بسم الله الرحمن الرحيم
- رسالة الحقوق للأمام زين العابدين (ع)0
كتب الإمام هذه الرسالة في الثلث من القرن الأول الهجري بعد واقعة كربلاء الأليمة عام (61 هجرية) التي تعتبر من أهم الوقائع التي انتهكت فيها حقوق الإنسان في التاريخ الإسلامي بل هي الحادثة الأولى التي انطلقت منها شرارة الظلم،وجعلت السيف والدم الوسيلة الوحيدة لبسط نفوذ الحكام.
تحتوي الرسالة على خمسين حقا تغطي معظم جوانب الحياة التي يحتاجها المسلم وتعطي مفاهيم حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية.
- معنى حقوق لغة" واصطلاحا
في اللغة العربية:- حقوق جمع حق وكلمة الحق وردت في القران الكريم (176)مرة ولها معاني كثيرة نختار منها.
1-الحق هو الله سبحانه،قال تعالى ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)
2-الحق هو الإسلام، قال تعالى( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركين)
3-الحق هو العدالة والميزان، قال تعالى (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون)
4-الحق يوم القيامة، قال تعالى (وأقترب الوعد الحق )
5- الحق عكس الباطل، قال تعالى(يا أهل الكتاب لم تلبسون ل\الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )
6-وكذلك الحق هو الصديق، والواضح، والبين، والعدل، والمستقيم، والحق بمعنى الدين، والصواب.
الحق أصطلاحآ
تعاريف كثيرة للحق نذكر بعضها: عرف أحدهم الحق بأنه (مصلحة مستحقة شرعا )، وعرفه أخر بأنه (اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا ).
وعرفه الأستاذ السنهوري تعريفا قانونيا وهو أن الحق (مصلحة مشروعة ذات قيمة مالية يحميها القانون ).
ومهما يكن من أمر التعريف الحق، فالذي يعنينا أن حقوق الإنسان (هي تلك الحقوق المقررة له شرعا وقانونا وأخلاقا والتي يجب حمايتها من الانتهاك أو الخرق)
-ومن الحقوق التي وردت في رسالة الإمام زين العابدين (ع)هي (حق الصديق )وهي من الحقوق الاجتماعية.
أما عن حق الصاحب أو (الصديق) يقول الإمام السجاد (ع):-وأما حق الصاحب فأن تصحبة بالتفضل والأنصاف ،وتكرمه كما يكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فان سبق كافيته ، وتودة كما يودك ،وتزجره عما يهم به من معصية وكن علية رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله).
الإمام السجاد (ع)يوصي في قسم من هذه الرواية بضرورة الالتزام (بالأنصاف والتفضل ) بالنسبة إلى الصديق.
وقد قال الإمام علي (ع):-(الإحسان التفضل ).
في الإنسان حالتان :-حالة العطاء ،وحالة الأخذ، وكلا الحالتين فطريتان.
ولا بد أن نعرف بأن التفضل يختص بالمسائل المادية بينما الإنصاف يأخذ صيغة معنوية.
فالإنسان المسلم يجب إن يتفضل على صديقة وصاحية ورفيق دربه في الحياة وان يتعامل معه بالأنصاف وان يحترمه ويجله ويحفظ له حقوقه.
ثم يضيف الإمام (ع) ويؤكد على أنه أذا سبقك أحدهم وأخذ بيد الضرير فحاول على الأقل أن تساعده في حمل متاعه ووسائله فتكون له شريك بالعون وان واحدة من القضايا التي طالما كان أهل البيت (ع)يؤكدونها ويوصون الناس بها هي المبادرة إلى الخيرات والتنافس في العمل الصالح مع الآخرين.
ثم يوصي الإمام السجاد (ع) بضرورة التعامل مع الصاحب بالرأفة والرحمة والابتعاد عن الخشونة والعنف .
قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو آلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون )
أن الصحبة أن بدأت ونمت نبيلة خالصة تقبلها الله وباركها، وان كانت رخيصة مهينة ردها في وجوه أصحابها.
أن الإسلام دين تجمع وألفة ونزعة التعرف إلى الناس والاختلاط بهم أصيلة في تعاليمه وهو لم يقم على الاستيحاش ولا دعا أبناءه إلى العزلة العامة والفرار من تكاليف الحياة .
