نص الشبهة:
بسمه تعالىورد في الروايات لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها. فمن كان إذن حجة الله بعد عيسى (عليه السلام)؟ .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فإننا نقول في مقام الإجابة على سؤالكم ما يلي:
قال الله سبحانه عن الذين كفروا: ﴿ ... كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ... ﴾ 1..
وقال تعالى: ﴿ ... * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ 2..
1 ـ علماً أن هناك روايات كثيرة تدل على أنه قد كان في الفترة فيما بين النبي عيسى (عليه السلام) ونبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله)، حجج: أوصياء، وأنبياء أو علماء وقد ذكرت بعضها أسماءهم كما سترى ونذكر من هذه الروايات العامة والمصرحة ببعض أسماء هؤلاء، كما سيأتي:
غاية الأمر أن بعضهم قد يتستر على هذا الأمر، كما هو الحال بالنسبة لأبي طالب (عليه السلام) كما سنرى، أو يغيب عن الأنظار كما دلت عليه الروايات أيضاً..
وقد يكون هذا العالم الحجة على الناس داخلاً في جملة أهل الإيمان، حين يكونوا كثيرين.. فلا يميز التاريخ لنا شخصه، ولا يصرح لنا باسمه.
وقد جاء في الروايات: أنه لا تخلو الأرض من حجة لله، إما ظاهر مشهور، وإما غائب مستور 3..
والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً، فلتراجع في مصادرها 4.
2 ـ وفي نهج البلاغة، أن الإمام علياً (عليه السلام)، قال: «ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل، أو كتاب منزل، أو حجة لازمة، أو محجة قائمة، رسل لا تقصر بهم قلة عددهم، ولا كثرة المكذبين لهم، من سابق سمى له من بعده، أو غابر عرّفه مَن قبلَه، على ذلك نسلت القرون، ومضت الدهور، وسلفت الآباء، وخلفت الأبناء، إلى أن بعث الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله)..» 5.
3 ـ ومن الأنبياء الذين تذكر الروايات: أنهم بعثوا قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خالد بن سنان الذي بعث قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بخمسين سنة..
وتذكر الروايات: أنه نبي ضيعه قومه 6.
4 ـ وأورد في إكمال الدين وإتمام النعمة حديثاً عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ذكر فيه الأنبياء: عيسى، ثم يحيى، ثم العزير، ثم دانيال (عليهم السلام)، إلى أن قال: « وكانت الفترة بين النبي عيسى (عليه السلام)، ومحمد (صلى الله عليه وآله)، أربعماية سنة، وثمانين سنة، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية (أنشوا بن مكيخا) يرث ذلك منهم واحد بعد واحد، ممن يختاره الجبار » 7.
5 ـ وذكر حديثاً طويلاً آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي آخره يقول: « وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودفعها إليّ بردة، ودفعتها أنا إليك يا علي » 8.
وستأتي الإشارة إلى أن ذكر يحيى (عليه السلام) ـ إن لم يكن اشتباهاً من الراوي، فإنه جار وفق الرواية التي ذكرها المسعودي من أن يحيى (عليه السلام) قد كان بعد عيسى (عليه السلام) وكذلك الرواية التي رواها الصدوق في إكمال الدين، وهي المتقدمة برقم (4).
6 ـ وحين سئل الإمام الصادق (عليه السلام)، عن المجوس، قال (عليه السلام): « ما من أمة إلا خلا فيها نذير، وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله، فأنكروه وجحدوا كتابه » 9..
7 ـ وفي نص آخر: «أن عيسى (عليه السلام) قد أوصى إلى شمعون بن حمون (عليه السلام)، فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده فاشتد الطلب، وعظمت البلوى الخ..» 10..
وغيبة الحجج ليس معناه أنهم لم يكونوا موجودين، بل المراد هو تخفّيهم عن أعين الجبارين، ويوضح ذلك ذيل الرواية التالية:
8 ـ وفي نص آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «كان بين عيسى (عليه السلام)، وبين محمد (صلى الله عليه وآله) خمس مئة عام، منها مئتان وخمسون عاماً ليس فيها نبي، ولا عالم ظاهر.
قلت: فما كانوا؟!
قال: كانوا متمسكين بدين عيسى (عليه السلام).
قلت: فما كانوا؟!
قال: مؤمنين.
ثم قال (عليه السلام): ولا تكون الأرض إلا وفيها عالم» 11.
