بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد
عن الاصبغ قال: لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام الضربة التي
كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر، وكان يراد قتل ابن ملجم لعنه الله،
فخرج الحسن عليه السلام فقال: معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته،
فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه، فانصرفوا يرحمكم الله
قال: فانصرف الناس ولم أنصرف، فخرج ثانية وقال لي: يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول
أمير المؤمنين ؟ قلت: بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أنظر إليه فأستمع منه حديث،
فاستأذن لي رحمك الله، فدخل ولم يلبث أن خرج، فقال لي: ادخل، فدخلت فإذا أمير
المؤمنين عليه السلام معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك العصابة وإذا هو يرفع
فخذا ويضع اخرى من شدة الضربة وكثرة السم، فقال لي: يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن
قولي ؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين ولكني رأيتك في حالة فأحببت النظر إليك وأن أسمع
منك حديثا، فقال لي: اقعد فما أراك تسمع مني حديثا بعد يومك هذا اعلم يا أصبغ أني
أتيت رسول الله صلى الله عليه واله عائدا كما جئت الساعة، فقال: يا أبا الحسن اخرج
فناد في الناس الصلاة جامعة واصعد المنبر وقم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس: ألا من
عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم
أجيرا اجرته فلعنة الله عليه، يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله
عليه واله فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن،
فاشرحهن لنا، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه واله فقلت ما كان من
الرجل، قال الاصبغ: ثم أخذ عليه السلام بيدي وقال: يا أصبغ ابسط يدك، فبسطت يدي،
فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال: يا أصبغ كذا تناول رسول الله صلى الله عليه واله
إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال: يا أبا الحسن ألا وإني
وأنت أبوا هذه الامة فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وأنت موليا هذه الامة فعلى
من أبق عنا لعنة الله، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الامة فمن ظلمنا اجرتنا فلعنة الله
عليه، ثم قال آمين فقلت: آمين. قال الاصبغ: ثم اغمي عليه، ثم أفاق فقال لي: أقاعد
أنت يا أصبغ ؟ قلت: نعم يا مولاي، قال: أزيدك حديثا آخر ؟ قلت: نعم زادك الله من
مزيدات الخير، قال: يا أصبغ لقيني رسول الله صلى الله عليه واله في بعض طرقات
المدينة وأنا مغموم قد تبين الغم في وجهي، فقال لي: يا أبا الحسن أراك مغموما ألا
احدثك بحديث لا تغتم بعده
أبدا قلت: نعم، قال: إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين
والشهداء، ثم يأمرني الله أصعد فوقه، ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة، ثم يأمر
الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الاولين
والآخرين إلا حضر، فينادي الملك الذي دونك بمرقاة: معاشر الناس ألا من عرفني فقد
عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي، أنا رضوان خازن الجنان، ألا إن الله بمنه
وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد، وإن محمدا أمرني أن
أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه، ثم يقوم ذلك الذي تحت ذلك الملك
بمرقاة مناديا يسمع أهل الموقف: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني
فأنا اعرفه بنفسي، أنا مالك خازن النيران ألا إن الله بمنه وفضله وكرمه وجلاله قد
أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد، وإن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي
طالب فاشهدوا لي عليه، فآخذ مفاتيح الجنان والنيران، ثم قال: يا علي فتأخذ بحجزتي،
وأهل بيتك يأخذون بحجزتك وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك، قال: فصفت بكلتا يدي: وإلى
الجنة يا رسول الله ؟ قال: إي ورب الكعبة، قال الاصبغ: فلم أسمع من مولاي غير هذين
الحديثين، ثم توفي صلوات الله عليه.
المصدر البحار ج 4 ص 46 .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد
عن الاصبغ قال: لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام الضربة التي
كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر، وكان يراد قتل ابن ملجم لعنه الله،
فخرج الحسن عليه السلام فقال: معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته،
فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه، فانصرفوا يرحمكم الله
قال: فانصرف الناس ولم أنصرف، فخرج ثانية وقال لي: يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول
أمير المؤمنين ؟ قلت: بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أنظر إليه فأستمع منه حديث،
فاستأذن لي رحمك الله، فدخل ولم يلبث أن خرج، فقال لي: ادخل، فدخلت فإذا أمير
المؤمنين عليه السلام معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك العصابة وإذا هو يرفع
فخذا ويضع اخرى من شدة الضربة وكثرة السم، فقال لي: يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن
قولي ؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين ولكني رأيتك في حالة فأحببت النظر إليك وأن أسمع
منك حديثا، فقال لي: اقعد فما أراك تسمع مني حديثا بعد يومك هذا اعلم يا أصبغ أني
أتيت رسول الله صلى الله عليه واله عائدا كما جئت الساعة، فقال: يا أبا الحسن اخرج
فناد في الناس الصلاة جامعة واصعد المنبر وقم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس: ألا من
عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم
أجيرا اجرته فلعنة الله عليه، يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله
عليه واله فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن،
فاشرحهن لنا، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه واله فقلت ما كان من
الرجل، قال الاصبغ: ثم أخذ عليه السلام بيدي وقال: يا أصبغ ابسط يدك، فبسطت يدي،
فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال: يا أصبغ كذا تناول رسول الله صلى الله عليه واله
إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال: يا أبا الحسن ألا وإني
وأنت أبوا هذه الامة فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وأنت موليا هذه الامة فعلى
من أبق عنا لعنة الله، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الامة فمن ظلمنا اجرتنا فلعنة الله
عليه، ثم قال آمين فقلت: آمين. قال الاصبغ: ثم اغمي عليه، ثم أفاق فقال لي: أقاعد
أنت يا أصبغ ؟ قلت: نعم يا مولاي، قال: أزيدك حديثا آخر ؟ قلت: نعم زادك الله من
مزيدات الخير، قال: يا أصبغ لقيني رسول الله صلى الله عليه واله في بعض طرقات
المدينة وأنا مغموم قد تبين الغم في وجهي، فقال لي: يا أبا الحسن أراك مغموما ألا
احدثك بحديث لا تغتم بعده
أبدا قلت: نعم، قال: إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين
والشهداء، ثم يأمرني الله أصعد فوقه، ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة، ثم يأمر
الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الاولين
والآخرين إلا حضر، فينادي الملك الذي دونك بمرقاة: معاشر الناس ألا من عرفني فقد
عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي، أنا رضوان خازن الجنان، ألا إن الله بمنه
وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد، وإن محمدا أمرني أن
أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه، ثم يقوم ذلك الذي تحت ذلك الملك
بمرقاة مناديا يسمع أهل الموقف: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني
فأنا اعرفه بنفسي، أنا مالك خازن النيران ألا إن الله بمنه وفضله وكرمه وجلاله قد
أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد، وإن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي
طالب فاشهدوا لي عليه، فآخذ مفاتيح الجنان والنيران، ثم قال: يا علي فتأخذ بحجزتي،
وأهل بيتك يأخذون بحجزتك وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك، قال: فصفت بكلتا يدي: وإلى
الجنة يا رسول الله ؟ قال: إي ورب الكعبة، قال الاصبغ: فلم أسمع من مولاي غير هذين
الحديثين، ثم توفي صلوات الله عليه.
المصدر البحار ج 4 ص 46 .
تعليق