ولكن إذا غَلَبَ العُنْفُ على الحِكْمَةِ واستُخدِمَتْ الأحكامُ الجائرةُ فَسَيَتَهَدّدُ السِلمُ والتعايشُ المُجتمعي.
2: قد يَحدِثُ بسببِ التنافي بين بعضِ أحكامِ العشائرِ والضوابطِ الشَرعيّةِ الظُلمُ والحَيفُ والجَورِ على بعضِ الأفرادِ في المُجتمعِ.
3: حِدوثُ حَالةِ الهجرانِ والتقاطعِ والتدابرِ بين عشيرةٍ وأخرى, بينما المطلوبُ هو حَالةُ التواصلِ والتَمَاسكِ الاجتماعي.
4: تَغليبُ الفَوضى الاجتماعيةِ والعُرفِيّةِ على الشَرعِ والقَانونِ الصَحيحِ ,.
وعلى ضَوءِ هذه الآثارِ الخطيرةِ ينبغي رَصدُ الظواهرَ السلبيّةَ وتمييزها وعزلها عن الظواهرِ الصَحيحةِ والطيبةِ ,
فالأعرافُ الصحيحةُ شَرعاً وعَقلاً ينبغي التمسكُ بها ,وقد يَتوهمُ الإنسانُ بأنَّ هذا العُرفَ الكذائي صحيحاً ,
وهو لا يَشعرُ بضرَرِه وخُطورتِه , فلا بُدّ مِن التشخيصِ البنّاءِ والرَصدِ والتَمسكِ بما هو نَافعٌ اجتماعيّاً.
أهمَُّ مَحَاورِ النظام ِالعشائري في المُجتمع :
_____________________________
: المحورُ الأوّلُ : ما هُو الدّورُ البنّاءُ للعشيرةِ في المُجتمعِ ؟
إنَّ العشائرَ فِي العرَاق مَدْرَسَةٌ للقيمِ التربويةِ النبيلةِ ومَحَامِد الصِفَاتِ الحَسَنةِ, ومَكارمِ الأخلاقِ ,
فَنُلاحِظُ في العَشائرِ الكَرَمَ والشَجَاعَةَ والغِيرَةَ والدفاعَ عن المظلومِ وإكرامَ الضيفِ , وحَلّ المَشاكلِ بالطرقِ السلميّةِ والمَقبولةِ شَرعَاً
, وهذه هي مَكارمُ الأخلاقِ , والقيمُ النبيلةُ ,.
وهذه لَيسَتْ وليدةَ اليوم بل توارثها أبناءُ العشائرِ الكريمةِ عن أجدادِهم وتاريخِهم إرثاً حَضارياً وقيَميّاً.
: المِحوَرُ الثَانِي :
_________
إنَّ مِن أهَمِّ مَا تتميّزُ به العشائرُ في العراق هو الدفاعُ عن البلدِ ومُقَدّسَاتِه وأعرَاضِه , وقَد تجلّى ذلك بوضوحٍ في الاستجابةِ
لفتوى المَرجعيّةِ الدينيّةِ الشَريفةِ بالجِهَادِ الكفائي والدفاعِ المُقدّسِ ,فضلاً عن تاريخهم الوطني المُشَرّفِ في مُقاوَمَةِ الاحتلالِ الأجنبي
,ووقوفهم أمامَ الطواغيتِ والظَالمين.
وهذه الأمورُ يَشهَدُ لهم عليها التاريخُ , ولا بُدّ مِن الحِفَاظِ على هذه الأدوارِ الإيجابيةِ اجتمَاعيّاً.
: المِحوَرُ الثَالِثُ: ما هي المَبَادِئُ الأساسيّةُ للإصلاحِ في العَشيرةِ والفَردِ والمُجتمعِ ؟
, إذا أرادَ الفردُ أو أي كيانٍ اجتماعي أنْ يكونَ له دوراً إيجابياً في إصلاحِ نَفسِه والمُجتمعِ والعشيرةِ,
فلا بُدّ من اعتمادِ المَبادِئِ التي تستندُ للضوابطِ الشَرعيّةِ والعَقليّةِ والمُسَلَّمَةِ عُقلائيّاً.
وحتى يكون أبناءُ وشيوخُ العَشائرِ على وضوحٍ كَافٍ ينبغي بهم اداركُ ما يلي:
: المَبدَأُ الأوّلُ :
_________
عَدَمُ تَجَاوزِ الحِدودِ الشرعيةِ وثوابتِ أحكامِ الإسلامِ الحَكيمِ .
