بسم الله الرحمن الرحيم
قال الفاضل الهندي (1137هـ) في كشف اللثام : أمّا المعصوم ، فلا امتراء في طهارته ، ولذا قيل : بسقوط الغسل عمّن مسَّه .
لكنّ لي فيه نظر ، للعمومات ([1]).
قلت : وهو صريحٌ في طهارة المعصوم ذاتاً تكويناً ، لا تعبّداً .
إذ لا ريب ولا شبهة ولا ترديد ، عند جلّ أصحابنا ، ربما كلّهم رضوان الله تعالى عليهم أنّ دم المعصوم ، بل كلّ أجزائه المتصلة والمنفصلة ؛ كالشعر والظفر والبول والغائط ، طاهرةٌ ذاتاً وحقيقةً وتكويناً ؛ لما تواتر أنّهم كانوا أنواراً حول العرش، ألبسهم الله تعالى في هذه النشأة الدنيويّة ، أبداناً أصلها طينة ملكوتية جنّتيّة ، من أعلى عليين ..
فمحالٌ في الحكمة أن يكون في أبدانهم ، وكذا في أجزائها المتصّلة والمنفصلة ؛ كالبول والغائط ، نتن أو قذر أو خبثٍ أو رجس أو دنس ، ما شئت فعبّر ؛ وإلاّ انهار ما كان معلوماً ضرورة من قانون السنخيّة ([2]) ؛ إذ لا يمكن يفوح الورد برائحة غائط أو جيفة ؛ فكيف يتصوّر أن تنتج أبدانهم الجنّتيّة العلويّة النوريّة ، بولاً نتناً ، أو غائطاً قذراً ، أو دماً خبيثاً..، وستأتي النصوص الثابتة الصريحة في كلّ هذا ..
يرشد إليه ما تلقّاه الفريقان شيعة وسنّة أنّ الأرض لا تأكل بدن المعصوم إذا مات ، كما أنّه لا ظلّ له... .
ومن ذلك ما تواتر أنّ مولاتنا فاطمة وكذا مريم عليهما السلام ، بل عامّة أمّهات الأنبياء والمعصومين وبناتهم ، على ما سيأتي في النصوص الثابتة عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، قد نزههنّ الله تعالى صلوات الله عليهنّ من دم الحيض ، بل كلّ خبث وقذر متصوّر فيمن عداهنّ من النساء ، وإلاّ كما قلنا انهار قانون السنخيّة في الكونيّات.
وكذا ما جاء بإسنادٍ معتبر أنّ لغائط المعصوم عطر أزكى من المسك والعنبر و... .
([1]) كشف اللثام 2: 430 .
([2]) اتفّق النّاس ، حكماء ومتكلمين وغيرهم ، أنّ قانون السنخيّة بين العلّة والمعلول ، من الضروريّات ، بل البديهيّات ، وإلاّ لصار أيّ شيء علّة لكلّ شيء ، والبديهة قاضية ببطلانه ، وإنّما اختلفوا حتى النخاع ، في السنخيّة بين الخالق والمخلوق ؛ فأثبتها جلّ الحكماء ونفاها غيرهم .
ومعنى السنخيّة –فيما نحن فيه- بأبسط عبارة : ملائمة العلّة للمعلول تكويناً .
ولك أن تقول شرحاً : وجود كلّ خصائص المعلول الذاتيّة والتكوينيّة ، في العلّة ، لكن بنحو أشرف.
قال الفاضل الهندي (1137هـ) في كشف اللثام : أمّا المعصوم ، فلا امتراء في طهارته ، ولذا قيل : بسقوط الغسل عمّن مسَّه .
لكنّ لي فيه نظر ، للعمومات ([1]).
قلت : وهو صريحٌ في طهارة المعصوم ذاتاً تكويناً ، لا تعبّداً .
إذ لا ريب ولا شبهة ولا ترديد ، عند جلّ أصحابنا ، ربما كلّهم رضوان الله تعالى عليهم أنّ دم المعصوم ، بل كلّ أجزائه المتصلة والمنفصلة ؛ كالشعر والظفر والبول والغائط ، طاهرةٌ ذاتاً وحقيقةً وتكويناً ؛ لما تواتر أنّهم كانوا أنواراً حول العرش، ألبسهم الله تعالى في هذه النشأة الدنيويّة ، أبداناً أصلها طينة ملكوتية جنّتيّة ، من أعلى عليين ..
فمحالٌ في الحكمة أن يكون في أبدانهم ، وكذا في أجزائها المتصّلة والمنفصلة ؛ كالبول والغائط ، نتن أو قذر أو خبثٍ أو رجس أو دنس ، ما شئت فعبّر ؛ وإلاّ انهار ما كان معلوماً ضرورة من قانون السنخيّة ([2]) ؛ إذ لا يمكن يفوح الورد برائحة غائط أو جيفة ؛ فكيف يتصوّر أن تنتج أبدانهم الجنّتيّة العلويّة النوريّة ، بولاً نتناً ، أو غائطاً قذراً ، أو دماً خبيثاً..، وستأتي النصوص الثابتة الصريحة في كلّ هذا ..
يرشد إليه ما تلقّاه الفريقان شيعة وسنّة أنّ الأرض لا تأكل بدن المعصوم إذا مات ، كما أنّه لا ظلّ له... .
ومن ذلك ما تواتر أنّ مولاتنا فاطمة وكذا مريم عليهما السلام ، بل عامّة أمّهات الأنبياء والمعصومين وبناتهم ، على ما سيأتي في النصوص الثابتة عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، قد نزههنّ الله تعالى صلوات الله عليهنّ من دم الحيض ، بل كلّ خبث وقذر متصوّر فيمن عداهنّ من النساء ، وإلاّ كما قلنا انهار قانون السنخيّة في الكونيّات.
وكذا ما جاء بإسنادٍ معتبر أنّ لغائط المعصوم عطر أزكى من المسك والعنبر و... .
([1]) كشف اللثام 2: 430 .
([2]) اتفّق النّاس ، حكماء ومتكلمين وغيرهم ، أنّ قانون السنخيّة بين العلّة والمعلول ، من الضروريّات ، بل البديهيّات ، وإلاّ لصار أيّ شيء علّة لكلّ شيء ، والبديهة قاضية ببطلانه ، وإنّما اختلفوا حتى النخاع ، في السنخيّة بين الخالق والمخلوق ؛ فأثبتها جلّ الحكماء ونفاها غيرهم .
ومعنى السنخيّة –فيما نحن فيه- بأبسط عبارة : ملائمة العلّة للمعلول تكويناً .
ولك أن تقول شرحاً : وجود كلّ خصائص المعلول الذاتيّة والتكوينيّة ، في العلّة ، لكن بنحو أشرف.