بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على الأخوة القراء ان شبهة الدهرين التي حكاها القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)[1]، وقوله ايضاً: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)[2]، واوضح من الجميع قوله تعالى: (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ)[3]، قد أجاب عنها القرآن في آيات عديدة فقد ذكر أنه تعالى قد أنشأ هذا النوع، حين ما أنشأ مركباً من جزءين و مؤلفاً من جوهرين، مادة بدنية، و جوهر مجرد هي النفس و الروح، وهما متلازمان ومتصاحبان ما دامت الحياة الدنيوية، ثم يموت البدن ويفارقه الروح الحية، ثم يرجع الإنسان إلى الله سبحانه قال تعالى: (و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون)[4]، انظر إلى موضع قوله ثم أنشأناه خلقا آخر، و في هذا المعنى قوله تعالى: (فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)[5]، وأوضح من الجميع قوله سبحانه (و قالوا أ إذا ضللنا في الأرض أ ئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون)[6]، فإنه تعالى أجاب عن إشكالهم بتفرق الأعضاء و الأجزاء و استهلاكها في الأرض بعد الموت فلا تصلح للبعث بأن ملك الموت يتوفاهم و يضبطهم فلا يدعهم، فهم غير أبدانهم! فأبدانهم تضل في الأرض لكنهم أي نفوسهم غير ضالة و لا فائتة و لا مستهلكة.
والخلاصة ان حقيقة الانسان هي روحه وهي لا تتفرق ولا تتمزق اذ انها ليست مادية.
[1] سبأ: 7.
[2] يس: 78.
[3] السجدة: 10.
[4] المؤمنون: 16.
[5] ص: 72.
[6] السجدة – 11.
لا يخفى على الأخوة القراء ان شبهة الدهرين التي حكاها القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)[1]، وقوله ايضاً: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)[2]، واوضح من الجميع قوله تعالى: (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ)[3]، قد أجاب عنها القرآن في آيات عديدة فقد ذكر أنه تعالى قد أنشأ هذا النوع، حين ما أنشأ مركباً من جزءين و مؤلفاً من جوهرين، مادة بدنية، و جوهر مجرد هي النفس و الروح، وهما متلازمان ومتصاحبان ما دامت الحياة الدنيوية، ثم يموت البدن ويفارقه الروح الحية، ثم يرجع الإنسان إلى الله سبحانه قال تعالى: (و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون)[4]، انظر إلى موضع قوله ثم أنشأناه خلقا آخر، و في هذا المعنى قوله تعالى: (فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)[5]، وأوضح من الجميع قوله سبحانه (و قالوا أ إذا ضللنا في الأرض أ ئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون)[6]، فإنه تعالى أجاب عن إشكالهم بتفرق الأعضاء و الأجزاء و استهلاكها في الأرض بعد الموت فلا تصلح للبعث بأن ملك الموت يتوفاهم و يضبطهم فلا يدعهم، فهم غير أبدانهم! فأبدانهم تضل في الأرض لكنهم أي نفوسهم غير ضالة و لا فائتة و لا مستهلكة.
والخلاصة ان حقيقة الانسان هي روحه وهي لا تتفرق ولا تتمزق اذ انها ليست مادية.
[1] سبأ: 7.
[2] يس: 78.
[3] السجدة: 10.
[4] المؤمنون: 16.
[5] ص: 72.
[6] السجدة – 11.