إنَّ المُسلِمَ الصَادِقَ في إسلامِه ينبغي عليه أنْ يَلتزمَ بأداءِ واجبِه الاجتمَاعِي كَمَا يَلتزمُ بأداءِ صلاته وصيامه وزكاته وغيرها ,
فالالتزامُ ينبغي أنْ يكونَ فِي كُلّ مَجالاتِ الحَياةِ وخاصةً الاجتماعيّةِ منها.
في مِجَالِ النزاعاتِ والاختلافاتِ دَاخِلُ العشيرةِ أو المُجتمعِ ,.
وعلينا أنْ نَعمَلَ لتحقيقِ العَدَالةِ وتَجنيبَ الجَميعِ الفوضى والظُلمَ ,
قَالَ تعالى:
((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))(59)النساء.
فينبغي أنْ يسودَ الشرعُ والقانونُ الصحيحُ فينا بدلاً من الفوضى .
: المَبدَأُ الثاني:
__________
ينبغي رِعَايةُ الضوابطِ القانونيّةِ الصَحيحَةِ , والتي تَحفِظُ المَصلَحَةَ العَامَةَ للجميعِ , فلا يُمكِنُ لأيّ مُجتمعٍ أنْ يَتَرقّى ويتطورَ
إلاّ أنْ يَلتزمَ بضوابطَ قانونيةٍ صحيحةٍ تُراعي مَصلَحَةَ المُجتمعِ عَامَةً.
والتَخَلّفُ عن الالتزامِ بهذه الضَوابطِ الصَحيحَةِ يُحْدِثُ الفَوضَى .
وعَليه لا بُدّ مِن رِعَايةِ الضَوَابِطِ القانونيّةِ في حَلّ النِزَاعَاتِ العَشائِريّةِ في العراق.
: المَبدَأ الثَالِثُ:
__________
هو اعتِمَادُ مَنهجِ التَسامحِ والعفو والتغاضي عن الإساءِ للآخرين ,وتجنّبُ العصبيّةِ للعشيرةِ ,.
وإنَّ القرآنَ الكريمَ قد حَثّ على ذلك المَبدأِ القيّمِ ونَبَذَ استخدامَ العُنفِ في حَلّ النزاعاتِ لأنّه يُهَدّدُ استقرارَ المُجتمعِ وأمنَه.
ويَنبغي اجتنابُ أسلوبِ القَتْلِ والتَهجيرِ فهذه أساليبُ قد نَهَى عنها الإسلامُ نَهيّاً مُغلّظَاً ,.
والجلوسُ للتفاهمِ والتَحاورِ والحَلّ السّلمي وتجنبُ سَفكِ الدّمَاءِ , وهو المَبدَأً الأمْثَلُ اجتمَاعيّاً وشَرعيّاً.
______________________________________________
- تَدوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِلّي - النَجفُ الأشرَفُ -
____________________________________________
ل السَابعِ مِن نيسان ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,الشَيخ عَبد المَهْدي الكَربَلائي ,خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ
فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ,:
بِدَورِ العَشَائِرِ العرَِاقيّةِ الكريمَةِ والأصيلَةِ , والتي استَجَابَتْ لفتوى الجِهَادِ الكفائي , وَسَاهَمَتْ في الدفاعِ عن العرَاق
والمُقَدّسَاتِ والأعرَاضِ ,.
واعتبرتْ العَشَائِرَ مُكَوّنَاً أسَاسِيّاً وتَاريخيّاً في تَركيبَةِ المُجتمَعِ العرَاقي ,ومَدْرَسَةً للقيمِ التَربويةِ والنَبيلةِ ومَكَارِمِ الأخلاقِ.
ودَعَتْ إلى إصلاحِ مَا يُخَالِفُ الشَرْعَ الحَكيمِ والقَانونِ الصَحيح ,
مِن الأعرَافِ والتقَاليدِ والأحكَامِ , والتي تَظهَرُ وتَبْرِزُ في حَالَةِ النِزَاعِ والاختِلاَفِ .
وقَد تَحَدّثَ سَمَاحِةُ الشَيخِ الكَربَلائي ,عن أهميّةِ النِظَامِ العشائري ,ودَورِه في المُجتمع العرَاقي ,
وأكّدَ بِمَا لا يَقبَلُ الشَكّ أنَّ للعشيرةِ ونظامِهَا وتقاليدِها وأعرافِها وأحكامِها دوراً مُهمّاً في الحَيَاةِ الاجتماعيةِ في العرَاق.
وذلك للأسبَابِ التَاليّةِ :
1: إنَّ كيانَ العَشيرَةِ يُمَثّلُ جُزْءَاً أسَاسِيّاً فِي العرَاق.