9 ـ قال المسعودي، بعد أن ذكر في كتاب: إثبات الوصية جملة من أحوال المسيح (عليه السلام): « وأوصى إلى شمعون، وأمرهم بطاعته، وسلم إليه الاسم الأعظم والتابوت، وذكر بعد شمعون يحيى بن زكريا (عليه السلام)، ثم منذر بن شمعون، ثم دانيال، ثم قال: وروي في خبر آخر: أن العزير ودانيال كانا قبل المسيح، ويحيى بن زكريا (عليهم السلام)»..
10 ـ ومما نذكره هنا. هو أن الروايات قد أشارت إلى أن أبا طالب قد كان من الأوصياء، فقد روي أنه قد قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): من كان آخر الأوصياء قبل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: أبي 12.
11 ـ عن درست بن أبي منصور: أنه سأل أبا الحسن الأول ـ الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ: أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) محجوجاً بأبي طالب؟ فقال: لا. ولكنه كان مستودعاً للوصايا، فدفعها إليه.
فقال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟!..
فقال: لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصية.
قال: قلت: فما كان حال أبي طالب؟!..
قال: أقر بالنبي وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه..» 13.
وإذا كان أبو طالب من الأوصياء فكيف يكون حال عبد المطلب أيضاً الذي يحشر وعليه هيبة الملوك، وسيماء الأنبياء 14..
12 ـ « قال الصدوق في هذا الكتاب يعني الفترة: إنه لم يكن بينهم رسول، ولا نبي، ولا وصي ظاهر مشهور، كمن كان قبله. وعلى ذلك دل الكتاب المنزل: إن الله عز وجل بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) على حين فترة من الرسل، من الأنبياء والأوصياء. ولكن قد كان بينه وبين النبي عيسى (عليه السلام)، أنبياء وأئمة مستورون خائفون، ومنهم خالد بن سنان العبسي نبي، لا يدفعه دافع، ولا ينكره منكر، لتواطي الأخبار بذلك عن الخاص والعام، وشهرتهم عندهم ؛ وكان بين مبعثه ومبعث نبينا (صلى الله عليه وآله) خمسون سنة » 15.
وبعدما تقدم نقول:
إن كان ثمة من فترة فيما بين عيسى (عليه السلام)، ونبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فإنما هي فترة انقطاع الرسل..
أما الأنبياء فكانوا يبعثون، وأما الأوصياء فكانوا موجودين أيضاً، يحضرون أو يغيبون، حسبما تقتضيه الأمور..
بل قد يقال: إن المراد بالفترة، هي فترة غيبة أولئك الأوصياء، حينما كان يستفحل فيها الفساد والانحراف.
وعلى كل حال، فإن هناك أحاديث أخرى رواها السنة والشيعة، تدخل في هذا السياق، غير أننا نكتفي نحن هنا بهذا القدر..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين 16..
المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. القران الكريم: سورة الملك (67)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 562.
2. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 23 و 24، الصفحة: 437.
3. راجع: نهج البلاغة ص497 رقم الحديث 147 والإرشاد ج1 ص228 والخصال ص186.
4. راجع: بصائر الدرجات ص504 حتى509 والكافي ج1 ص177 ـ 180 وغير ذلك كثير.
5. تفسير نور الثقلين ج1 ص576 ونهج البلاغة ج1 ص24 وبحار الأنوار ج11 ص61.
6. راجع نور الثقلين ج1 ص602 و603 عن علي بن إبراهيم في تفسيره، وعن إكمال الدين والبحار ج14 ص448 و449 و450 عنه، وعن عجائب المخلوقات، وعن السيوطي في شواهد المغني، وروضة الكافي ص342 و343.
7. تفسير نور الثقلين ج1 ص603 وإكمال الدين ص226 وبحار الأنوار ج14 ص518.
8. نور الثقلين ج1 ص603 و604 وراجع: البحار ج14 ص345 / 346 وج23 ص58 وج17 ص148 والإمامة والتبصرة ص23 وأمالي الصدوق ص488 وكمال الدين ص213 وأمالي الطوسي ص443.
9. نور الثقلين ج4 ص359 عن الاحتجاج وبحار الأنوار ج10 ص179 وج14 ص462.
10. البحار ج14 ص346 / 347 عن كمال الدين. ص160.
11. راجع: البحار ج14 ص347 و348 عن كمال الدين. وكمال الدين ص161 وتفسير نور الثقلين ج5 ص314.
12. راجع: الغدير ج7 ص389 عن ضياء العالمين للفتوني.
13. الكافي ج1 ص445 والغدير ج7 ص394.
14. الكافي ج1 ص446 و 447.
