سلام من السلام
إن علم وفقه أهل البيت ( ع ) لم يكن مختصّاً بالرجال فقط ، فالمتطلّع في صفحات التأريخ بدقة وانصاف يرى للمرأة المؤمنة موقفاً مشهوداً ، ودوراً فعّالاً في هذا المجال ، مع ما تحمل من مسؤولية خصّها الله تعالى بها دون الرجل ، فدرست ، وكتبت ، وألّفت ، وناظرت ، حتى واجتهدت في استنباط الاحكام الشرعية ، ونالت المدارج العالية في ذلك ولم تقف المرأة عند تحصيل شهادة البكلوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه ، وإن كان ذلك مما يعلن عن قابليتها للصعود الى متون الرجل من هذه الناحية .
وبناء على مامرّ لابّد لنا من استعراض كوكبة من ذوات العلم والفضل كي يكنّ شاهداً على مانقول ، عسى ان يكنّ قدوة حسنة تقتدي بها المرأة المؤمنة ، كما اقتدت بصاحبتها التي حصلت على شهادة وارتقت المدارج العليا من الدراسة الأكاديمية .
إن علم وفقه أهل البيت ( ع ) لم يكن مختصّاً بالرجال فقط ، فالمتطلّع في صفحات التأريخ بدقة وانصاف يرى للمرأة المؤمنة موقفاً مشهوداً ، ودوراً فعّالاً في هذا المجال ، مع ما تحمل من مسؤولية خصّها الله تعالى بها دون الرجل ، فدرست ، وكتبت ، وألّفت ، وناظرت ، حتى واجتهدت في استنباط الاحكام الشرعية ، ونالت المدارج العالية في ذلك ولم تقف المرأة عند تحصيل شهادة البكلوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه ، وإن كان ذلك مما يعلن عن قابليتها للصعود الى متون الرجل من هذه الناحية .
وبناء على مامرّ لابّد لنا من استعراض كوكبة من ذوات العلم والفضل كي يكنّ شاهداً على مانقول ، عسى ان يكنّ قدوة حسنة تقتدي بها المرأة المؤمنة ، كما اقتدت بصاحبتها التي حصلت على شهادة وارتقت المدارج العليا من الدراسة الأكاديمية .
آمنة المجلسي
السيدة آمنة بنت المولى محمد تقي المجلسي ( رحمه الله تعالى ) واُخت المولى محمد باقر المجلسي ( رحمه الله تعالى ) .
تزوجها المولى محمد صالح المازندراني فأنجبت له : الشيخ هادي ، والشيخ نور الدين محمد المازندراني ، حيث كان المولى محمّد صالح المازندراني أحد تلامذة المولى محمد تقي المجلس ، فقال لتلميذه بعد انهاء الدرس يوماً : أتعطيني رخصة كي اختار لك زوجه ؟ فأجابه المازندراني وقد بدا عليه الحياء وبعد التأمل ـ بالأيجاب ، وبعد ذلك ذهب المجلسي إلى بنته الفاضلة المقدّسة المجتهدة آمنة فقال لها : قد انتخبت لك زوجاً في غاية الفقر لكنه في منتهى الفضل والصلاح والكمال ، وهذا الأمر موقوف على رضاك واجازتك .
فقالت هذه السيدة الصالحة ، ليس الفقر عيباً للرجال ، فعقد لهما المجلسي في ساعة إلتقاء المشتري بالزهرة ، وهي ساعة جيدة للعقد .
وحينما زُفّت إليه هذه السيّدة التي امتازت بالجمال والكمال معاً ، صادفت ليلة الزفاف مسألة مستعصية أشغلت المولى المازندراني بالتفكير والبحث ولم يحصل على حلها حتى الصباح
وعند الصباح ذهب المازندراني إلى حلقة الدرس ، ولا زالت هذه المسألة تدور في ذهنه ، فقامت هذه الفاضلة ـ وأدّت ذلك الدور المشهود ، فحلّت المسألة وشرحتها ، وأجابت على إشكالاتها ، وفسّرت ما استصعب فيها من كلام ، ووضعت أوراق الحلّ في المكان الذي يجلس زوجها فيه للبحث .