2: إنَّ العَشَائرَ العرَاقيّةَ لديها أخلاقٌ حَميدةٌ وصِفاتٌ كريمةٌ , لابُدّ مِن نَشرِهَا في المُجتمَعِ ,.
3: إنَّ الكثيرَ مِن الناسِ يَلجَأونَ إلى العَشيرةِ فِي حَلِّ مَشاكِلِهم ونِزَاعَاتِهم , والقَضَاءِ فيها.
وبناءً على هذه الأسبَابِ قد أصبحَ للعشيرةِ بِمَا لها مِن أعرافٍ وتقاليدٍ دَورٌ مُهمٌ جِدّاً في العراق وحَياتِه الاجتمَاعيّةِ.
بل أصبحَ للعشيرةِ دَورٌ أكبرَ وأكثرَ حَسّاسِيّةً مِن ذي قَبْلٍ في مُجتمعِنَا اليوم,ولجوءً الإنسانِ إلى العشيرةِ جَعَلَ لها دَورَاً كبيراً في الحَياةِ.
, لكن وفي الوقتِ الحَاضِرِ ومِمّا يًؤسًفُ له بَرَزَتْ وشَاعَتْ ظَاهِرةُ بعضِ الأعرافِ والأحكامِ والتقاليدِ ,
التي تتنافى مع الضوابطِ الشَرعيّةِ والقانونيَةِ ,مِمّا تُشَكِّلُ تلك الظواهرُ خِطورَةً بَالِغَةً على المُجتمعِ واستقرَارِه.
ومِن هذه المَخاطِرِ :
1: التَهديدُ للتعايش السِلمي بين أبناءِ المُجتمعِ الواحِدِ.
فعندما تكونُ هناك خلافاتٌ ونزاعاتٌ ينبغي أنْ تُحَلَّ بالحِكْمَةِ والحِوَارِ والتّصَالِحِ ,حتى نُحَافِظَ على التعايشِ السّلمِي ,
ولكن إذا غَلَبَ العُنْفُ على الحِكْمَةِ واستُخدِمَتْ الأحكامُ الجائرةُ فَسَيَتَهَدّدُ السِلمُ والتعايشُ المُجتمعي.
2: قد يَحدِثُ بسببِ التنافي بين بعضِ أحكامِ العشائرِ والضوابطِ الشَرعيّةِ الظُلمُ والحَيفُ والجَورِ على بعضِ الأفرادِ في المُجتمعِ.
3: حِدوثُ حَالةِ الهجرانِ والتقاطعِ والتدابرِ بين عشيرةٍ وأخرى, بينما المطلوبُ هو حَالةُ التواصلِ والتَمَاسكِ الاجتماعي.
4: تَغليبُ الفَوضى الاجتماعيةِ والعُرفِيّةِ على الشَرعِ والقَانونِ الصَحيحِ ,.
وعلى ضَوءِ هذه الآثارِ الخطيرةِ ينبغي رَصدُ الظواهرَ السلبيّةَ وتمييزها وعزلها عن الظواهرِ الصَحيحةِ والطيبةِ ,
فالأعرافُ الصحيحةُ شَرعاً وعَقلاً ينبغي التمسكُ بها ,وقد يَتوهمُ الإنسانُ بأنَّ هذا العُرفَ الكذائي صحيحاً ,
وهو لا يَشعرُ بضرَرِه وخُطورتِه , فلا بُدّ مِن التشخيصِ البنّاءِ والرَصدِ والتَمسكِ بما هو نَافعٌ اجتماعيّاً.
أهمَُّ مَحَاورِ النظام ِالعشائري في المُجتمع :
_____________________________
: المحورُ الأوّلُ : ما هُو الدّورُ البنّاءُ للعشيرةِ في المُجتمعِ ؟
إنَّ العشائرَ فِي العرَاق مَدْرَسَةٌ للقيمِ التربويةِ النبيلةِ ومَحَامِد الصِفَاتِ الحَسَنةِ, ومَكارمِ الأخلاقِ ,
فَنُلاحِظُ في العَشائرِ الكَرَمَ والشَجَاعَةَ والغِيرَةَ والدفاعَ عن المظلومِ وإكرامَ الضيفِ , وحَلّ المَشاكلِ بالطرقِ السلميّةِ والمَقبولةِ شَرعَاً
, وهذه هي مَكارمُ الأخلاقِ , والقيمُ النبيلةُ ,.
وهذه لَيسَتْ وليدةَ اليوم بل توارثها أبناءُ العشائرِ الكريمةِ عن أجدادِهم وتاريخِهم إرثاً حَضارياً وقيَميّاً.
