بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
من الصعب على أية امرأة في عالمنا اليوم، تصوّر - فقط التصور- أن تعيش أخلاق وسيرة الصديقة الزهراء، عليها السلام، علماً أن المرأة المسلمة في كل مكان بشكل عام، وفي الأوساط الشيعية بشكل خاص، ترى في الزهراء؛ الشخصية المقدسة والمتكاملة والناجحة، وما تردد ذكرها في الاوساط الاجتماعية والعلمية حتى اليوم، في البحث والدراسة، إلا دليل على جدارتها في كل شيء.
وندع الحديث عن اسباب نشوء هذا التصور في الأذهان الى مقام ومقال آخرين، ونسلط الضوء على امكانية تصحيح هذا التصور والاقتداء بهذه المرأة العظيمة علّنا نلتمس الطريق الى النجاة من ركام الازمات والمشاكل التي يتوقف معظمها على طريقة تفكير وعمل المرأة، منذ طفولتها وحتى مرحلة المراهقة والشباب والزواج، بل وحتى في خريف العمر.
هل أكون مِثل الزهراء؟!
أنه سؤال يتردد على لسان الكثير - إن لم نقل الجميع - من النساء في بلادنا، ما أن يجري الحديث عن سيرة حياة الزهراء؛ في تعاملها مع أبيها، أو في زواجها، وأثاث بيتها، وطريقة تعاملها مع زوجها؛ أمير المؤمنين، وأبنائها، عليهم السلام، وايضاً جيرانها، بل ومع المجتمع بأسره، وحتى مع أعدائها، وأول جواب لرد هذا الطلب يأتي من كون أنها ليست شخصية عادية، إنها ابنة خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد، صلى الله عليه وآله، كما لو أن العلاقة النسبية لها مدخلية دائمة في النشأة الصالحة للولد (الذكر والأنثى)، في حين ينسف القرآن الكريم، هذه النظرية بدليل ابن نبي الله نوح، عليه السلام، الذي انحرف عن الطريق بكفره بالله، وعصيان أمر أبيه، ولم يركب السفينة فكان المغرقين، وايضاً أبناء نبي الله يعقوب، عليه السلام، الذين انحرفوا عن الطريق بحسدهم لأخيهم الصغير يوسف، وكيف أنهم كادوا يقضون على حياته.
بمعنى أن الزهراء، عليها السلام، لم تجلس في البيت، وتقول: «أنا ابنة رسول الله، وعلى الآخرين احترامي وتقديسي، وحتى عليهم تقبيل يدي ورجلي لما أحظى من درجات التقوى والورع والزهد والعلاقة مع السماء»! وإنما كانت الصديقة الطاهرة، كأي بنت أخرى في المدينة المنورة - في ظاهرها طبعاً - ولكن؛ تفوقت وتميّزت بمكارم أخلاقها وحُسن سيرتها مع أهلها ومع الناس.
هذا المبدأ الأساس، طالما أكد عليه الأئمة المعصومون، عليهم السلام، ومنهم أمير المؤمنين، علي
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
من الصعب على أية امرأة في عالمنا اليوم، تصوّر - فقط التصور- أن تعيش أخلاق وسيرة الصديقة الزهراء، عليها السلام، علماً أن المرأة المسلمة في كل مكان بشكل عام، وفي الأوساط الشيعية بشكل خاص، ترى في الزهراء؛ الشخصية المقدسة والمتكاملة والناجحة، وما تردد ذكرها في الاوساط الاجتماعية والعلمية حتى اليوم، في البحث والدراسة، إلا دليل على جدارتها في كل شيء.
وندع الحديث عن اسباب نشوء هذا التصور في الأذهان الى مقام ومقال آخرين، ونسلط الضوء على امكانية تصحيح هذا التصور والاقتداء بهذه المرأة العظيمة علّنا نلتمس الطريق الى النجاة من ركام الازمات والمشاكل التي يتوقف معظمها على طريقة تفكير وعمل المرأة، منذ طفولتها وحتى مرحلة المراهقة والشباب والزواج، بل وحتى في خريف العمر.
هل أكون مِثل الزهراء؟!
أنه سؤال يتردد على لسان الكثير - إن لم نقل الجميع - من النساء في بلادنا، ما أن يجري الحديث عن سيرة حياة الزهراء؛ في تعاملها مع أبيها، أو في زواجها، وأثاث بيتها، وطريقة تعاملها مع زوجها؛ أمير المؤمنين، وأبنائها، عليهم السلام، وايضاً جيرانها، بل ومع المجتمع بأسره، وحتى مع أعدائها، وأول جواب لرد هذا الطلب يأتي من كون أنها ليست شخصية عادية، إنها ابنة خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد، صلى الله عليه وآله، كما لو أن العلاقة النسبية لها مدخلية دائمة في النشأة الصالحة للولد (الذكر والأنثى)، في حين ينسف القرآن الكريم، هذه النظرية بدليل ابن نبي الله نوح، عليه السلام، الذي انحرف عن الطريق بكفره بالله، وعصيان أمر أبيه، ولم يركب السفينة فكان المغرقين، وايضاً أبناء نبي الله يعقوب، عليه السلام، الذين انحرفوا عن الطريق بحسدهم لأخيهم الصغير يوسف، وكيف أنهم كادوا يقضون على حياته.
بمعنى أن الزهراء، عليها السلام، لم تجلس في البيت، وتقول: «أنا ابنة رسول الله، وعلى الآخرين احترامي وتقديسي، وحتى عليهم تقبيل يدي ورجلي لما أحظى من درجات التقوى والورع والزهد والعلاقة مع السماء»! وإنما كانت الصديقة الطاهرة، كأي بنت أخرى في المدينة المنورة - في ظاهرها طبعاً - ولكن؛ تفوقت وتميّزت بمكارم أخلاقها وحُسن سيرتها مع أهلها ومع الناس.
هذا المبدأ الأساس، طالما أكد عليه الأئمة المعصومون، عليهم السلام، ومنهم أمير المؤمنين، علي