وعند المساء حيث عاد المازندراني إلى حجرة بحثه ومطالعته وجد ما كتبته زوجته من حلّ لتلك المسألة العويصة التي لم يستطع حلّها فسجد لله تعالى شكراً ، وقضّى تلك الليلة بالعباده والشكر لله تعالى أن رزقه هكذا زوجة . وبقي على هذه الحالة لمدّة ثلاثه أيام وهو لم يقربها بعد ، فعندما علم المجلسي بذلك قال له : إن كانت هذه الزوجة غير ملائمة لطبعك فإنّي ازوّجك بنتي الاُخرى ، فأعلمه المازندراني بأنه قضّى هذه الليالي بالشكر لله تعالى على هذه النعمة .
ومما ذكر يعلم علوّ شأن هذه السيدّة ومكانتها العلمية ، هذا مضافاً إلى أنها كانت معروفة بالتقوى والصلاح والأدب .
ومن آثار هذه السيدة الفاضلة : شرحها على ألفية الشهيد الأول ، وكذلك شرحها لشواهد السيوطي .
ومن الدوالّ على فضلها أيضاً أنها كانت تجيب زوجها المولى المازندراني وتحلّ له بعض عبارات ( قواعد الاحكام ) عند استفساره منها .
توفيت ـ رحمها الله ـ في مدينة اصفهان ودفنت في مقبرة فولاذ ، والزائر لقبرها يرى عليه شيئاً من شعرها يظهر منه وفور أدبها .
السيدة آمنة بنت المولى محمد تقي المجلسي ( رحمه الله تعالى ) واُخت المولى محمد باقر المجلسي ( رحمه الله تعالى ) .
تزوجها المولى محمد صالح المازندراني فأنجبت له : الشيخ هادي ، والشيخ نور الدين محمد المازندراني ، حيث كان المولى محمّد صالح المازندراني أحد تلامذة المولى محمد تقي المجلس ، فقال لتلميذه بعد انهاء الدرس يوماً : أتعطيني رخصة كي اختار لك زوجه ؟ فأجابه المازندراني وقد بدا عليه الحياء وبعد التأمل ـ بالأيجاب ، وبعد ذلك ذهب المجلسي إلى بنته الفاضلة المقدّسة المجتهدة آمنة فقال لها : قد انتخبت لك زوجاً في غاية الفقر لكنه في منتهى الفضل والصلاح والكمال ، وهذا الأمر موقوف على رضاك واجازتك .
فقالت هذه السيدة الصالحة ، ليس الفقر عيباً للرجال ، فعقد لهما المجلسي في ساعة إلتقاء المشتري بالزهرة ، وهي ساعة جيدة للعقد .
وحينما زُفّت إليه هذه السيّدة التي امتازت بالجمال والكمال معاً ، صادفت ليلة الزفاف مسألة مستعصية أشغلت المولى المازندراني بالتفكير والبحث ولم يحصل على حلها حتى الصباح
وعند الصباح ذهب المازندراني إلى حلقة الدرس ، ولا زالت هذه المسألة تدور في ذهنه ، فقامت هذه الفاضلة ـ وأدّت ذلك الدور المشهود ، فحلّت المسألة وشرحتها ، وأجابت على إشكالاتها ، وفسّرت ما استصعب فيها من كلام ، ووضعت أوراق الحلّ في المكان الذي يجلس زوجها فيه للبحث .
وعند المساء حيث عاد المازندراني إلى حجرة بحثه ومطالعته وجد ما كتبته زوجته من حلّ لتلك المسألة العويصة التي لم يستطع حلّها فسجد لله تعالى شكراً ، وقضّى تلك الليلة بالعباده والشكر لله تعالى أن رزقه هكذا زوجة . وبقي على هذه الحالة لمدّة ثلاثه أيام وهو لم يقربها بعد ، فعندما علم المجلسي بذلك قال له : إن كانت هذه الزوجة غير ملائمة لطبعك فإنّي ازوّجك بنتي الاُخرى ، فأعلمه المازندراني بأنه قضّى هذه الليالي بالشكر لله تعالى على هذه النعمة .
ومما ذكر يعلم علوّ شأن هذه السيدّة ومكانتها العلمية ، هذا مضافاً إلى أنها كانت معروفة بالتقوى والصلاح والأدب .
ومن آثار هذه السيدة الفاضلة : شرحها على ألفية الشهيد الأول ، وكذلك شرحها لشواهد السيوطي .
ومن الدوالّ على فضلها أيضاً أنها كانت تجيب زوجها المولى المازندراني وتحلّ له بعض عبارات ( قواعد الاحكام ) عند استفساره منها .
توفيت ـ رحمها الله ـ في مدينة اصفهان ودفنت في مقبرة فولاذ ، والزائر لقبرها يرى عليه شيئاً من شعرها يظهر منه وفور أدبها .
تعليق