إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منهج الزهراء عليها السلام في التربية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج الزهراء عليها السلام في التربية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    من القضايا والمؤشرات المهمة في حياة سيدتنا ومولاتنا الصديقة الزهراء سلام الله عليها قضية التربية ، حيث أن ما عرفناه عنها أنها أنجبت الذرّية الطيبة التي لا تدانيها ذرية إنسانية أخرى في الصلاح على مدى التاريخ ، فهي القمة فوق القمم ، وهي المثل الأعلى في الخير والأصالة .
    ومن الطبيعي أن كانت لهذه التربية قواعد وأصول وضوابط ؛ قد ألهمها الله للصديقة الزهراء . كما علّمها أبوها صلى الله عليه وآله وسلّم .
    فيا ترى متى بدأت الزهراء وكيف ربّت أبناءها وبناتها ؟

    فالحقيقة تؤكّد لنا أن فاطمة الزهراء عليها السلام قد أنشأت بطريقتها التربوية أعلى مدرسة مثالية ؛ تخرّج عنها الحسنان وزينب عليهم السلام .
    ولمعرفة أبعاد كل ذلك تطالعنا بادئ بدء قصّة عبادة وتهجّد الزهراء ، حيث كانت تحرص كلّ الحرص على اصطحاب أولادها إلى محراب عبادتها في آناء الليل وأطراف النهار ، وتعلمهم بذلك أنواع التبتل والتهجد ، حيث يروي الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أن والدته الزهراء البتول قد أجلسته إلى جانب سجّادتها غارقة في التضرع إلى الله تعالى من أول الليل إلى انفجار الصبح ، وهي آخذة بالدعاء لكل الناس ؛ الأقرب فالأقرب من حيث الجيرة ، ولكنها لم تشمل بدعوتها تلك أولادها ، مما أثار فيه ـ الإمام الحسن ـ السؤال عن السر وراء ذلك ، فأجابته بنظرة ملؤها العطف والحنان : يا بني الجار ثم الدار .

    هذا من ناحية التربية الدينية التي تكاد تكون فريدة من نوعها . أما من الناحية العلمية ؛ فقد ذكرت لنا روايات التاريخ الفاطمي ـ على شحتها ـ كيف أن الزهراء كانت تعلم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما لما يبلغا الخامسة من العمر بعد ، حيث كانت تطلب إليهما ـ كطريقة من طرق التعليم ـ إعادة ما سمعاه من خطاب الرسول الأكرم على مسامعها ، ثم إنها كانت تعيد الكرّة بحضور أمير المؤمنين عليه السلام ليطمئنّ قلبه على سيرتهما التربوية .

    ولقد شاهد التاريخ المستوى الفريد من نوعه الذي بلغه هذان الإمامان الفذّان في العبادة والخطابة ، حتى أن العبّاد والخطباء كانوا في ذلك الزمن وما تلاه يقرّون لهم بالفضل والأولوية في هذين المجالين . فمعاوية على جرأته القاسية المعهودة كان يتمنى ـ ولو لمرة واحدة ـ أن يتفوق على الإمام الحسن في الحديث أو يحرجه في الكلام ، فكان يجمع إليه العتاة المردة ، أمثال عمرو بن العاص ومروان والمغيرة وغيرهم ممّن لا تأخذهم في الباطل لومة لائم ، فيبدؤون بمهاتراتهم الكلامية محاولين إيقاع الإمام الحسن المجتبى في المطبات الكلامية ، إلاّ أنهم لم يكونوا ليجدوا منه سوى الحكمة والعلم والأخلاق ورباطة الجأش ، حتى يقول قائلهم : لقد زُقَّ الحسنَ بن علي العلمَ زقّاً ، وأن الله أعلم حيث يجعل رسالته .
    وهذا هو الحسين الشهيد عليه السلام نراه في واقعة الطف الدامية كالأسد الهصور في خطاباته كما هو في نزاله ، حيث لم يكن بوسع فرد من أفراد جيش الأمويين الجرار الذي تكالب على قتاله ، أن يدانيه في الخطاب وإلقاء الحجة والبيان ، مما اضطرهم في نهاية المطاف إلى رميه بالحجارة والنبال على بعد ، تحاشياً عن مواجهة هيبته عن قرب .

    وها هي الزهراء أيضاً نجدها في خطبتها الفدكية الشهيرة تختص ابنتها زينب بالإصطحاب إلى مسجد أبيها النبي الأكرم لتقارع الردّة والعناد والطمع الذي أصاب نفوس القوم بعد وفاة الرسول ؛ الأمر الذي يشير إلى وعي الزهراء عليها السلام للحقائق والأحداث التاريخية ، والمستقبلية ، حيث كانت ـ بذلك ـ تنمي قابليات ابنتها زينب لتحدي الطغيان والفساد الذي سيصيب الأمة الظالمة في عهد الإمام الحسين عليه السلام .
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسنتم اختي العزيزه شجون فاطمه
    جزيتم خيرآ 🔹🔸🔸🔸

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم


      شكرا لنشرك القيّم اختي الكريمة

      فالكلام يكشف عن حقيقة الإنسان ونواياه بل وحتى مقدارعقله وذكائه وشخصيته


      قال الإمام علي ع : "تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه".

      وهناك مواقف وكلمات أحدثت تغييراً جوهرياً في صفحاتالتاريخ فعن أمير المؤمنين ع

      أنه قال: "رُبّكلام أنفذ من سهام"


      أثبتت فاطمة الزهراء ع أنها رائدة الكلمة بالنسبةللنساء، وقائدتها على مرّ التاريخ،

      وهي ركن الإمامة، حيث سلبت العقول وخطفت القلوب بخطبتهاالتي ألقتها في المسجد النبوي

      بعد استشهاد الرسول الأعظم

      شهادات لفظية راقية حفظت الأحداث وشهدت على الأفراد

      ودافعت عن حقّ الخلافة المغصوب بعد النبي الأعظم صلى الله عليه واله ...........
























      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X