إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إشْرَاقَاتٌ مِن مَنْهَجِ الإمَامِ الكَاظِمِ ,فِي تَربيَّةِ أصحابه وشيعته :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشْرَاقَاتٌ مِن مَنْهَجِ الإمَامِ الكَاظِمِ ,فِي تَربيَّةِ أصحابه وشيعته :

    إشْرَاقَاتٌ مِن مَنْهَجِ الإمَامِ مُوسَى الكَاظِمِ ,عَلَيه السَلامُ ,فِي تَربيَّةِ أصْحَابِه وشِيعَتِه:

    _________________________________________________


    إنَّ فِكْرَ وعِلُومَ أئِمَتِنَا المَعصُومِين , عَليهُم السَلامُ , ومِنهُم صَاحِبُ الذِكْرَى ,الإمَامُ موسى الكاظمُ , عَليه السَلامُ ,

    يَهدِفُ إلى إصلاحِ النِفوسِ وتَربيتِها وتَزكيتِهَا
    والاقتَدَاءِ بِهم والاهتدَاءِ بهديهم ,وهَذا مَا أكّدَه

    الإمَامُ عَليُّ بن مُوسى الرِضَا,عَليه السَلامُ , في بَابِ إحيَاءِ أمرِهم الشَريفِ ,حَيث رُويَ عنه أنّه قَالَ :

    (رَحِمَ اللهُ عبدَاً أحيَا أمرَنَا ، قُلْتُ : كَيف يُحيَي أمرَكم ؟ قال : يُتَعَلّمُ عُلُومَنَا ،

    ويُعلّمَها النّاسَ ،فإنَّ الناسَ لو عَلِموا مَحَاسِنَ كَلامِنَا لا تّبعونَا).

    : وَسَائِلُ الشِيعَةِ , الحُرُّ العاملي ,ج27,ص92.

    ونَحنُ اليَوم فِي وقتِنَا الحَاضِرِ أحْوَجُ إلى التَعرِّفِ عَلى منَهجَِ الإمَامِ الكاظِمِ في تربيةِ أصحابِه وشِيعَتِه, واكتسَابِ المَعرَفَةِ منه

    في هذه الحَياةِ القَصيرَةِ .

    قَاَلَ , عَلَيه السَلامُ , لبَعضِ وِلْدِه :

    ( يَا بني إيّاكَ أنْ يَراكَ اللهُ في مَعصيةٍ نَهاكَ عنها . وإيّاَكَ أنْ يَفقدكَ اللهُ عند طاعةٍ أمرَكَ

    بها ,وعَليكَ بالجّدِ . ولا تَخرجَنّ نَفَسكَ مِن التقصيرِ في عِبادَةِ اللهِ وطاعته ،

    فإنَّ اللهَ لا يُعبدُ حَقّ عبادتِه , وإيّاكَ والمِزَاَح ، فإنّه يُذهبُ بنورِ إيمانِكَ ويَستخفُ مُروتّكَ َ,وإيّاك والضَجَر والكَسَل ،

    فإنّهما يَمنعان حَظّك مِن الدنيا والآخرةِ )

    :تُحَفُ العِقُولِ عَن آلِ الرَسولِ ,ابن شُعبَةِ الحَرّانِي,ص409.


    وفي هذا الحديثِ الشريفِ يُلاحَظُ أنَّ الإمامَ مُوسى بن جعفرِ الكاظمِ , عَليه السلامُ ,يُحذِرُ مِن مَعصيةِ اللهِ تعَالى ,

    ويَحثُّ على ضَرورةِ التَواجدِ في مَواضعِ طاعَتِه ,.

    وإنَّ بعضَ الناسِ إمّا لجَهلهم أو لضَعفِ خِشيَتهم مِن اللهِ تعالى, أو لاشتباهٍ يَحصلُ عندهم في تطبيقِ المَعصيةِ

    على مصاديقها تَجدَهم لا ينتهون عن مَعصيةِ اللهِ .

    وهذا ما يقتضي التَفقهَ في الدّينِ وضَرورةُ مَعرفةِ أحكامِ الحَلالِ والحَرَامِ , ومَواضعِ تطبيقها الصَحيحِ ,

    فربما يَدخلُ كَلامٌ تحت عِنوانِ الغِيبَةِ ويجهله المُتكلّمُ به
    ,ومن هنا وَردَ أوّلاً التحذيرُ مِن الكونِ في مَواضعِ المَعصيةِ ,

    والفقدانِ مِن مَواضعِ
    الطاعَةِ , (يَا بني إيّاكَ أنْ يَراكَ اللهُ في مَعصيةٍ نَهاكَ عنها , وإيّاَكَ أنْ يَفقدكَ اللهُ

    عند طاعةٍ أمرَكَ بها ).

    ويَتطَلّبُ مِنَا أنْ نَعرفَ مَواضعَ الطاعاتِ ونَلتزمَ بها , ومَعرفةَ مَواضعِ المَعاصي والمُحرّمَاتِ , ووجوبِ تَجنبِهَا , .