15. نور الثقلين ج1 ص604 وكمال الدين ص659 والتفسير الصافي ج2 ص24.
16. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فإننا نقول في مقام الإجابة على سؤالكم ما يلي:
قال الله سبحانه عن الذين كفروا: ﴿ ... كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ... ﴾ 1..
وقال تعالى: ﴿ ... * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ 2..
1 ـ علماً أن هناك روايات كثيرة تدل على أنه قد كان في الفترة فيما بين النبي عيسى (عليه السلام) ونبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله)، حجج: أوصياء، وأنبياء أو علماء وقد ذكرت بعضها أسماءهم كما سترى ونذكر من هذه الروايات العامة والمصرحة ببعض أسماء هؤلاء، كما سيأتي:
غاية الأمر أن بعضهم قد يتستر على هذا الأمر، كما هو الحال بالنسبة لأبي طالب (عليه السلام) كما سنرى، أو يغيب عن الأنظار كما دلت عليه الروايات أيضاً..
وقد يكون هذا العالم الحجة على الناس داخلاً في جملة أهل الإيمان، حين يكونوا كثيرين.. فلا يميز التاريخ لنا شخصه، ولا يصرح لنا باسمه.
وقد جاء في الروايات: أنه لا تخلو الأرض من حجة لله، إما ظاهر مشهور، وإما غائب مستور 3..
والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً، فلتراجع في مصادرها 4.
2 ـ وفي نهج البلاغة، أن الإمام علياً (عليه السلام)، قال: «ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل، أو كتاب منزل، أو حجة لازمة، أو محجة قائمة، رسل لا تقصر بهم قلة عددهم، ولا كثرة المكذبين لهم، من سابق سمى له من بعده، أو غابر عرّفه مَن قبلَه، على ذلك نسلت القرون، ومضت الدهور، وسلفت الآباء، وخلفت الأبناء، إلى أن بعث الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله)..» 5.
3 ـ ومن الأنبياء الذين تذكر الروايات: أنهم بعثوا قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خالد بن سنان الذي بعث قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بخمسين سنة..
وتذكر الروايات: أنه نبي ضيعه قومه 6.
4 ـ وأورد في إكمال الدين وإتمام النعمة حديثاً عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ذكر فيه الأنبياء: عيسى، ثم يحيى، ثم العزير، ثم دانيال (عليهم السلام)، إلى أن قال: « وكانت الفترة بين النبي عيسى (عليه السلام)، ومحمد (صلى الله عليه وآله)، أربعماية سنة، وثمانين سنة، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية (أنشوا بن مكيخا) يرث ذلك منهم واحد بعد واحد، ممن يختاره الجبار » 7.
5 ـ وذكر حديثاً طويلاً آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي آخره يقول: « وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودفعها إليّ بردة، ودفعتها أنا إليك يا علي » 8.
وستأتي الإشارة إلى أن ذكر يحيى (عليه السلام) ـ إن لم يكن اشتباهاً من الراوي، فإنه جار وفق الرواية التي ذكرها المسعودي من أن يحيى (عليه السلام) قد كان بعد عيسى (عليه السلام) وكذلك الرواية التي رواها الصدوق في إكمال الدين، وهي المتقدمة برقم (4).
6 ـ وحين سئل الإمام الصادق (عليه السلام)، عن المجوس، قال (عليه السلام): « ما من أمة إلا خلا فيها نذير، وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله، فأنكروه وجحدوا كتابه » 9..
7 ـ وفي نص آخر: «أن عيسى (عليه السلام) قد أوصى إلى شمعون بن حمون (عليه السلام)، فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده فاشتد الطلب، وعظمت البلوى الخ..» 10..
وغيبة الحجج ليس معناه أنهم لم يكونوا موجودين، بل المراد هو تخفّيهم عن أعين الجبارين، ويوضح ذلك ذيل الرواية التالية:
8 ـ وفي نص آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «كان بين عيسى (عليه السلام)، وبين محمد (صلى الله عليه وآله) خمس مئة عام، منها مئتان وخمسون عاماً ليس فيها نبي، ولا عالم ظاهر.
قلت: فما كانوا؟!
قال: كانوا متمسكين بدين عيسى (عليه السلام).
قلت: فما كانوا؟!
قال: مؤمنين.
ثم قال (عليه السلام): ولا تكون الأرض إلا وفيها عالم» 11.
