اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
ذكر العلامة المجلسي فيما يختص باليوم الحادي و العشرين :رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الطِّرَازِيُّ قَالَ عَنْ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ بزداد [يَزْدَادَ] أَيَّدَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لَيْلَةَ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ .فَقَالَ لِي : " يَا حَمَّادُ اغْتَسَلْتَ " ؟قُلْتُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ .فَدَعَا بِحَصِيرٍ ثُمَّ قَالَ : " إِلَى لِزْقِي فَصَلِّ ".فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي وَ أَنَا أُصَلِّي إِلَى لِزْقِهِ ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْ جَمِيعِ صَلَاتِنَا ، ثُمَّ أَخَذَ يَدْعُو وَ أَنَا أُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ إِلَى أَنِ اعْتَرَضَ الْفَجْرُ ، فَأَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ دَعَا بَعْضَ غِلْمَانِهِ ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَتَقَدَّمَ وَ صَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْأُولَى ، وَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ التَّسْبِيحِ وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّقْدِيسِ وَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ الدُّعَاءِ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، خَرَّ سَاجِداً لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا النَّفَسَ سَاعَةً طَوِيلَةً .ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ :" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقَ الْخَلْقِ بِلَا حَاجَةٍ فِيكَ إِلَيْهِمْ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِئَ الْخَلْقِ لَا يَنْقُصُ عَنْ مُلْكِكَ شَيْءٌ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُدَبِّرَ الْأُمُورِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ دَيَّانَ الدِّينِ وَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِيَ الْمَاءِ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِيَ الْمَاءِ فِي النَّبَاتِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُكَوِّنَ طَعْمِ الثِّمَارِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ عَدَدِ الْقَطْرِ وَ مَا تَحْمِلُهُ السَّحَابُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ عَدَدِ مَا تَجْرِي بِهِ الرِّيَاحُ فِي الْهَوَاءِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِي مَا فِي الْبِحَارِ مِنْ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ مَا يَدِبُّ فِي ظُلُمَاتِ الْبِحَارِ وَ فِي أَطْبَاقِ الثَّرَى .أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ أَوْ أَحَدٍ مِنْ مَلَائِكَتِكَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ وَ بَرَكَاتُكَ ، وَ بِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَ أَنَلْتَهُمْ بِهِ فَضْلَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ ، وَ سِرَاجِكَ السَّاطِعِ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ ، وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَ نُوراً اسْتَضَاءَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ ، فَبَشِّرَنَا بِجَزِيلِ ثَوَابِكَ وَ أَنْذَرَنَا الْأَلِيمَ مِنْ عِقَابِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ .أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ ، يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي ، يَا مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ ، أَسْأَلُكَ فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ وَ سَائِلِيكَ نَصِيباً ، وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ مَا لَمْ أَسْأَلْكَ مِنْ عَظِيمِ جَلَالِكَ مَا لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِيَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ بِهِ تُبِيدُ الظَّالِمِينَ وَ تُهْلِكُهُمْ ، عَجِّلْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .وَ أَعْطِنِي سُؤْلِي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، فِي جَمِيعِ مَا سَأَلْتُكَ لِعَاجِلِ الدُّنْيَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ ، يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ اقْلِبْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي ، يَا خَالِقِي وَ يَا رَازِقِي ، وَ يَا بَاعِثِي وَ يَا مُحْيِيَ عِظَامِي وَ هِيَ رَمِيمٌ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " .فَلَمَّا فَرَغَ رَفَعَ رَأْسَهُ ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ سَمِعْتُكَ وَ أَنْتَ تَدْعُو بِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَصْفِيَاءِ اللَّهِ وَ أَوْلِيَائِهِ ، أَ وَ لَسْتَ أَنْتَ هُوَ ؟قَالَ : لَا ذَاكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام.قُلْتُ : فَهَلْ لِخُرُوجِهِ عَلَامَةٌ ؟قَالَ : " نَعَمْ كُسُوفُ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا ثُلُثَيْ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ وَ خُسُوفُ الْقَمَرِ [فِي] ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ ، وَ فِتْنَةٌ يُظِلُّ أَهْلَ مِصْرَ الْبَلَاءُ ، وَ قَطْعُ النِّيلِ . اكْتَفِ بِمَا بَيَّنْتُ لَكَ وَ تَوَقَّعْ أَمْرَ صَاحِبِكَ لَيْلَكَ وَ نَهَارَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ، لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ، ذَلِكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَ بِهِ تَحْصِينُ أَوْلِيَائِهِ وَ هُمْ لَهُ خَائِفُونَ " .المصدر / بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 95 / 157 - 159
تعليق