قال رسول الله (ص):-المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) والإنسان يشعر في قراره نفسه أنه محتاج إلى أصحاب تربطه لهم روابط وثيقة من تقارب وتناسب أخلاق كما أنها أي الصحبة تعجل الشخص محبوبا إلى كل إنسان مكرما في كل مكان ينزل به .
أن الصحبة التي تكون الحد الأعلى من المحبة والإيثار أمر مستصعب طمع إليه الفلاسفة فلم يبلغوه وفتشوا عنه فلم يجدوه وحاولوا خلقه وإبداعه فوقفوا حيارى عاجزين لان للحياة فروضا وأحكاما فوق أحكام الفلاسفة ولكننا نجد للصحبة مراتب كثيرة نستطيع أن نصل إليها بقليل من الجهد ويسر من العناء .
-حق الصحبة:-
أن تكون بالمال والنفس، واللسان والقلب بالعفو والدعاء والإخلاص والوفاء والتخفيف، وترك التكلف والتكليف وتجمعها ثمانية أمور:-
-الأول:- المال وله مراتب ثلاث.
أ- وهي أدناها أن تنزله منزلة عبدك وخادمك في القيام بحوائجه وأموره من دون أن تحوجه إلى سؤال.
ب- وهي أوسطها أن تنزله منزلة نفسك، وترضى بمشاركته إياك في مالك.
ج – وهي أعلاها أن تؤثره على نفسك ، وتقدم حاجته على حاجتك قال تعالى ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
-الثانية :- في الإعانة بالنفس في قضاء حاجاته ، والقيام بها قبل السؤال وهذه أيضا لها درجات :- أدناها القيام بالحاجة عند السؤل والقدرة مع البشاشة وجاء عن الإمام الصادق (ع) قال :- أني لأتسارع إلى قضاء حوائج أعدائي مخافة أن أردهم فيستغنوا عني ) هذا في الأعداء فكيف في الأصدقاء.
- الثالث والرابع:- على اللسان بالسكوت عن ذكر عيوبه في حضرته وغيبته والمماراة والمنافسة معه آلا في الله، وعن أسراره التي تنهى إليه ولو بعد القطيعة فأن ذلك من لؤم الطبع.
قال الرسول (ص):- ( المؤمن مرآة المؤمن ) أي يرد منه ما لا يرى من نفسه كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهر.
الخامس:- العفو عن زلاته وهفواته، وان كانت في الدين نصحته وأرشدته وان كانت لتقصير في الأخوة عفوت عنه ولا تعاقبه وإذا اعتذر إليك فأقبل عذره.
قال النبي (ص) :- ( من اعتذر إليه أخوه فلم يقبل فعليه مثل أثم صاحب المكس ) .
-السادس:- الدعاء له في حياته ومماته بكل ما يحبه لنفسه ولأهله ولا تفرق بين نفسك وبينه فأن دعاءك له دعاء لنفسك.
قال النبي (ص):- ( أذا دعا رجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك:- ولك مثل ذلك )
- السابع:- الوفاء والإخلاص ، والوفاء هو الثبات على الحب وأدامته إلى الموت معه وبعد الموت مع أولادة وأصدقائه فأن الحب إنما قبل الموت حبط العمل وضاع السعي ولذلك قبل ( الوفاء بعد الوفاء خير من كثير الوفاء في حال الحياة ومن الوفاء مراعاة جميع ؟أقاربه وأصدقائه .
الثامن:- التخفيف وترك التكليف وذلك بأن لا يكلف يصبحه ما يشق علية ولا يستمد منه من جاه ولا مال.
قال الأمام الصادق (ع) :- (سألوا العلماء :- وخاطبوا الحكماء ، وجالسوا الفقراء ).
وقال الأمام الصادق ع :- ( لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم ).
- الصفات المشروطة في الصاحب :-لا يصلح للصحبة كل إنسان قال رسول (ص) المرء دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فالصاحبالكامل يقود صاحبه إلى النجاح في الدنيا والفوز في الأخرى أما الصاحب الغبي المفتون فهو شوم على صاحبه أن الطبع يسرق من الطبع.
- رسالة الحقوق للأمام زين العابدين (ع)0
كتب الإمام هذه الرسالة في الثلث من القرن الأول الهجري بعد واقعة كربلاء الأليمة عام (61 هجرية) التي تعتبر من أهم الوقائع التي انتهكت فيها حقوق الإنسان في التاريخ الإسلامي بل هي الحادثة الأولى التي انطلقت منها شرارة الظلم،وجعلت السيف والدم الوسيلة الوحيدة لبسط نفوذ الحكام.
تحتوي الرسالة على خمسين حقا تغطي معظم جوانب الحياة التي يحتاجها المسلم وتعطي مفاهيم حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية.
- معنى حقوق لغة" واصطلاحا
في اللغة العربية:- حقوق جمع حق وكلمة الحق وردت في القران الكريم (176)مرة ولها معاني كثيرة نختار منها.
1-الحق هو الله سبحانه،قال تعالى ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)
2-الحق هو الإسلام، قال تعالى( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركين)
3-الحق هو العدالة والميزان، قال تعالى (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون)
4-الحق يوم القيامة، قال تعالى (وأقترب الوعد الحق )
5- الحق عكس الباطل، قال تعالى(يا أهل الكتاب لم تلبسون ل\الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )
6-وكذلك الحق هو الصديق، والواضح، والبين، والعدل، والمستقيم، والحق بمعنى الدين، والصواب.
الحق أصطلاحآ
تعاريف كثيرة للحق نذكر بعضها: عرف أحدهم الحق بأنه (مصلحة مستحقة شرعا )، وعرفه أخر بأنه (اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا ).
وعرفه الأستاذ السنهوري تعريفا قانونيا وهو أن الحق (مصلحة مشروعة ذات قيمة مالية يحميها القانون ).
ومهما يكن من أمر التعريف الحق، فالذي يعنينا أن حقوق الإنسان (هي تلك الحقوق المقررة له شرعا وقانونا وأخلاقا والتي يجب حمايتها من الانتهاك أو الخرق)
-ومن الحقوق التي وردت في رسالة الإمام زين العابدين (ع)هي (حق الصديق )وهي من الحقوق الاجتماعية.
أما عن حق الصاحب أو (الصديق) يقول الإمام السجاد (ع):-وأما حق الصاحب فأن تصحبة بالتفضل والأنصاف ،وتكرمه كما يكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فان سبق كافيته ، وتودة كما يودك ،وتزجره عما يهم به من معصية وكن علية رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله).
الإمام السجاد (ع)يوصي في قسم من هذه الرواية بضرورة الالتزام (بالأنصاف والتفضل ) بالنسبة إلى الصديق.
وقد قال الإمام علي (ع):-(الإحسان التفضل ).
في الإنسان حالتان :-حالة العطاء ،وحالة الأخذ، وكلا الحالتين فطريتان.
ولا بد أن نعرف بأن التفضل يختص بالمسائل المادية بينما الإنصاف يأخذ صيغة معنوية.
فالإنسان المسلم يجب إن يتفضل على صديقة وصاحية ورفيق دربه في الحياة وان يتعامل معه بالأنصاف وان يحترمه ويجله ويحفظ له حقوقه.
ثم يضيف الإمام (ع) ويؤكد على أنه أذا سبقك أحدهم وأخذ بيد الضرير فحاول على الأقل أن تساعده في حمل متاعه ووسائله فتكون له شريك بالعون وان واحدة من القضايا التي طالما كان أهل البيت (ع)يؤكدونها ويوصون الناس بها هي المبادرة إلى الخيرات والتنافس في العمل الصالح مع الآخرين.
ثم يوصي الإمام السجاد (ع) بضرورة التعامل مع الصاحب بالرأفة والرحمة والابتعاد عن الخشونة والعنف .
قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو آلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون )
أن الصحبة أن بدأت ونمت نبيلة خالصة تقبلها الله وباركها، وان كانت رخيصة مهينة ردها في وجوه أصحابها.
أن الإسلام دين تجمع وألفة ونزعة التعرف إلى الناس والاختلاط بهم أصيلة في تعاليمه وهو لم يقم على الاستيحاش ولا دعا أبناءه إلى العزلة العامة والفرار من تكاليف الحياة .
قال رسول الله (ص):-المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) والإنسان يشعر في قراره نفسه أنه محتاج إلى أصحاب تربطه لهم روابط وثيقة من تقارب وتناسب أخلاق كما أنها أي الصحبة تعجل الشخص محبوبا إلى كل إنسان مكرما في كل مكان ينزل به .
أن الصحبة التي تكون الحد الأعلى من المحبة والإيثار أمر مستصعب طمع إليه الفلاسفة فلم يبلغوه وفتشوا عنه فلم يجدوه وحاولوا خلقه وإبداعه فوقفوا حيارى عاجزين لان للحياة فروضا وأحكاما فوق أحكام الفلاسفة ولكننا نجد للصحبة مراتب كثيرة نستطيع أن نصل إليها بقليل من الجهد ويسر من العناء .
-حق الصحبة:-
أن تكون بالمال والنفس، واللسان والقلب بالعفو والدعاء والإخلاص والوفاء والتخفيف، وترك التكلف والتكليف وتجمعها ثمانية أمور:-
-الأول:- المال وله مراتب ثلاث.
أ- وهي أدناها أن تنزله منزلة عبدك وخادمك في القيام بحوائجه وأموره من دون أن تحوجه إلى سؤال.
ب- وهي أوسطها أن تنزله منزلة نفسك، وترضى بمشاركته إياك في مالك.
ج – وهي أعلاها أن تؤثره على نفسك ، وتقدم حاجته على حاجتك قال تعالى ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
-الثانية :- في الإعانة بالنفس في قضاء حاجاته ، والقيام بها قبل السؤال وهذه أيضا لها درجات :- أدناها القيام بالحاجة عند السؤل والقدرة مع البشاشة وجاء عن الإمام الصادق (ع) قال :- أني لأتسارع إلى قضاء حوائج أعدائي مخافة أن أردهم فيستغنوا عني ) هذا في الأعداء فكيف في الأصدقاء.
- الثالث والرابع:- على اللسان بالسكوت عن ذكر عيوبه في حضرته وغيبته والمماراة والمنافسة معه آلا في الله، وعن أسراره التي تنهى إليه ولو بعد القطيعة فأن ذلك من لؤم الطبع.
قال الرسول (ص):- ( المؤمن مرآة المؤمن ) أي يرد منه ما لا يرى من نفسه كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهر.
الخامس:- العفو عن زلاته وهفواته، وان كانت في الدين نصحته وأرشدته وان كانت لتقصير في الأخوة عفوت عنه ولا تعاقبه وإذا اعتذر إليك فأقبل عذره.
قال النبي (ص) :- ( من اعتذر إليه أخوه فلم يقبل فعليه مثل أثم صاحب المكس ) .
-السادس:- الدعاء له في حياته ومماته بكل ما يحبه لنفسه ولأهله ولا تفرق بين نفسك وبينه فأن دعاءك له دعاء لنفسك.
قال النبي (ص):- ( أذا دعا رجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك:- ولك مثل ذلك )
- السابع:- الوفاء والإخلاص ، والوفاء هو الثبات على الحب وأدامته إلى الموت معه وبعد الموت مع أولادة وأصدقائه فأن الحب إنما قبل الموت حبط العمل وضاع السعي ولذلك قبل ( الوفاء بعد الوفاء خير من كثير الوفاء في حال الحياة ومن الوفاء مراعاة جميع ؟أقاربه وأصدقائه .
الثامن:- التخفيف وترك التكليف وذلك بأن لا يكلف يصبحه ما يشق علية ولا يستمد منه من جاه ولا مال.
قال الأمام الصادق (ع) :- (سألوا العلماء :- وخاطبوا الحكماء ، وجالسوا الفقراء ).
وقال الأمام الصادق ع :- ( لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم ).
- الصفات المشروطة في الصاحب :-لا يصلح للصحبة كل إنسان قال رسول (ص) المرء دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فالصاحبالكامل يقود صاحبه إلى النجاح في الدنيا والفوز في الأخرى أما الصاحب الغبي المفتون فهو شوم على صاحبه أن الطبع يسرق من الطبع.
تعليق