9 ـ قال المسعودي، بعد أن ذكر في كتاب: إثبات الوصية جملة من أحوال المسيح (عليه السلام): « وأوصى إلى شمعون، وأمرهم بطاعته، وسلم إليه الاسم الأعظم والتابوت، وذكر بعد شمعون يحيى بن زكريا (عليه السلام)، ثم منذر بن شمعون، ثم دانيال، ثم قال: وروي في خبر آخر: أن العزير ودانيال كانا قبل المسيح، ويحيى بن زكريا (عليهم السلام)»..
10 ـ ومما نذكره هنا. هو أن الروايات قد أشارت إلى أن أبا طالب قد كان من الأوصياء، فقد روي أنه قد قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): من كان آخر الأوصياء قبل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: أبي 12.
11 ـ عن درست بن أبي منصور: أنه سأل أبا الحسن الأول ـ الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ: أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) محجوجاً بأبي طالب؟ فقال: لا. ولكنه كان مستودعاً للوصايا، فدفعها إليه.
فقال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟!..
فقال: لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصية.
قال: قلت: فما كان حال أبي طالب؟!..
قال: أقر بالنبي وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه..» 13.
وإذا كان أبو طالب من الأوصياء فكيف يكون حال عبد المطلب أيضاً الذي يحشر وعليه هيبة الملوك، وسيماء الأنبياء 14..
12 ـ « قال الصدوق في هذا الكتاب يعني الفترة: إنه لم يكن بينهم رسول، ولا نبي، ولا وصي ظاهر مشهور، كمن كان قبله. وعلى ذلك دل الكتاب المنزل: إن الله عز وجل بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) على حين فترة من الرسل، من الأنبياء والأوصياء. ولكن قد كان بينه وبين النبي عيسى (عليه السلام)، أنبياء وأئمة مستورون خائفون، ومنهم خالد بن سنان العبسي نبي، لا يدفعه دافع، ولا ينكره منكر، لتواطي الأخبار بذلك عن الخاص والعام، وشهرتهم عندهم ؛ وكان بين مبعثه ومبعث نبينا (صلى الله عليه وآله) خمسون سنة » 15.
وبعدما تقدم نقول:
إن كان ثمة من فترة فيما بين عيسى (عليه السلام)، ونبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فإنما هي فترة انقطاع الرسل..
أما الأنبياء فكانوا يبعثون، وأما الأوصياء فكانوا موجودين أيضاً، يحضرون أو يغيبون، حسبما تقتضيه الأمور..
بل قد يقال: إن المراد بالفترة، هي فترة غيبة أولئك الأوصياء، حينما كان يستفحل فيها الفساد والانحراف.
وعلى كل حال، فإن هناك أحاديث أخرى رواها السنة والشيعة، تدخل في هذا السياق، غير أننا نكتفي نحن هنا بهذا القدر..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين 16..
المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. القران الكريم: سورة الملك (67)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 562.
2. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 23 و 24، الصفحة: 437.
3. راجع: نهج البلاغة ص497 رقم الحديث 147 والإرشاد ج1 ص228 والخصال ص186.
4. راجع: بصائر الدرجات ص504 حتى509 والكافي ج1 ص177 ـ 180 وغير ذلك كثير.
5. تفسير نور الثقلين ج1 ص576 ونهج البلاغة ج1 ص24 وبحار الأنوار ج11 ص61.
6. راجع نور الثقلين ج1 ص602 و603 عن علي بن إبراهيم في تفسيره، وعن إكمال الدين والبحار ج14 ص448 و449 و450 عنه، وعن عجائب المخلوقات، وعن السيوطي في شواهد المغني، وروضة الكافي ص342 و343.
7. تفسير نور الثقلين ج1 ص603 وإكمال الدين ص226 وبحار الأنوار ج14 ص518.
8. نور الثقلين ج1 ص603 و604 وراجع: البحار ج14 ص345 / 346 وج23 ص58 وج17 ص148 والإمامة والتبصرة ص23 وأمالي الصدوق ص488 وكمال الدين ص213 وأمالي الطوسي ص443.
9. نور الثقلين ج4 ص359 عن الاحتجاج وبحار الأنوار ج10 ص179 وج14 ص462.
10. البحار ج14 ص346 / 347 عن كمال الدين. ص160.
11. راجع: البحار ج14 ص347 و348 عن كمال الدين. وكمال الدين ص161 وتفسير نور الثقلين ج5 ص314.
12. راجع: الغدير ج7 ص389 عن ضياء العالمين للفتوني.
13. الكافي ج1 ص445 والغدير ج7 ص394.
14. الكافي ج1 ص446 و 447.
15. نور الثقلين ج1 ص604 وكمال الدين ص659 والتفسير الصافي ج2 ص24.
16. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي،