بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يقنن شي فلابد من الالتزام بنتائجه مهما كانت وليس له ان يختار النتائج التي تفيده مدعاه ويترك التي تخالف هواه ومبتغاه ...
خصوصاً اذا كانت تلك القواعد شرعية, فلايمكن للانسان ان يختار ويترك حسب هواه لان الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }
ومن هنا لو اتينا الى كلمات اعلام السلفية في خصوص الكتاب والسنة او الكتاب والعترة ونرى ماذا يقولوا فيهما :
- قال الألباني في (منزلة السُّنَّة في الإسلام وبيان أنَّه لا يُستغنى عنها بالقرآن ص14 طبعة مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1425هـ - 2005م) :
"وجملة القول: أن الواجب على المسلمين جميعاً ألاَّ يفرقوا بين القرآن والسنة، من حيث وجوب الأخذ بهما كليهما، وإقامة التشريع عليهما معاً؛ فإن هذا هو الضمان لهم ألاَّ يَميلوا يميناً ويساراً، وألاَّ يرجعوا القهقرى ضلالاً، كما أفصح عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما: كتابَ الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدَا على الحوض". رواه مالك بلاغاً، والحاكم ".
وقال في (ص18) :
"لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومبيِّنة له، فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة، ولو ظن وجوده في الكتاب لما ذكرنا؛ فليست السنة مع القرآن، كالرأي مع السنة، كلاّ ثم كلاّ، بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً، كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني السنة، وقوله: "لن يتفرقا حتى يَرِدَا على الحوض".
فالتَّصنيف المذكور بينهما غير صحيح؛ لأنه يقتضي التفريق بينهما، وهذا باطل؛ لما سبق بيانه".
اقول واعجباه من هذا الكلام حيث قال الالباني أنَّ الواجب على المسلمين ألا يفرقوا بين القرآن والسنة من حيث وجوب الأخذ بهما كليهما؟، وأنَّه يجب اعتبار الكتاب والسُّنَّة مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً، وأنَّ التفريق بينهما باطل، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : "لن يتفرقا حتى يَرِدَا على الحوض".
والالباني حكم بهذه النتيجة القطعية بناءاً على حديث كتاب الله وسنتي الذي يقول عنه مالك بلاغاً اي غير مسند ولارجال له
والجميع يعلم انه حديث ضعيف السند على مباني اهل السنة .
بيد ان نفس الالباني قال في حديث الثقلين (كتاب والله وعترتي اهل بيتي) انه حديث صحيح ونفس المعنى ونفس المضمون ونفس التعبير ولكن يغمض العين عنه ولايقول ان الكتاب والعترة مصدراً واحد ولايمكن الفصل بينهما ابداً والتفريق بينهما باطل ؟
وتعالوا نعرض حديث الثقلين بتصحيح الالباني نفسه لكي تعرفوا الحقيقة مع من
1- صحيح الجامع الصغير ج1 ص482 ح2457 : "إني تاركٌ فيكمْ خليفَتينِ : كتابَ اللهِ حَبلٌ ممدودٌ ما بينَ السماءِ والأرضِ ، وعِترتي أهلَ بَيتي ، وإنهما لن يَتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوْضَ".
2- صحيح الجامع الصغير ج1 ص482 ح2458 : "إني تاركٌ فيكم ما إن تمَسَّكتم به لن تَضلُّوا بَعدي ، أحدهما أعظمُ منَ الآخَرِ ، كتابُ الله حبلٌ ممدود منَ السماءِ إلى الأرضِ ، وعِترَتي أهل بَيتي ، ولن يَتفرقا حتى يرِدا عليَّ الحَوضَ ، فانظروا كيفَ تَخلفوني فيهما .
وغيرها عشرات المصادر التي تصرح بصحة حديث كتاب الله وعترتي اهل بيتي .
وبالتالي اقول اذا كان حديث كتاب الله وسنتي مع ضعفه يدل عند الالباني على وجوب اتباع السنة كالقران الكريم فلماذا لايدل حديث الثقلين الذي يقول كتاب الله وعترتي الصحيح المشهور عند علماء السنة وعند الالباني نفسه على وجوب اتباع اهل البيت كالقران الكريم .
ولماذا يكون التفريق بين القرآن والسنة باطلاً بدليل لفظ (لن يتفرَّقا حتى يَرِدَا على الحوض) بينما لا يكون دليلاً على بطلان التفريق بين القرآن وأهل البيت النبوي ؟
ولماذا يدل لفظ (لن يتفرَّقا حتى يَرِدَا على الحوض) على اعتبار الكتاب والسنة مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً، بينما لا يدل نفس هذا اللفظ على اعتبار الكتاب وأهل النبوي مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً؟
فهل يمكن ان نثق بان علماء السفية بالذات ممتثلين للسنة واقعاً .
وسوف اذكر لكم لاحقاً بقية اراء علماء السلفية في هذا لكي تعرفوا انهم لم يمتثلوا واقعاً لكلام رسول الله (صلى الله عليه واله) .
تعليق