    إنَّ الإمَامَ الكَاظمَ يدعونا إلى الجّدِ وعَدمِ التَكاسلِ والتقاعسِ عن طاعة اللهِ وعبادته ,(وعَليكَ بالجّدِ).

    فالجّدُ هو العزيمةُ والإرادةُ على القيامِ بالتكليفِ وطاعةِ اللهِ تعالى, وخاصةً وأيامُ العمرِ

    قصيرةٌ , وحتى لا يأتي يومٌ ما نكونُ فيه أحوجُ إلى الطاعة , وقد أدركنا المَوتُ.

    ويُحذّرُ , عليه السلامُ , أيضاً مِن الخروجِ عن حَدّ التقصيرِ في طاعة اللهِ,عَزّ وجَلّّ ,

    ( ولا تَخرجَنّ نَفَسكَ مِن التقصيرِ في عِبادَةِ اللهِ وطاعته ، فإنَّ اللهَ لا يُعبدُ حَقّ عبادتِه ,)

    والإنسانُ مَهما عَبَدَ رَبّه فلا يُؤدي حَقّه , ولكن عليه أنَّ لا يُقصّر في طاعتِه وعِبَادتِه ,

    .ويُحّذرنا مِن كثرةِ المِزاحِ وإيّاكَ والمِزَاَح ، فإنّه يُذهبُ بنورِ إيمانِكَ ويَستخفُ مُروتّكَ )

    , والذي يُذهبُ ببهاءِ الأخلاقِ والهَيبةِ والشخصيّةِ , وما ينبغي بالإنسانِ هو أن يكونَ جدّيّاً في سُلُوكهِ وتعاطيه

    مع الناسِ وكذلك وَرد عنه , عَليه السلامُ , التحذيرَ مِن الضجرِ والكَسلِ في هذه الحياةِ القائمةِ

    على أساسِ العملِ والسَعي والكدحِ :

    (َوإيّاك والضَجَر والكَسَل ، فإنّهما يَمنعان حَظّك مِن الدنيا والآخرةِ)

    فَعَلى المُؤمنِ أنْ تكونَ لديه الهمّةُ والعزيمةُ والنشاطُ في طاعةِ اللهِ تعالىِ, في الليلِ والنَهارِ.

    وفي مَواردٍ أخرى مِن حياتهِ العَملية , يُعلّمنا الإمامُ موسى الكاظمُ,عليه السلامُ ,

    كيفيةَ التعاملِ مع عامةِ الناسِ والتواضعُ لهم وخصوصا الفقراء والمَحرومين منهم ,

    ومَن ليس لديهم مَالٌ أو منصبٌ أو حظٌ من الدنيا.

    والإمامُ رغمَ كونه أفضلَ أهلِ زمانه على الإطلاقِ وأعلاهم شأناً وقَدَرَاً , وهو واقعاً يُمثّلُ خلافةَ رسولِ اللهِ ,

    صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, ولكن كَانَ في قِمَةِ التواضع لخْلْقِ اللهِ جميعاً وفي الروايةِ المَأثورةِ عنه :

    ( أنّه- عليه السلامُ- مَرّ برجلٍ مِن أهلِ السَوادِ , دَميمِ المَنظَرِ ،فَسَلّم عليه و نَزَلَ عنده , وحادثه طويلاً ,. ثم عَرَضَ ,

    عَليه السلامُ ,
    عليه نفسه في القيامِ بحاجةٍ إنْ عَرضَتْ له ، فقيلَ له : يا ابن رسولِ اللهِ أتنزلُ

    إلى هَذا , ثم تسأله عن حوائجه ، وهو إليك أحوجُ ؟
    فقالَ: عَليه السلامُ : عَبدٌ من عبيد اللهِ , وأخٌ في كتابِ اللهِ , وجَارٌ في بلادِ اللهِ ،

    يَجمعنا وإيّاه خيرُ الاباءِ آدم ,عليه السَلامُ, وأفضلُ الأديانِ , الإسلام ,

    ولعلّ الدهرَ يردُ مِن حاجاتنا إليه ، فيرانا - بعد الزهو عليه - مُتواضعين بين يديه

    ، ثم قَالَ : عَليه السَلامُ :نُواصِلُ مَن لا يستحقُ وصالنا مَخافةَ أنْ نبَقى بغيرِ صَديقٍ )

    : بِحَارُ الأنوارِ , المجلسي,ج75,ص326.


    ورغمَ اعتراضَ بعضِ النّاسِ على سُلُوكِه هذا مع الفقراءِ والمَحرومين , ولكنه , عليه السلامُ, بيّنَ معاييرَ وموازينَ الحقّ

    في تقييم الآخرينِ , وكيفيةَ التَعاملِ مَعهم ,فليس المِعيارُ هو الماَلَ أو الجاهَ أو الرفعةَ الاجتماعيةَ

    ,بل المِعيارُ هو العبوديةُ للهِ تعالى والإخوةُ في الإنسانيةِ والخَلْقِ والدّينِ ,

    فالمشتركاتُ بيننا تُحتَمُ علينا أن نحترمَ الأخرينَ ونتواضعَ لهم ,وفقَ ذلك.

    وليس لمعيارِ الجمالِ أو المَالِ أو المنصبِ أيّ قيمةٍ في كيفية التعاملِ مع الآخرين.

    المُهمُّ هو حِفْظُ كَرامةِ الإنسَانِ ,واحترامه وعدمُ الاستنكافِ مِن المِهَنِ الوضيعةِ ,

    ,فالمَوقفُ والسُلُوكُ في التعاطي مع الآخرين , هو الذي يكشفُ مَدى صِدقِ الإيمَانِ

    وحقيقته في نفسِ صَاحِبِه, ومَن نُوالي.

    إنَّ الإمامَ الكاظمَ , عليه السلامُ ,قد بَيّنَ في مَوعظةٍ لأحَدِ أصحابه ثَمَةَ إشراقةٍ مَنهجيةٍ

    وعَمليّةٍ تُنيرُ وتُهذّبُ عُقولَنَا وسُلُوكَنَا في هذه الحياةِ الدنيا .


    إذ رُوي عنه أنّه قَالَ ( أبلِغْ خَيراً ، وقُلْ خَيرَاً ، ولا تكونن إمّعَةً ,. قُلْتُ : وما الإمّعَةُ ؟ قَال : لا تَقل أنَا مع النّاسِ ,

    وأنا كواحدٍ مِن الناسِ ،إنَّ رسولَ اللهِ , صَلى الله عليه وآله وسلم, قال : أيُّهَا الناسُ , هُما نَجدان :

    نَجدُ خيرٍ ونَجدُ شرٍ ، فَمَا بَالُ نَجدِ الشّرِ أحبُّ إليكم مِن نَجدِ الخيرِ ؟ ! .)

    : الأمَالِي , الشَيخُ المُفيدُ ,ص211.

    وقد يتأثّرُ الإنسانُ في بعض الأحيانِ ويكونُ تبعاً للآخرين ومُقلّدَا لهم في مَواقفِهم ,وقراراتِهم , بسببِ الأجواء العَامةِ الفكريةُ

    منها والسياسيةُ ,وإن كانتْ على خَطأ في المَوقفِ والسُلُوكِ.

    ولا يَعملُ بعقلِه وفِكرِه حتى يتخذَ القرارَ الصائبَ ,بل يتسرعُ إلى تبني كُلِّ رأيٍ ظَهرَ دون تمحيصٍ ,

    والإمامُ الكاظمُ هنا ينبهنا بضرورةِ عَدمِ التأثرِ بالأجواءِ العامّةِ دون وعي وتفكرٍ وتأملٍ.

    وفي يومنا هذا وقد كَثُرَتْ مَواقعُ التواصلِ الاجتماعي والالكتروني, فينبغي بنا عَدمُ التسرعِ بالتصديقِ بكُلِّ

    ما يُنشرُ أو يُذكرُ أو يُتبَنّى , فلا بدّ مِن التدقيقِ والتوثّقِ مِن ذلك ,والبحثِ عَمّن يقفُ وراءَ ذلك ,

    وإدراكُ أنه هل هو خيرٌ أو شرٌ أو حَقٌّ أو باطلٌ .


    فلا نَكُن مع الهَوى العَامِ وقد أعطانا اللهُ تعالى العَقلَ والقدرةَ على التفكيرِ والإرادةِ على اتخاذِ المَوقفِ والرأي القويمِ .



    ولا نُسلّمُ مُباشَرةً لرأيٍ مُعينٍ دون دراسةٍ وتفحصٍ.



    ______________________________________________



    : مَضمونُ الخطبَةِ الأولَى التي ألقاها سَمَاحَةُ الشَيخِ عَبد المَهْدي الكَربَلائي ,

    وَكيلُ المَرجعيّةِ الدِينيّةِ الشَريفةِ, اليَومَ, الجُمعةَ الثَالِثَ والعِشرين مِن رَجَبٍ الحَرَامِ

    ,1438 هِجرِي, المُوافقَ ,لِ, الوَاحِدِ والعِشرين مِن نيسان ,2017م

    في الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :



    ______________________________________________



    تَدوينُ وتَخْريجُ – مُرتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشَرَفُ .بِتَصَرّفٍ مِنّي:



    ______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 21-04-2017, 06:52 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن من ظلمهم من الأولين والأخرين
    شيخنا الفاضل مرتضى علي الحلي 12
    بارك الله بهذه الانامل المبدعة
    دام التألق والعطاء الفيّاض
    وفقك الباري لكل الخير استاذي الغالي
    أبتهل الى الله ان يمدكم بنورهِ أبدا


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      تقديري لكم وشكرا أخي الفاضل والله يوفقكم. ٠

      تعليق


      • #4

        بــــــسم الله الرحمـــــــــــن الرحيــــــــم
        اللهم صلــــ علــــى محمـــــــد والــ محمــــــــد

        الأخ الفــاضل مرتــــــضى الـــــــحلي 12
        سلـــــم هـــــــذا الـــــقطف المبــــــارك
        وسلـــــم كل جهــــــد تزرعــــه فــي مـــــنتدانا الجميــــل
        لك خالــــــــص تقــــــــــديـــــري

        تعليق


        • #5
          تقديري لكم أختي الكريمة وشكرا.

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X