بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ / النّمل*
اقول :
الدابة : ( وكما فهمها اكثر المفسرين وفسرها القران الكريم ) هي كل ما يدب على الارض كما في قوله تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّـةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى
ووقوع " الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ " تحقق مصداق القول فيهم ( القول من جهة القائل المهيمن عليهم ) , وتعينهم لصدقه ( من جهة انطباقه عليهم ) فيما يخص دوام اعراضهم وعنادهم وجحودهم وانكارهم لآيات الله .
والايات الربانية " المبينة " يبدوا من سياق ظاهر المقصد انها لاجل الايقان بها من حيث غايتها ! وليس فقط العلم بها ، او الايمان بها ، لان اليقين رتبة علم فوق الايمان الذي بدوره اعلى من العلم العام الذي يقبله العقل ويصدقه وإنْ لا يظهر اثره على سلوك الانسان كحال ظهوره في مرتبة الايمان فما فوق . فتأمل .
وعليه سيكون في فترة ما من حياة البشرية انها تمتحن وتختبر في خِضم فترة من فترات الصراع الازلي بين خطي الرحمن والشيطان بان يُظهر لها الله الايات الحق المبينة الدالة عليه سبحانه وتعالى والى صدق خط الرحمان الذي فرضه الله على البشرية جمعاء لغاية هدايتها .
*
*
*
ويقول صاحب تفسير الميزان رحمه الله :
-------------------------------
أما ما هو هذا القول الواقع عليهم فالذي يصلح من كلامه تعالى لأن يفسر به قوله: «سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق: حم السجدة: 53، فإن المراد بهذه الآيات التي سيريهم غير الآيات السماوية و الأرضية التي هي بمرآهم و مسمعهم دائما قطعا بل بعض آيات خارقة للعادة تخضع لها و تضطر للإيمان بها أنفسهم في حين لا يوقنون بشيء من آيات السماء و الأرض التي هي تجاه أعينهم و تحت مشاهدتهم .
و قوله: أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم بيان لآية خارقة من الآيات الموعودة في قوله: سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق و في كونه وصفا لأمر خارق للعادة دلالة على أن المراد بالإخراج من الأرض إما الإحياء و البعث بعد الموت و إما أمر يقرب منه، و أما كونها دابة تكلمهم فالدابة ما يدب في الأرض من ذوات الحياة إنسانا كان أو حيوانا غيره فإن كان إنسانا كان تكليمه الناس على العادة و إن كان حيوانا أعجم كان تكليمه كخروجه من الأرض خرقا للعادة.
و لا نجد في كلامه تعالى ما يصلح لتفسير هذه الآية و أن هذه الدابة التي سيخرجها لهم من الأرض فتكلمهم ما هي؟ و ما صفتها؟ و كيف تخرج؟ و ما ذا تتكلم به؟ بل سياق الآية نعم الدليل على أن القصد إلى الإبهام فهو كلام مرموز فيه.
و محصل المعنى: أنه إذا آل أمر الناس - و سوف يئول - إلى أن كانوا لا يوقنون بآياتنا المشهودة لهم و بطل استعدادهم للإيمان بنا بالتعقل و الاعتبار آن وقت أن نريهم ما وعدنا إراءته لهم من الآيات الخارقة للعادة المبينة لهم الحق بحيث يضطرون إلى الاعتراف بالحق فأخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم.
انتهــــــى .
اقول : فمن دابة الارض الموعودة ، ومتى سيتحقق هذا الوعد باخراجها ، وماذا سوف تفعل وتُظهر هذه الدابة من الايات الخارقة للعادة .
الجواب على هذه الاسئلة وغيرها من تفاصيل ينقلنا الى البحث الروائي بعد ان اسسنا البحث القراني اعلاه
نكمل لاحقا ، والسلام عليكم ، الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ / النّمل*
اقول :
الدابة : ( وكما فهمها اكثر المفسرين وفسرها القران الكريم ) هي كل ما يدب على الارض كما في قوله تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّـةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى
ووقوع " الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ " تحقق مصداق القول فيهم ( القول من جهة القائل المهيمن عليهم ) , وتعينهم لصدقه ( من جهة انطباقه عليهم ) فيما يخص دوام اعراضهم وعنادهم وجحودهم وانكارهم لآيات الله .
والايات الربانية " المبينة " يبدوا من سياق ظاهر المقصد انها لاجل الايقان بها من حيث غايتها ! وليس فقط العلم بها ، او الايمان بها ، لان اليقين رتبة علم فوق الايمان الذي بدوره اعلى من العلم العام الذي يقبله العقل ويصدقه وإنْ لا يظهر اثره على سلوك الانسان كحال ظهوره في مرتبة الايمان فما فوق . فتأمل .
وعليه سيكون في فترة ما من حياة البشرية انها تمتحن وتختبر في خِضم فترة من فترات الصراع الازلي بين خطي الرحمن والشيطان بان يُظهر لها الله الايات الحق المبينة الدالة عليه سبحانه وتعالى والى صدق خط الرحمان الذي فرضه الله على البشرية جمعاء لغاية هدايتها .
*
*
*
ويقول صاحب تفسير الميزان رحمه الله :
-------------------------------
أما ما هو هذا القول الواقع عليهم فالذي يصلح من كلامه تعالى لأن يفسر به قوله: «سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق: حم السجدة: 53، فإن المراد بهذه الآيات التي سيريهم غير الآيات السماوية و الأرضية التي هي بمرآهم و مسمعهم دائما قطعا بل بعض آيات خارقة للعادة تخضع لها و تضطر للإيمان بها أنفسهم في حين لا يوقنون بشيء من آيات السماء و الأرض التي هي تجاه أعينهم و تحت مشاهدتهم .
و قوله: أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم بيان لآية خارقة من الآيات الموعودة في قوله: سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق و في كونه وصفا لأمر خارق للعادة دلالة على أن المراد بالإخراج من الأرض إما الإحياء و البعث بعد الموت و إما أمر يقرب منه، و أما كونها دابة تكلمهم فالدابة ما يدب في الأرض من ذوات الحياة إنسانا كان أو حيوانا غيره فإن كان إنسانا كان تكليمه الناس على العادة و إن كان حيوانا أعجم كان تكليمه كخروجه من الأرض خرقا للعادة.
و لا نجد في كلامه تعالى ما يصلح لتفسير هذه الآية و أن هذه الدابة التي سيخرجها لهم من الأرض فتكلمهم ما هي؟ و ما صفتها؟ و كيف تخرج؟ و ما ذا تتكلم به؟ بل سياق الآية نعم الدليل على أن القصد إلى الإبهام فهو كلام مرموز فيه.
و محصل المعنى: أنه إذا آل أمر الناس - و سوف يئول - إلى أن كانوا لا يوقنون بآياتنا المشهودة لهم و بطل استعدادهم للإيمان بنا بالتعقل و الاعتبار آن وقت أن نريهم ما وعدنا إراءته لهم من الآيات الخارقة للعادة المبينة لهم الحق بحيث يضطرون إلى الاعتراف بالحق فأخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم.
انتهــــــى .
اقول : فمن دابة الارض الموعودة ، ومتى سيتحقق هذا الوعد باخراجها ، وماذا سوف تفعل وتُظهر هذه الدابة من الايات الخارقة للعادة .
الجواب على هذه الاسئلة وغيرها من تفاصيل ينقلنا الى البحث الروائي بعد ان اسسنا البحث القراني اعلاه
نكمل لاحقا ، والسلام عليكم ، الباحث الطائي
تعليق