: المِحوَرُ الثَانِي :
_________
إنَّ مِن أهَمِّ مَا تتميّزُ به العشائرُ في العراق هو الدفاعُ عن البلدِ ومُقَدّسَاتِه وأعرَاضِه , وقَد تجلّى ذلك بوضوحٍ في الاستجابةِ
لفتوى المَرجعيّةِ الدينيّةِ الشَريفةِ بالجِهَادِ الكفائي والدفاعِ المُقدّسِ ,فضلاً عن تاريخهم الوطني المُشَرّفِ في مُقاوَمَةِ الاحتلالِ الأجنبي
,ووقوفهم أمامَ الطواغيتِ والظَالمين.
وهذه الأمورُ يَشهَدُ لهم عليها التاريخُ , ولا بُدّ مِن الحِفَاظِ على هذه الأدوارِ الإيجابيةِ اجتمَاعيّاً.
: المِحوَرُ الثَالِثُ: ما هي المَبَادِئُ الأساسيّةُ للإصلاحِ في العَشيرةِ والفَردِ والمُجتمعِ ؟
, إذا أرادَ الفردُ أو أي كيانٍ اجتماعي أنْ يكونَ له دوراً إيجابياً في إصلاحِ نَفسِه والمُجتمعِ والعشيرةِ,
فلا بُدّ من اعتمادِ المَبادِئِ التي تستندُ للضوابطِ الشَرعيّةِ والعَقليّةِ والمُسَلَّمَةِ عُقلائيّاً.
وحتى يكون أبناءُ وشيوخُ العَشائرِ على وضوحٍ كَافٍ ينبغي بهم اداركُ ما يلي:
: المَبدَأُ الأوّلُ :
_________
عَدَمُ تَجَاوزِ الحِدودِ الشرعيةِ وثوابتِ أحكامِ الإسلامِ الحَكيمِ .
إنَّ المُسلِمَ الصَادِقَ في إسلامِه ينبغي عليه أنْ يَلتزمَ بأداءِ واجبِه الاجتمَاعِي كَمَا يَلتزمُ بأداءِ صلاته وصيامه وزكاته وغيرها ,
فالالتزامُ ينبغي أنْ يكونَ فِي كُلّ مَجالاتِ الحَياةِ وخاصةً الاجتماعيّةِ منها.
في مِجَالِ النزاعاتِ والاختلافاتِ دَاخِلُ العشيرةِ أو المُجتمعِ ,.
وعلينا أنْ نَعمَلَ لتحقيقِ العَدَالةِ وتَجنيبَ الجَميعِ الفوضى والظُلمَ ,
قَالَ تعالى:
((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))(59)النساء.
فينبغي أنْ يسودَ الشرعُ والقانونُ الصحيحُ فينا بدلاً من الفوضى .
: المَبدَأُ الثاني:
__________
ينبغي رِعَايةُ الضوابطِ القانونيّةِ الصَحيحَةِ , والتي تَحفِظُ المَصلَحَةَ العَامَةَ للجميعِ , فلا يُمكِنُ لأيّ مُجتمعٍ أنْ يَتَرقّى ويتطورَ
إلاّ أنْ يَلتزمَ بضوابطَ قانونيةٍ صحيحةٍ تُراعي مَصلَحَةَ المُجتمعِ عَامَةً.
والتَخَلّفُ عن الالتزامِ بهذه الضَوابطِ الصَحيحَةِ يُحْدِثُ الفَوضَى .
وعَليه لا بُدّ مِن رِعَايةِ الضَوَابِطِ القانونيّةِ في حَلّ النِزَاعَاتِ العَشائِريّةِ في العراق.
: المَبدَأ الثَالِثُ:
__________
هو اعتِمَادُ مَنهجِ التَسامحِ والعفو والتغاضي عن الإساءِ للآخرين ,وتجنّبُ العصبيّةِ للعشيرةِ ,.
وإنَّ القرآنَ الكريمَ قد حَثّ على ذلك المَبدأِ القيّمِ ونَبَذَ استخدامَ العُنفِ في حَلّ النزاعاتِ لأنّه يُهَدّدُ استقرارَ المُجتمعِ وأمنَه.
ويَنبغي اجتنابُ أسلوبِ القَتْلِ والتَهجيرِ فهذه أساليبُ قد نَهَى عنها الإسلامُ نَهيّاً مُغلّظَاً ,.
والجلوسُ للتفاهمِ والتَحاورِ والحَلّ السّلمي وتجنبُ سَفكِ الدّمَاءِ , وهو المَبدَأً الأمْثَلُ اجتمَاعيّاً وشَرعيّاً.
______________________________________________
- تَدوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِلّي - النَجفُ الأشرَفُ -
____________________________________________