بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
يكاد لايخلو بيت من بيوتاتنا إلا وكان فيه موظف في الدولة أو حتى في المؤسسات والشركات الأهلية..
نرى بأن هذا الموظف كلّما كبر منصبه وارتفعت مكانته الوظيفية يتعالى على غيره (بل حتى البعض من كان موظفاً بسيطاً)، بدءً من أقرانه الموظفين ووصولاً الى المواطنين المراجعين.. وبالعكس نراه يتذلل ويكاد يذهب بماء وجههه عند من هم أعلى منه..
فلماذا هذه الازدواجية في الشخصية.. وهل عندما ارتفعت مكانته نسي نفسه بحيث يراها أعلى من البقية.. فهل نسي بان الكبر هو رداء الله، فقد قال ابوعبد الله عليه السلام ((ان في السماء ملكين موكلين بالعباد ، فمن تواضع لله رفعاه ، ومن تكبر وضعاه))
وقال عليه السلام ((الكبر رداء الله فيمن نازع الله رداءه كبه الله على وجهه في النار))
وقال عليه السلام ((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر))
وقال عليه السلام ((أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى: يا موسى بن عمران هل تدري لم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ؟ قال : لااعلمه يا رب قال يا موسى انى اطلعت إلى خلقي اطلاعة لم أرفي خلقي اشد تواضعا منك لي فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي ، قال : فكان موسى إذا صلى لم ينفتل حتى يضع خده الايمن بالارض وخده الايسر - بالارض))..
بعد كل ذلك فهل يبقى لك أن ترى نفسك أعلى من البقية.. فما الذي ستخسره عندما تتكلم مع الناس بصورة طبيعية، أم انّك ترى بأن ذلك ينزلك من عليائك وسوف يضر بكرامتك، فهل تريد أن تذكر بخير أم لا، الوصفة بسيطة جداً وأبسط ممّا تتصور وهي أن تتصرف على طبيعتك بدون أي تكلف، وسترى إنّ الكل سيختلف معك، بل ستشعر بارتياح نفسي كبير..
ماهي إلا دعوة لأن ينظر كل منّا الى نفسه، فهل هو مشمول بالكلام السابق أم لا، (فهو وان كان المقصود الموظف ولكن كل من هو مسؤول مشمول)..
طبعاً أنا لم أقصد الكل بكلامي، بل أرى بأن الأغلب أصبح هكذا.. نسأل الله الهداية لنا وللجميع...
تعليق