المواقف قرار.. والأفكار أسراب طيور مهاجرة..
تارة إلى الماضي بذكرياته..
وما استوطن في النفس من خلالها..
وأخرى إلى الحاضر وآفاقه وتطلعاته..
وبين هذا وذاك..
تكون سعة الأفق تضاريس تعنون الإنسان بعناوين شتى..
تأملت تلك السطور.. وأنا أسمع هاتف زميلي يرن..
وكالعادة إحدى صديقاته تغويه لليلة ماجنة..!
فقد أحاط حياته بطابور من الخليلات.. كلما انتهى من واحدة جذبته أخرى..!
منهك.. متعب نفسياً ومعنوياً.. خواء فكري..
ونقص حاد في الوعي الثقافي والديني والتكاملي..
شرقت الدنيا أم غربت.. نُهب وطنه أم تحرر.. الأمر عنده سيان..! لا فرق.. !
فنزواته وشهواته الشيطانية.. رأس ماله.. وجلّ اهتماماته.. وليذهب الباقي للجحيم..
هاتف يرن.. لكن هذه المرة لزميل آخر.. سرعان ما استفهم الأمر..
تحرك كبير لفصائل الحشد المقدس.. لاسترجاع بقية المدن والقرى..
لمعت عيناه غيرة وبسالة.. أكمل ما بيده من أوراق..
وجهّز نفسه للرحيل ملبياً نداء الوطن والمقدسات..
فقد أحاط حياته بمجموعة من القيم والمبادئ..
والصفات التي استمدها من روح عاشوراء وأبطالها
وملحمتها الخالدة..
وهكذا.. كلما رنّ الهاتف.. أستذكر الموقفين..
علمتُ حينها.. لِمَ سمعَ الحرُّ هاتفاً ينادي من السماء:
يا حرُّ.. أبشر بالجنة..
تعليق