بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نرى الكثير من الفقراء في حياتنا اليومية وقد نستغرب لماذا لايرزقهم الله الغنى سريعاً؟ ولكن حينما نرجع الى الروايات نكتشف ان الفقر اصلح لكثير من الناس وان الغنى يفسد عليهم امر دينهم واخرتهم!!
فاقلها يبقى الانسان فقير في هذه الدنيا ليبقى محافظ على دينة وهو من باب الاختبار وبالتالي يفوز بالاخرة
طبعاً اذا اجتاز الاختبار بنجاح
واليكم اخوتي اخواتي هذه الرواية التي يرويها الشيخ الكليني بالكافي الشريف والتي تعرفنا على حكمة الفقر للبعض .
رَوى أبو بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) يَقُولُ :
" كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ شَدِيدُ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَ كَانَ مُلَازِماً لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ كُلِّهَا لَا يَفْقِدُهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَرِقُّ لَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَى حَاجَتِهِ وَ غُرْبَتِهِ ، فَيَقُولُ : يَا سَعْدُ لَوْ قَدْ جَاءَنِي شَيْءٌ لَأَغْنَيْتُكَ .
قَالَ : فَأَبْطَأَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَاشْتَدَّ غَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) لِسَعْدٍ ، فَعَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ غَمِّهِ لِسَعْدٍ ، فَأَهْبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلَ ( عليه السلام ) وَ مَعَهُ دِرْهَمَانِ .
فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ دَخَلَكَ مِنَ الْغَمِّ لِسَعْدٍ ، أَ فَتُحِبُّ أَنْ تُغْنِيَهُ ؟
فَقَالَ : نَعَمْ .
فَقَالَ لَهُ : فَهَاكَ هَذَيْنِ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطِهِمَا إِيَّاهُ وَ مُرْهُ أَنْ يَتَّجِرَ بِهِمَا .
قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) .
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ سَعْدٌ قَائِمٌ عَلَى بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَنْتَظِرُهُ .
فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : يَا سَعْدُ أَ تُحْسِنُ التِّجَارَةَ ؟
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : وَ اللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ مَالًا أَتَّجِرُ بِهِ .
فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) الدِّرْهَمَيْنِ ، وَ قَالَ لَهُ : اتَّجِرْ بِهِمَا وَ تَصَرَّفْ لِرِزْقِ اللَّهِ .
فَأَخَذَهُمَا سَعْدٌ وَ مَضَى مَعَ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) حَتَّى صَلَّى مَعَهُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : قُمْ فَاطْلُبِ الرِّزْقَ ، فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِكَ مُغْتَمّاً يَا سَعْدُ .
قَالَ : فَأَقْبَلَ سَعْدٌ لَا يَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ شَيْئاً إِلَّا بَاعَهُ بِدِرْهَمَيْنِ ، وَ لَا يَشْتَرِي شَيْئاً بِدِرْهَمَيْنِ إِلَّا بَاعَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ .
فَأَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ فَكَثُرَ مَتَاعُهُ وَ مَالُهُ وَ عَظُمَتْ تِجَارَتُهُ فَاتَّخَذَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مَوْضِعاً وَ جَلَسَ فِيهِ فَجَمَعَ تِجَارَتَهُ إِلَيْهِ ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِذَا أَقَامَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ يَخْرُجُ وَ سَعْدٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنْيَا لَمْ يَتَطَهَّرْ وَ لَمْ يَتَهَيَّأْ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ أَنْ يَتَشَاغَلَ بِالدُّنْيَا ، فَكَانَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ يَا سَعْدُ شَغَلَتْكَ الدُّنْيَا عَنِ الصَّلَاةِ ، فَكَانَ يَقُولُ مَا أَصْنَعُ أُضَيِّعُ مَالِي ؟ هَذَا رَجُلٌ قَدْ بِعْتُهُ فَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَوْفِيَ مِنْهُ ، وَ هَذَا رَجُلٌ قَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَأُرِيدُ أَنْ أُوفِيَهُ .
قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ أَمْرِ سَعْدٍ غَمٌّ أَشَدُّ مِنْ غَمِّهِ بِفَقْرِهِ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعْدٍ فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ حَالُهُ الْأُولَى أَوْ حَالُهُ هَذِهِ ؟
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : يَا جَبْرَئِيلُ بَلْ حَالُهُ الْأُولَى قَدْ أَذْهَبَتْ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ .
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) : إِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا وَ الْأَمْوَالِ فِتْنَةٌ وَ مَشْغَلَةٌ عَنِ الْآخِرَةِ ، قُلْ لِسَعْدٍ يَرُدُّ عَلَيْكَ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ دَفَعْتَهُمَا إِلَيْهِ ، فَإِنَّ أَمْرَهُ سَيَصِيرُ إِلَى الْحَالَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلًا .
قَالَ : فَخَرَجَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فَمَرَّ بِسَعْدٍ فَقَالَ لَهُ : يَا سَعْدُ أَ مَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا ؟
فَقَالَ سَعْدٌ : بَلَى وَ مِائَتَيْنِ .
فَقَالَ لَهُ : لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ إِلَّا الدِّرْهَمَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ .
قَالَ : فَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ حَتَّى ذَهَبَ مَا كَانَ جَمَعَ وَ عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا " .
المصدر /الكافي : 5 / 312 ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نرى الكثير من الفقراء في حياتنا اليومية وقد نستغرب لماذا لايرزقهم الله الغنى سريعاً؟ ولكن حينما نرجع الى الروايات نكتشف ان الفقر اصلح لكثير من الناس وان الغنى يفسد عليهم امر دينهم واخرتهم!!
فاقلها يبقى الانسان فقير في هذه الدنيا ليبقى محافظ على دينة وهو من باب الاختبار وبالتالي يفوز بالاخرة
طبعاً اذا اجتاز الاختبار بنجاح
واليكم اخوتي اخواتي هذه الرواية التي يرويها الشيخ الكليني بالكافي الشريف والتي تعرفنا على حكمة الفقر للبعض .
رَوى أبو بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) يَقُولُ :
" كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ شَدِيدُ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَ كَانَ مُلَازِماً لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ كُلِّهَا لَا يَفْقِدُهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَرِقُّ لَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَى حَاجَتِهِ وَ غُرْبَتِهِ ، فَيَقُولُ : يَا سَعْدُ لَوْ قَدْ جَاءَنِي شَيْءٌ لَأَغْنَيْتُكَ .
قَالَ : فَأَبْطَأَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَاشْتَدَّ غَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) لِسَعْدٍ ، فَعَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ غَمِّهِ لِسَعْدٍ ، فَأَهْبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلَ ( عليه السلام ) وَ مَعَهُ دِرْهَمَانِ .
فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ دَخَلَكَ مِنَ الْغَمِّ لِسَعْدٍ ، أَ فَتُحِبُّ أَنْ تُغْنِيَهُ ؟
فَقَالَ : نَعَمْ .
فَقَالَ لَهُ : فَهَاكَ هَذَيْنِ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطِهِمَا إِيَّاهُ وَ مُرْهُ أَنْ يَتَّجِرَ بِهِمَا .
قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) .
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ سَعْدٌ قَائِمٌ عَلَى بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَنْتَظِرُهُ .
فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : يَا سَعْدُ أَ تُحْسِنُ التِّجَارَةَ ؟
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : وَ اللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ مَالًا أَتَّجِرُ بِهِ .
فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) الدِّرْهَمَيْنِ ، وَ قَالَ لَهُ : اتَّجِرْ بِهِمَا وَ تَصَرَّفْ لِرِزْقِ اللَّهِ .
فَأَخَذَهُمَا سَعْدٌ وَ مَضَى مَعَ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) حَتَّى صَلَّى مَعَهُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : قُمْ فَاطْلُبِ الرِّزْقَ ، فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِكَ مُغْتَمّاً يَا سَعْدُ .
قَالَ : فَأَقْبَلَ سَعْدٌ لَا يَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ شَيْئاً إِلَّا بَاعَهُ بِدِرْهَمَيْنِ ، وَ لَا يَشْتَرِي شَيْئاً بِدِرْهَمَيْنِ إِلَّا بَاعَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ .
فَأَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ فَكَثُرَ مَتَاعُهُ وَ مَالُهُ وَ عَظُمَتْ تِجَارَتُهُ فَاتَّخَذَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مَوْضِعاً وَ جَلَسَ فِيهِ فَجَمَعَ تِجَارَتَهُ إِلَيْهِ ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِذَا أَقَامَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ يَخْرُجُ وَ سَعْدٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنْيَا لَمْ يَتَطَهَّرْ وَ لَمْ يَتَهَيَّأْ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ أَنْ يَتَشَاغَلَ بِالدُّنْيَا ، فَكَانَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ يَا سَعْدُ شَغَلَتْكَ الدُّنْيَا عَنِ الصَّلَاةِ ، فَكَانَ يَقُولُ مَا أَصْنَعُ أُضَيِّعُ مَالِي ؟ هَذَا رَجُلٌ قَدْ بِعْتُهُ فَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَوْفِيَ مِنْهُ ، وَ هَذَا رَجُلٌ قَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَأُرِيدُ أَنْ أُوفِيَهُ .
قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ أَمْرِ سَعْدٍ غَمٌّ أَشَدُّ مِنْ غَمِّهِ بِفَقْرِهِ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعْدٍ فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ حَالُهُ الْأُولَى أَوْ حَالُهُ هَذِهِ ؟
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : يَا جَبْرَئِيلُ بَلْ حَالُهُ الْأُولَى قَدْ أَذْهَبَتْ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ .
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) : إِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا وَ الْأَمْوَالِ فِتْنَةٌ وَ مَشْغَلَةٌ عَنِ الْآخِرَةِ ، قُلْ لِسَعْدٍ يَرُدُّ عَلَيْكَ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ دَفَعْتَهُمَا إِلَيْهِ ، فَإِنَّ أَمْرَهُ سَيَصِيرُ إِلَى الْحَالَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلًا .
قَالَ : فَخَرَجَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فَمَرَّ بِسَعْدٍ فَقَالَ لَهُ : يَا سَعْدُ أَ مَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا ؟
فَقَالَ سَعْدٌ : بَلَى وَ مِائَتَيْنِ .
فَقَالَ لَهُ : لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ إِلَّا الدِّرْهَمَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ .
قَالَ : فَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ حَتَّى ذَهَبَ مَا كَانَ جَمَعَ وَ عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا " .
المصدر /الكافي : 5 / 312 ،